تقول تل أبيب إنها ستمضي بخياراتها الحربية ضد حزب الله في لبنان، سواء أَأُنير الضوء الأخضر الأميركي أمام قواتها.. أم ظلّ منطفئًا.
مسؤول إسرائيلي على الأرجح كان ضمن الوفد المرافق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، أدلى بالتصريحات هذه لصحفيين في العاصمة الأميركية، ونقلتها عنه "تايمز أوف إسرائيل".
قال الرجل، من بين ما قال، إن الحرب المفتوحة خيار لا مفرّ منه إذا لم تنجح الطرق الدبلوماسية.
لكن أيًا يكن، فإن احتمالية تحول الحرب على الجبهة اللبنانية من منضبطة إلى مفتوحة موسعة، راجحة وبقوة.
11 أكتوبر!
بل إن هذا الشكل الموسع من الحرب، كان ليكون أمرًا واقعًا منذ 11 أكتوبر، يوم كانت المقاتلات الحربية الإسرائيلية في الجو انتظارًا لأوامر القيادة السياسية، على ما ذكرته وول ستريت جورنال في تقرير بالغ الحسياسية نشرته الصحيفة في ديسمبر.
الصحيفة قالت حينها إن البيت الأبيض لم يقتنع بالمعطيات التي بعث بها نتنياهو بإن ثمة ضرورة لعملية إسرائيلية استباقية ضد حزب الله الذي يحضّر لهجوم مشابه لهجوم حماس. وعليه كان على الطيارين الإسرائيليين أن يعودوا أدراجهم دون تنفيذ أي ضربة.
لا يزال راجحًا!
على أية حال، لم ينه تمنّع بايدن عن منح نتنياهو الضوء الأخضر سيناريو الحرب الموسعة بين الجانبين.
ذاك أن التباين في مقاربة هذه الحرب، بين حزب الله وإسرائيل شاسع وهائل.
بين وحدة الساحات وتفرقتها
الحزب، الذي يعدّ الذراع الإيراني الأقوى، رهن وقف عملياته العسكرية ضد إسرائيل منذ دخوله الحرب في 8 أكتوبر، بتوقف الحرب في غزة. وذلك ضمن إطار ما أطلقته عليه الجماعات المسلحة الموالية لإيران، بـ"وحدة الساحات".
لكن إسرائيل لديها تصور مختلف، وربما ينطلق من مبدأ معاكس، قائم على "تفرقة الساحات"، فبادئ ذي بدء، لا تقبل العقلية الإسرائيلية، بأن يكون ثمة كائنٌ من كان على حدودها أو في جوارها، يهمُّ بمهاجمتها ثم يفعل. وهذا ما تسميه هي قوة الردع.
ويزكّيه بالمناسبة، أن حزب الله، في هذه الحرب، أوغل في ضرب أهداف في العمق الإسرائيلي، وإبعاد عشرات الآلاف من سكان الشمال، قال نتنياهو، في كلمته الشهيرة أمام أعضاء الكونغرس الأميركي، إنهم 80 ألفًا. ناهيك عن كشف قلاعها الحصينة عبر المسيرات الاستطلاعية. إنما قبل كل شيء، كان الحزب هو البادئ في الحرب.
معادلات لا يعتقد أن تقبل تل أبيب بإرسائها، وتكتفي بأن تتجاوب مع وقف حزب الله للقتال مع توقف الحرب في غزة.
ثم إن إسرائيل، ترى في حزب الله رصاصة إيران الذهبية في أي حرب محتملة مع طهران، على ملفات أكثر حساسية، أهمها الملف النووي. وعليه فإن صناع القرار في تل أبيب، كانوا يعدّون العدة لحزب الله حتى قبل أن يبادر في يطلق عليها بجبهة المساندة.
دبلوماسية ركيكة!
وإذا فنّدنا الحل الدبلوماسي الذي قال المسؤول الإسرائيلي أن تل أبيب ترتضيه، فهو بابتعاد الحزب طوعًا إلى ما بعد نهر الليطاني، انطلاقًا من بنود القرار الأممي 1701، وهو القرار الذي استمرأ حزب الله في خرقه طيلة 18 عامًا منذ أن صدر عام 2006، فكيف له أن يقبل به الآن؟!
والحال أننا مقبلون على حرب مفتوحة شبه حتمية بين إسرائيل وحزب الله. تأجيلها رهن تفرغ إسرائيل لهذه الجبهة، بعد الانتهاء من جبهة غزة. أو ربما انتظار الضوء الأخضر الأميركي الذي تحتاجه تل أبيب.. حتى لو قالت إنها ستنطلق بدونه.