التعديلات التي طلبت حماس إجراءها على مقترح بايدن للتهدئة "ليست كبيرة".. هذا ما أكده قيادي في حماس اليوم والذي أضاف أن تلك التعديلات تشمل الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، إضافة إلى إعادة الإعمار ورفع الحصار.
ورغم تأخر الاتفاق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه لم يفقد الأمل ولكنه دعا حماس إلى القبول بالاتفاق.
تصريحات بايدن جاءت بعد أخرى مماثلة لمستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان والتي أكد فيها دعم إسرائيل لخطة بايدن، مضيفا أن الهدف الآن هو كيفية سد الفجوات مع حركة حماس، لتحقيق اتفاق في أسرع وقت ممكن.
أين تكمن العقدة الآن، ولماذا ساد التشاؤم في إسرائيل حول الاتفاق؟
يقول في هذا الخصوص، مدير ثبات للبحوث واستطلاعات الرأي، جهاد حرب، خلال مداخلته مع غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، أنه لم تَرِد حتى اللحظة، موافقة رسمية من الجانب الإسرائيلي على المبادرة التي طرحها الرئيس بايدن ومجلس الأمن، وأن ذلك لم يمنع من وجود بعض التعديلات المقدمة من قِبَل حركة حماس.
- تتضمن التعديلات التي أدخلتها حماس على الورقة الأميركية:
أولا: الانسحاب من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، وهي نقاط لم تكن موجودة في السادس من مايو الماضي عندما وافقت حركة حماس على الورقة المصرية ولم تكن مدرجة ضمن الشروط آنذاك خاصةً أن إسرائيل كانت تهدد باجتياح منطقة رفح حينها.
ثانيًا: الحصول على ضمانات مكتوبة تضمن تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار بالإضافة إلى الانسحاب الكلي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وبناءً على ذلك، فإن الوثيقة المقدمة لحركة حماس لا توفر هذه الضمانات بشكل كامل.
ثالثًا: لا يُمكن أن يُطلب من أحد الأطراف الموافقة على وثيقة بشكل غير مشروط والبدء بتنفيذها فورًا، عادةً ما تكون الأطراف المتنازعة راغبة في التواصل والتفاوض للوصول إلى حلول مُرضية للجميع.
- حماس وإسرائيل تعتبران أنفسهما منتصرتين أو على الأقل غير مهزومتين في هذه المعركة، مما يعزز الرغبة لدى كلا الطرفين في تحقيق صورة انتصار ذاتي من خلال تلك المفاوضات.
- تعتبر إسرائيل الطرف الذي يعوق إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي، ويبدو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو العقبة الرئيسية، حيث يبدو أنه لا يرغب في إنهاء الحرب، بل يسعى لاستمرارها.
- إسرائيل لم تحقق الانتصار في هذه الحرب لتفرض شروط حياة الفلسطينيين في قطاع غزة، بل على العكس تماماً، فإن إسرائيل تعتبر مهزومة سواء على الصعيد الدولي أو الداخلي.
- فشل اسرائيل خلال ثمانية أشهر في تحقيق المهمة التي أعلن عنها رئيس الحكومة الإسرائيلية تفسير منطقي أن حركة حماس ستظل موجودة في قطاع غزة، وهو ما كان يسعى إليه نتنياهو طوال الخمسة عشر عاماً الماضية.
- يسعى نتنياهو من الناحية الإيديولوجية إلى اتباع سياسات تأجيل ورفض أي إمكانية للتوصل إلى اتفاق، كما يعمل على منع أي فرصة لإعادة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة وتحقيق وحدة الضفة الغربية.
ومن جهته، يقول الكاتب والباحث السياسي، إيلي نيسان لغرفة الأخبار، إن المقترح الذي قدمته إسرائيل والولايات المتحدة يرتكز أساسًا على الاقتراح الذي كانت قد قدمته حركة حماس قبل عدة أشهر.
- هذه المرة، وافقت إسرائيل على الاقتراح وقدمت هذا الطرح للولايات المتحدة التي بدورها تبنّت هذا المقترح.
- سيتم تنفيذ وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع في المرحلة الأولى، سيتم خلالها الإفراج عن المخطوفين من النساء والأطفال وكبار السن والمصابين.
- في نهاية فترة الستة أسابيع لوقف إطلاق النار، ستُجرى المحادثات حول الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي ستشهد استمرار وقف إطلاق النار ومواصلة الجهود للوصول إلى حلول بعيدة المدى.
- لا يزال الخلاف قائماً بين إسرائيل والولايات المتحدة حول مسألة انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، إلا أن هناك تساؤلات حول الجهة التي ستتولى زمام الأمور بعد هذا الانسحاب وهو الأمر الذي لم يتناوله الرئيس بايدن بشكل مباشر.
- تأكيد إسرائيل على أنه في حال انسحابها ووقف إطلاق النار، يجب أن تتولى جهة أخرى غير حركة حماس مسؤولية إدارة القطاع، مع ضمان نزع سلاح الحركة بالكامل.
- إسرائيل ليست معنية بالبقاء في قطاع غزة، ولا تسعى إلى إدارة شؤونها أو تأسيس مستوطنات فيها، على خلاف الرغبات التي عبر عنها سموتريتش وبن غفير.
- تعتمد المرحلة الثالثة من العملية على إعادة رفات الأفراد الإسرائيليين المختطفين من غزة، وتتزامن مع عمليات إعادة إعمار قطاع غزة التي يتوقع أن تستغرق ما بين 3 إلى 5 سنوات، ومع ذلك، يُعتبر هذا الجدول الزمني غير منطقي بالنسبة لأهالي المختطفين.
- يعرب نتنياهو عن معارضته لفكرة تولي السلطة الفلسطينية أي دور في قطاع غزة أو عند معبر رفح.
- بين استطلاع للرأي العام الذي تم نشره في الضفة الغربية، أن أكثر من 70% من سكان قطاع غزة يدعمون حركة حماس و يؤيدون ما أقدمت عليه الحركة في السابع من أكتوبر.
- لا تتمتع السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس بالقدرة على الحكم وبناء قوة عسكرية مؤثرة في المنطقة.