حذر مراقب الدولة في إسرائيل، متانياهو إنغلمان، الخميس، من أن إسرائيل غير مستعدة لإجلاء السكان من الشمال في حالة نشوب حرب.
ودعا إنجلمان في رسالة بعثها لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إعادة الأمور إلى نصابها، قائلا: "لا مجال لغياب الإجماع الذي استمر لفترة طويلة؛، المطلوب عمل حكومي موحد ومنظم".
وتسلط رسالة إنجلمان التي نشرت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيلها، الضوء على الفوضى الكاملة في خطط الإخلاء الحكومية حيث تختلف الوزارات بشكل كبير مع بعضها البعض حول مسؤولياتها تجاه الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، وذلك على الرغم من أن الحرب بدأت منذ فترة طويلة.
وأشارت الرسالة إلى أن إنجلمان قد واجه صعوبة في إجراء عمليات تدقيق كاملة للوضع في البلاد منذ 7 أكتوبر، عندما منعت محكمة العدل العليا عملية التدقيق بسبب مخاوف أمنية في منتصف يونيو.
وحسب التقرير، فإنه وخلال تدقيق عملية إجلاء الحكومة لسكان الشمال والجنوب، وجدوا أن "وزارة الداخلية، بما في ذلك هيئة خدمات الطوارئ، لم تقم بمسؤوليتها في إدارة استقبال الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من الجنوب والشمال".
وزارة الداخلية ضد وزارة الدفاع
ويعتبر الخلاف بين وزارتي الداخلية والدفاع أحد الخلافات الرئيسية التي تصعب عملية إجلاء الإسرائيليين في الشمال.
وتقول وزارة الداخلية إنها مسؤولة فقط عن إجلاء الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من قبل الحكومة، وإحضارهم بعد ذلك إلى المدارس، وليس إحضارهم إلى الفنادق.
وفي المقابل، ترفض وزارة الدفاع ذلك، وتعتبر أن وزارة الداخلية تتحمل مسؤولية توفير الرعاية لجميع الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بغض النظر عما إذا تم إجلاؤهم من قبل الحكومة أو اختاروا الإخلاء بشكل مستقل.
ولم يتم حل النزاع بعد، ويأمل مراقب الدولة أن تسلط عملية التدقيق الضوء على الأضرار الناجمة عن النزاع.
ويعتبر أن الخلافات قد أعاقت قدرات الحكومة على اتخاذ إجراءات موحدة بشأن الحرب.
وكشفت إنغلمان، أيضا عن رسالة في 25 يونيو من وزير الداخلية موشيه أربيل إلى وزير الدفاع يوآف غالانت، يخلي فيها أربيل عن مسؤولية إدارة إقامة الأشخاص الذين تم إجلاؤهم في الفنادق، قائلا إن "برنامج فندق الضيوف ومسؤولية وزارة الداخلية عن استقبال الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بشكل مستقل هو أمر غير مقبول".
وفي رسالته، أظهر إنغلمان أنه في حالة كريات شمونة فقط، تم إعادة توزيع السكان في أكثر من 300 موقع مختلف في إسرائيل "بطريقة غير منظمة وغير منسقة بين الوزارات الحكومية".
ويقول إن هذا جعل بلدية المدينة غير قادرة على خدمة سكانها من خلال توفير التعليم والصحة وغيرها من الخدمات البلدية المنتظمة.
ودعا إنغلمان نتنياهو إلى حل هذا الخلاف بين الوزارتين قبل الدعوة إلى إخلاء الشمال، واصفا الوضع الحالي بأنه غير مقبول.
وانتهى بتحذير قوي لرئيس الوزراء قال فيه:" في هذا الوقت، لا يوجد مكان لحالة من الخلافات التي لم يتم حلها والتي استمرت لفترة طويلة. هناك حاجة إلى عمل حكومي موحد ومنظم لتحسين معاملة السكان الذين تم إجلاؤهم من منازلهم".
خلافات داخل حزب الليكود
وفي الأسبوع الماضي نشبت خلافات داخل حزب الليكود حول تعيين مدير لقيادة عملية إعادة التأهيل في الشمال.
وواجه المدير الجديد معارضة من اثنين من أعضاء الكنيست من حزب الليكود الذين سعوا إلى تعيين مرشحيهم لهذا المنصب وهو الأمر الذي أدى إلى شجار في معسكر الليكود عندما اضطر نتنياهو إلى تحذيرهم لوضعهم المصالح قبل سكان البلاد.
وتتبادل إسرائيل وحزب الله القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل الذي أشعل حرب غزة، وقد ارتفع مستوى التوتر في الأيام الأخيرة بسبب تزايد حدة القصف.
وقبل أسبوع أعلن الجيش الإسرائيلي، الموافقة على الخطط العملياتية للهجوم على لبنان، مع إعطاء تعليمات باستمرار الاستعداد للحرب.