تمر حرب غزة بوقت حرج، تتصراع فيه المعارك المتسارعة في القطاع مع مسارات التفاوض البطيئة بين القاهرة والدوحة لإيقاف حمام الدم.
وفر سكان مدينة غزة شمالا وسط نيران إسرائيلية وتوغل دبابات في قلب المدينة، الثلاثاء، في اليوم الثاني من هجوم مكثف على قطاع غزة قالت حركة حماس إنه قد يقوض محادثات وقف إطلاق النار.
وأكدت كتائب القسام وسرايا القدس، الجناحان العسكريان لحماس والجهاد، إن مقاتليهما قاتلوا القوات الإسرائيلية في اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات على الخطوط الأمامية لمدينة غزة، وقتلوا وأصابوا جنودا إسرائيليين.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الخسائر البشرية، لكنه قال إن جنوده يخوضون قتالا وجها لوجه مع مسلحين وقضوا على أكثر من 150 مقاتلا خلال الأسبوع الماضي، ودمروا مباني مفخخة وعبوات ناسفة.
وبدأ الهجوم في وقت يتواجد به مسؤولون أميركيون كبار بالمنطقة، للضغط من أجل وقف إطلاق النار، بعد أن قدمت حماس "تنازلات" الأسبوع الماضي.
ونقلت حماس عن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية قوله، الإثنين، إن الهجوم من شأنه أن "يعيد عملية التفاوض إلى نقطة الصفر".
وقبل أيام، انتعشت الآمال بين سكان غزة في توقف القتال بعد أن تقبلت حماس الأسبوع الماضي جزءا أساسيا من المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار.
وقالت وسائل إعلام رسمية في مصر إن وسطاء قطريين ومصريين، بدعم من الولايات المتحدة، سرعوا جهودهم هذا الأسبوع، وإن المحادثات ستُستأنف في الدوحة الأربعاء.
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مسؤول كبير في حماس قوله إن وفدا مصريا سيتوجه إلى الدوحة "في مهمة لتقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل للوصول إلى اتفاق الهدنة في أقرب وقت".
وأضاف المصدر رفيع المستوى أن هناك اتفاقا على العديد من النقاط، موضحا أن المفاوضات ستعود للقاهرة يوم الخميس.
لكن الواقع على الأرض يعكس صورة مغايرة، وينذر بأن المفاوضات الجارية قد تؤول إلى ما آلت إليه سابقاتها.
وأظهرت لقطات متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، أسرا على عربات تجرها الحمير وفي مؤخرة شاحنات محملة بأفرشة النوم وغيرها من المتعلقات، وهي تفر عبر شوارع غزة من المناطق التي صدرت لها أوامر إخلاء إسرائيلية.
وقالت أم تامر، وهي أم لسبعة أطفال، لـ"رويترز": "ما يحدث أن مدينة غزة تباد. إسرائيل بتهجرنا من بيوتنا تحت النار".
وأوضحت أن هذه هي المرة السابعة التي تفر فيها أسرتها من منزلها في مدينة غزة، التي كانت من الأهداف الأولى لإسرائيل في بداية الحرب في أكتوبر.
ضربات جوية ونزيف مستمر
- في النصيرات وسط غزة، أسفرت غارة جوية إسرائيلية في وقت مبكر من صباح الثلاثاء على منزل من عدة طوابق عن مقتل 17 شخصا، من بينهم 14 طفلا وامرأة، حسب المكتب الإعلامي لحماس.
- هرع الجيران لمساعدة المسعفين وعمال الطوارئ في انتشال الجثث والبحث عن ناجين تحت الأنقاض.
- في أنحاء القطاع، قتل أكثر من 40 فلسطينيا، الثلاثاء، في غارات جوية إسرائيلية على مدينة غزة والبريج ودير البلح والنصيرات في الوسط ورفح في الجنوب، حسبما قال مسعفون.
- ذكر مسؤولون بقطاع الصحة في غزة في أحدث تعديل إن إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين في الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر منذ 9 أشهر، وصل الآن إلى 38243.