كانت دول أميركا اللاتينية داعمة قوية لإسرائيل طوال تاريخها، وصوتت لصالح دعم خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين عام 1947.
لكن تغييرات ملحوظة طرأت في السنوات الأخيرة، أدت إلى تخلخل النفوذ الإسرائيلي في بلدان لاتينية عدة في مقابل تنامي المعسكر المعادي، المؤيد للفلسطينيين.
وتسببت سلسلة من التغييرات، في ظهور مواقف معادية لإسرائيل بين قادة البلدان الرئيسية في أميركا اللاتينية.
فقد استدعت البرازيل سفيرها لدى تل أبيب، وانضمت تشيلي لعريضة الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا في لاهاي ضد إسرائيل، وأعلنت كولومبيا تعليق صادرات الفحم لها، مما يدل على تدني شعبية إسرائيل بشدة في هذه البلدان.
وفي الوقت الحالي هناك 4 دول لاتينية ليس لها سفراء في إسرائيل، هي البرازيل وتشيلي وكولومبيا وهندوراس، فقد تم استدعاء سفراء هذه الدول للتشاور ولم يعودوا حتى الآن.
البرازيل
من بين دول أميركا اللاتينية، تعد البرازيل الأكثر أهمية والأكبر ثقلا، مما يجعل إسرائيل حذرة للغاية في عدم الإضرار بعلاقاتها معها.
ومنذ اندلاع الحرب، انتقدت البرازيل إسرائيل بشكل متكرر، وقارنت بين إسرائيل وألمانيا النازية.
تشيلي
يعد الرئيس اليساري لتشيلي غابرييل بوريك معاديا لإسرائيل، خاصة في ظل جالية فلسطينية توجد بالبلاد يتراوح عددها ما بين 200 إلى 300 ألف شخص، وهم ليسوا لاجئين.
وتوجد في تشيلي جماعة ضغط فلسطينية قوية، حتى إن لديها فريق كرة قدم يسمى "باليستينو"، وقد دعمت هذه الجبهة الرئيس بوريك الذي شكل جبهة معادية لإسرائيل، حيث رفض في وقت سابق قبول أوراق اعتماد جيل أرتزيلي سفيرا إسرائيليا بسبب مقتل مراهق فلسطيني بنيران إسرائيلية.
ومع استمرار التعاون الأمني والاقتصادي والعلمي بين الجانبين، إلا أنه، وبتأثير من الجالية الفلسطينية، تم إحباط محاولة توقيع اتفاق تجارة حرة بين البلدين، وتجري في البلاد مظاهرات كبيرة مؤيدة لفلسطين تطالب بطرد السفير الإسرائيلي.
كولومبيا
لأول مرة منذ 200 عام، أصبحت كولومبيا تتمتع بحكومة يسارية يقودها غوستافو بيترو، الذي أعلن في الأول من مايو قطع العلاقات مع إسرائيل، إلا أن السفارات بين الجانبين ظلت مفتوحة.
وكان هناك حديث عن خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لكن كولومبيا تبقي سفارتها في إسرائيل مفتوحة بسبب وجود جالية كولومبية هناك، ومن الناحية التجارية تبيع إسرائيل كمية كبيرة من الأسلحة إلى كولومبيا وتستورد منها الفحم.
الرئيس بيترو أعلن تعليق صادرات الفحم إلى إسرائيل "طالما أنها ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين"، في حين لم تتخذ إسرائيل قرارا بشأن منع تصدير الأسلحة لكولومبيا.
هندوراس
تبدو علاقات هندوراس مع إسرائيل متدهورة، وقد استدعت الدولة اللاتينية سفيرها لدى إسرائيل للتشاور، ورغم ذلك تواصل الاحتفاظ بسفارتها في القدس بتمويل من إسرائيل، وفقا لاتفاقهما.
بوليفيا وبحر الكاريبي
قطعت بوليفيا العلاقات مع إسرائيل بعد فترة وجيزة من 7 أكتوبر، وفي منطقة البحر الكاريبي، اعترفت 3 دول بدولة فلسطينية، هي جزر الباهاما وجامايكا وترينيداد وتوباغو.
المكسيك
المكسيك، التي اعترفت بدولة فلسطين منذ سنوات، قررت الشهر الماضي دعم جنوب إفريقيا التي رفعت قضية في المحكمة الجنائية الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، كما كانت هناك احتجاجات شعبية عنيفة ضد إسرائيل في المكسيك، وقبل بضعة أسابيع، خرب المتظاهرون السفارة الإسرائيلية.
رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم ذات الأصول اليهودية، لم تزر إسرائيل قط، ومن غير المرجح أن تفعل ذلك قريبا، ورغم أنها لا تدعم إسرائيل فإنه لا يمكن وضعها في المعسكر المعادي.
دول مؤيدة لإسرائيل
الأرجنتين وباراغواي وكوستاريكا وبنما، بحسب ما نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" دول تدعم إسرائيل، وقد شهدت هذه البلدان أيضا تغييرات في الحكومة.
في الأرجنتين، تم انتخاب خافيير ميلي المؤيد لإسرائيل المرتبط بالمجتمع اليهودي، الذي يدعم إسرائيل في المحافل الدولية.