تتصاعد المخاوف من توسع الحرب لتمتد إلى أنحاء المنطقة وذلك مع استمرار الهجمات والتصعيد في قطاع غزة. تصعيد زاد وبشكل ملحوظ من وتيرة الصراع عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، بينما يحذر العالم من استمرار الهجمات في مياه البحر الأحمر خاصة مع وجود قوات متعددة في المنطقة مما يجعل الخطر أشد وإمكانيات لاندلاع الصراع وتوسعته أكبر.
وفي آخر فصول التصعيد قصفت إسرائيل مدرسة تابعة للأونروا المدرسة تؤوي آلاف النازحين في مخيم النصيرات وسط القطاع مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى الجيش الإسرائيلي قصف أيضا تجمعا للنازحين في مواصي خان يونس جنوبي القطاع ما أسفر عن سقوط 13 قتيلا وأكثر من 20 جريحا.
ويرى رئيس الوزراء الإسرائيلي ان حركة حماس تتعرض لضغوط متزايدة في ظل وبات الإسرائيلية كما شدد على أن الوقت مناسب لتكثيف الضغط من أجل إعادة جميع المحتجزين وتحقيق أهداف الحرب في السياق تعهد نتنياهو بزيادة الضغط على حماس لافتا أن لا نية لتل أبيب لخسارة الصراع وأكد أنه سيعمل على محاسبة مرتكبي هجوم 7 من أكتوبر وإسقاط حكم حماس وإحباط أي تهديد مستقبلي من غزة.
من جانبه أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن هناك فرصة محدودة لإعادة المحتجزين لافتا إلى أن شروط الصفقة أصبحت جاهزة وتقع على إسرائيل مسؤولية تحقيقها.
في نفس الوقت أشار غالانت إلى أنه من الممكن العودة للقتال بعد استكمال صفقة التبادل.
ويقول مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز بأن زعيم حركة حماس يحيى السنوار يواجه ضغوطا متزايدة من قاد عسكريين في الحركة لقبول اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب مع إسرائيل.
شبكة "سي إن إن" كشفت نقلا عن مصدر حضرة اجتماعا مغلقا لبيرنز السبت الماضي أكد فيه أن الضغوط على السنوار تصاعدت في الأسبوعين الماضيين بما في ذلك من قادة كبار حماس الذين بدأوا يملّون من القتال.
وفي مقابل الضغوط على حماس يبدو أن نتنياهو يواجه ضغوطات من نوع آخر داخل إسرائيل حيث اندلعت مصادمات بين الأمن الإسرائيلي ومتظاهرين من الحريديم احتجاجا على قانون يلزمهم بالخضوع للتجنيد الإجباري وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن إنه سيبدأ بتوزيع آلاف أوامر الاستدعاء للتجنيد الحريديم بدءا من يوم الأحد المقبل.
في هذا السياق، أشار الكاتب والباحث السياسي جهاد حرب خلال حديثه لغرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية"، إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية والقوات المسلحة الإسرائيلية يسعون لتصعيد عمليات القتل ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأوضح أن ما نشهده من قصف يستهدف مدارس لجأ إليها مواطنون فلسطينيون آمنون في مناطق مثل خان يونس ورفح وغيرهما، يعد مثالاً واضحاً على ذلك.
- هناك ثلاثة أهداف رئيسية تسعى إليها إسرائيل. الهدف الأول: يتمثل في ممارسة الضغط على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية من خلال الاستمرار بالعمليات العسكرية، وذلك كجزء من استراتيجية التفاوض.
- الهدف الثاني: تفكيك العلاقة بين المواطنين في قطاع غزة وحركة حماس، أي الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية، وتحميل حركة حماس المسؤولية عن أفعال القتل التي تقوم بها إسرائيل.
- الهدف الثالث: تأجيل إمكانية الوصول إلى اتفاق أو تفاوض تحت هذا الضغط الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي حتى تتسنى لهم فرصة لعرض قضيتهم أمام البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي.
- من المرجح أن يمارس الجانب الأمريكي ضغوطًا على رئيس الحكومة الإسرائيلية، والذي ينتظر بفارغ الصبر بداية عطلة الصيف للكنيست الإسرائيلي التي ستستمر لمدة ثلاثة أشهر.
- يتمتع نتنياهو خلال عطلة الصيف للكنيست، بهامش أكبر من الحرية في اتخاذ القرارات نظراً لتراجع الضغط الممارس عليه من قبل اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، والممثلين ببن غفير وسموتريتش.
- تستهدف القوات الإسرائيلية بشكل مركز مواقع معروفة بأنها تأوي مدنيين ولاجئين فلسطينيين في منطقة مواصي خان يونس، على الرغم من عدم وجود أي تورط لهؤلاء المدنيين أو ارتباطهم بأي أعمال مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
- إسرائيل تعتمد على الأيديولوجية الفاشية كمبرر لاستهداف وقتل المدنيين الفلسطينيين، بذريعة اغتيال محمد الضيف ورافع سلامة. وذلك على الرغم من امتلاكها قدرات تقنية تتيح لها استهداف الأفراد بدقة دون تعريض حياة الآخرين للخطر.
- لم تعد تلقَ محاولات نتنياهو المستمرة لتسويق الأكاذيب أمام المجتمع الدولي الاستجابة أو التصديق. عندما يزعم أن الأونروا والأمم المتحدة تعملان لصالح حماس، فإن هذا الاتهام سبق وأن قدمه أمام المجتمع الدولي ولجان التحقيق المختصة دون تحقيق التأثير المطلوب.
- لا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير أو قبول الأعذار المقدمة من قبل الاحتلال الإسرائيلي فيما يتعلق بقتل حوالي 40 الف مواطن فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال.
- جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل على مدى الأشهر التسعة الماضية أصبحت حقيقة مثبتة، وذلك رغم تحذيرات محكمة العدل الدولية لإسرائيل وقف هذه الأعمال واتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع وقوع جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في قطاع غزة.
- من الطبيعي وجود مواقف متباينة أو متناقضة بين القيادة العسكرية والسياسية داخل حماس بشأن وقف إطلاق النار. وينبع هذا الاختلاف من حاجة الجمهور الفلسطيني الملحة إلى وقف الأعمال العدائية، بهدف تقليل و وقف الخسائر المتواصلة التي يعاني منها الفلسطينيون.
- الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسؤولية 57 عامًا من الاحتلال، وما نتج عنه من قتل وتدمير.
أشار الدبلوماسي الإسرائيلي السابق مائير كوهين إلى أن حركة حماس تسعى جاهدة لإعادة بناء قدراتها، مستغلّة المؤسسات المدنية والتي تشمل المدارس والمستشفيات. وأضاف أن وكالة الأونروا تعمل أيضاً لخدمة مصالح حماس، مشيرا إلى العديد من الوثائق التي تؤكد ذلك داخل إسرائيل.
- لا يمكن لإسرائيل الإقدام على الهجوم دون توفر معلومات وافرة، وهي تعتمد بالطبع على المعلومات الاستخباراتية.
- وفقاً لتقرير شامل نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، تبيّن أن حركة حماس استغلت المناطق الآمنة للفلسطينيين، وتحوّلت إلى حرب العصابات باستخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية. وبهذا السياق، يجب محاسبة حماس قانونياً على هذه التصرفات.
- هناك خلافات داخل المؤسسة العسكرية في إسرائيل مع رئيس الوزراء نتنياهو. ذكرت المؤسسة الأمنية أنها تعتقد أن الفرصة الحالية مواتية لإبرام صفقة، وتؤكد على ضرورة اغتنام هذه الفرصة نظرًا لاحتمال عدم تكرارها مستقبلاً.
- يؤكد نتنياهو بأن الضغوط العسكرية تمثل الوسيلة الوحيدة لإرغام حماس على تقديم تنازلات أكبر، ومن بينها زيادة عدد الرهائن الذين يتم الإفراج عنهم.
- يَركز نِتنياهو على نقطتين أساسيتين؛ الأولى هي البقاء في معبر "فيلاديلفيا"، والثانية تتعلق بمعبر "نتساريم" الذي يفصل بين شمال وجنوب قطاع غزة، وذلك بهدف منع تسلل المخربين إلى شمال القطاع.
- هذه النقاط التي يتمسك بها نِتنياهو ترتبط بنزاعات داخلية ضمن الحكومة الإسرائيلية.
- هناك ضغط شعبي مؤيد لغالانت، بالإضافة إلى الدعم الأمريكي لمواقفه. ومع ذلك، توجد نقطة خلاف واضحة في هذا السياق قد تؤثر على الوضع العام.
- التصريح الصادر عن رئيس وكالة المخابرات المركزية أشار إلى تحركات من قبل حماس في الخارج بهدف الإطاحة بيحيى السنوار.
- يحمّل يحيى السنوار المسؤولية الكبرى للأزمة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.