في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور القريبة من الحدود مع تشاد، يقف مستشفى الجنينة التعليمي الذي يعتبر المرفق الرئيسي المسؤول عن الرعاية الصحية التخصصية وعالية التخصص. لا يبعد هذا المستشفى المركزي سوى ساعتين بالسيارة عن أدري، ويقدم خدماته للسكان والنازحين، علماً أن معظم مرضاه من النساء والأطفال.
تعرّض المستشفى للنهب وخرج عن الخدمة في الأسابيع الأولى من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023، لكنه ظل المستشفى الوحيد العامل في المدينة، يقدم خدمات طبية مجانية لإنقاذ حياة الضعفاء، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.
انتشار سوء التغذية بين الأطفال
وقالت المنظمة إن فريقها العامل في مستشفى الجنينة التعليمي يقدم مساعدات طبية أساسية، ويؤمن الكهرباء والمياه، ويعيد تأهيل المرافق رغم إجلاء بعض أفراد الطاقم في أبريل العام الماضي.
وأضافت أن المستشفى شهد زيادة بنسبة 11 بالمئة في أعداد المرضى في شهري أبريل ومايو مقارنة بالأشهر الثلاثة الأولى من السنة، مع بدء ’فجوة الجوع‘ وغياب الأمن الغذائي.
وقال مدير الأنشطة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود حبيب بهار الدين، إن البيانات تشير إلى "تزايد مستويات سوء التغذية الحاد الشديد بمعدل 5 بالمئة، وسوء التغذية الحاد متوسط الشدة بمعدل 16 بالمئة وسوء التغذية الحاد العالمي بمعدل 21 بالمئة بين الأطفال الذين خضعوا لفحوصات استقصائية في الفترة الممتدة من يناير حتى مايو 2024".
وأضاف أن عدد المترددين على مركز التغذية العلاجية الداخلي تضاعف من يناير حتى أبريل 2024، حيث زاد عدد الأسرة من 20 إلى 50 سريرًا.
مختبئون
وأوضح أحد أفراد الطواقم المحلية لمنظمة أطباء بلا حدود، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنهم وجدوا أنفسهم في معضلة بين كونهم مدنيين وعاملين إنسانيين وسط الحرب، مضيفًا: "مرّت سنة منذ وقوع المجزرة الأولى في الجنينة. كانت الأوضاع كارثية والعنف حدّ بشدة من التحركات. اضطررنا للبقاء مختبئين بلا ماء ولا طعام، معرضين لتهديدات مستمرة".