حمل رد حركة حماس على المقترح الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن للهدنة في قطاع غزة، تساؤلات بشأن تداعياته على سير المفاوضات المتعثرة مع إسرائيل لوقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من 250 يوما.

وفي الوقت الذي أشار ثلاثة محللين أمريكيين وإسرائيليين في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن رد حماس على مقترح الهدنة يدخل المفاوضات "نفقا مظلما" ويعقد جهود الوسطاء لإتمام الصفقة التي شابها الكثير من الجدل في الأسابيع الأخيرة، لفت محلل فلسطيني إلى أن حماس ترغب من خلال ردها في إظهار إسرائيل بأنها "هزمت في غزة".

ماذا تضمن رد حماس؟

تسعى حركة حماس لانتزاع ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة من أجل التوقيع على اقتراح الهدنة. وفق وكالة رويترز.

وقال مصدران مصريان ومصدر ثالث مطلع على المحادثات إن حماس لديها مخاوف من أن المقترح الحالي لا يقدم ضمانات صريحة بشأن الانتقال من المرحلة الأولى من الخطة، التي تشمل هدنة لستة أسابيع وإطلاق سراح بعض الرهائن، للمرحلة الثانية التي تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل.

وذكر المتحدث باسم حماس جهاد طه، أن الرد تضمن "تعديلات تؤكد وقف إطلاق النار والانسحاب وإعادة الإعمار وتبادل الأسرى".

وأشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى أن حركة حماس اقترحت "عدة تغييرات" في ردها على مقترح وقف إطلاق النار وإن بعضها قابل للتنفيذ، لكن البعض الآخر ليس كذلك.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر سياسي أن تعديلات حماس "ليست طفيفة وشملت عشرات البنود".

تعقيد المفاوضات

يعتقد مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، أن رد حماس "يعقد الأمور بشكل أكبر من السابق".

وقال وايتز في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية": "الجميع في حيرة في الوقت الراهن فيما يتعلق بموقف محادثات الهدنة وإمكانية نجاحها في الوقت المقبل، خاصة بعد رد حماس على بنوده وطلب تعديلات إضافية".

وعلى هذا المنوال مضى نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط مايك ملروي، قائلا لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه "يبدو واضحا من رد حماس أن الحركة ليست مهتمة بوقف إطلاق النار".

وأضاف: "استغرق الأمر أسبوعين للرد ولم يوافقوا على بنود المقترح، أو حتى العودة إلى العناصر التي وافقوا عليها سابقا، وهذه رؤية بلينكن أيضا خلال زيارته للمنطقة".

وبشأن مدى مساهمة ذلك في تعثر المفاوضات، أوضح "ملروي" أن الجهود ستستمر دبلوماسيا، لكن "معظمها يحمل أملاً محدودًا" للوصول إلى هدنة تحظى بموافقة الطرفين، وبدعم الوسطاء.

أخبار ذات صلة

واشنطن: لم نشهد عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في رفح
يديعوت أحرونوت: فرص التوصل لاتفاق مع حماس "باتت معدومة"

هدنة "على دماء غزة" 

ويطرح مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي، عبد المهدي مطاوع، مقاربة لموقف حماس من الهدنة، قائلا إن "رد الحركة على مقترح الهدنة يعطي انطباعًا أولياً أن هناك عدم رغبة في إنجاح الصفقة".

ويعتقد مطاوع أن حماس "محقة في بعض مطالبها"، لكن على الجانب الآخر فإن بعض تعديلاتها يتعلق بصورة إسرائيل في الحرب وأن تتقبل "تعرضها لهزيمة"، مشددا على أن "هذا ما لن ترضى به تل أبيب".

وأكد الخبير الفلسطيني، أن "رد حماس يبنى على رؤية بطول أمد الحرب وكثرة الدماء الفلسطينية التي يتم إراقتها -والتي وفق رؤية الحركة- ما سيجبر العالم للضغط على إسرائيل لإيقاف الحرب وهذا تقدير غير دقيق".

كيف تنظر إسرائيل لرد حماس؟

من جانبه، يرى المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن رد حماس أدخل مساعي التوصل إلى صفقة للإفراج عن المخطوفين ووقف إطلاق النار إلى "طريق مسدود ووضع أكثر تعقيدا" عما كان عليه قبل طرح بايدن للمقترح الراهن.

وأضاف غانور أن "حماس في ردها تلعب دورا مزدوجا، نوعا من التصلب مع تقمص موقف الاعتدال، إذ تتبنى مقترحات بايدن ولكن تضيف تعديلات مفادها نسف ما تم الاتفاق عليه، ووضع شروطها الجديدة".

وأوضح أن حماس طرحت جداول زمنية جديدة لمراحل تنفيذ الصفقة، مع اشتراط الحصول على تعهدات وضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة قبل البدء بالتنفيذ، كما تكتف بضمانات أمريكية بل طلبت أيضًا من روسيا والصين وتركيا وكذلك من الأمم المتحدة.

وأشار المحلل السياسي الإسرائيلي، إلى أن "حماس طلبت ضمانات تسمح لها بأن تكون شريكا في أي إطار سلطوي في غزة بعد انتهاء الحرب، لكي تحافظ على قوتها وسلاحها الحالي، ما يعني كأن لم تقم الحرب".

ويشدد غانور على أن "مطالب حماس تصطدم مع الواقع مما يحول دون الخروج من الأزمة الحالية".

أخبار ذات صلة

صحيفة:مطالبة حماس بتعهد إسرائيلي بإنهاء الحرب يعقد المفاوضات
حماس تطالب واشنطن بـ"الضغط" على إسرائيل لوقف الحرب