في خضم التوترات التي تلف المنطقة، يستمر الحديث عن اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل، الذي تسعى الولايات المتحدة إلى إبرامه.
فقطار عملية السلام بين المملكة وتل أبيب انطلق، لكن مسافة السكة قد تطول جدا وقد تقصر، وتلك المسافة مرهونة بالمتغيرات التي تمر بها المنطقة.
وتبسيطا لهذا الاتفاق، فهو ينص، بمعزل عن دهاليز تفاصيله، على إقامة علاقات دبلوماسية سعودية إسرائيلية.
وقد قيل، ومن الممكن أن يقال الكثير، عن دوافع هذا الاتفاق من ناحية الجانبين، فإسرائيل تريد الاعتراف بها من طرف دولة بأهمية السعودية عربيا وإسلاميا وإقليميا، لكنها تريده اتفاقا ثنائيا.
أما السعودية فعيناها شاخصتان على أهداف مستدامة ضمن رؤيتها طويلة الأمد، ومختصرها، منطقة مزدهرة اقتصاديا وإنمائيا.
وما تزال الرياض متمسكة بالاتفاق بشكله الكامل، الذي يتضمن اتفاقا دفاعيا مع واشنطن ويشمل قيام دولة فلسطينية، وقبله وقف الحرب في غزة.
في المقابل، هناك شبه إجماع إسرائيلي على رفض الدولة الفلسطينية، خاصة بعد خفوت صوت معسكر السلام في إسرائيل.
بين الطرفين، هناك الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يسعى جاهدا إلى تقديم مشروع سلام قبل انتخابات الرئاسة، التي تنتظره في نوفمبر المقبل، ومن شأنها أن تجعله مجددا سيدا للبيت الأبيض.
في هذا الصدد، قال الكاتب والباحث السياسي مبارك آل عاتي، في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية":
- العقبة الحقيقية في هذا الاتفاق هو رفض نتنياهو لكل المبادرات لوقف حرب غزة، وآخرها مبادرة بايدن.
- إسرائيل لا تريد أن تقدم أي تنازل، وما تزال تتمسك بأي مكتسب تحققه في الميدان.
- وجود حكومة بايدن في البيت الأبيض يغلّب دائما المصالح الإسرائيلية على حساب الأميركية.
- السعودية تمثل آخر بارقة أمل لصالح الأشقاء الفلسطينيين.
- الرياض لن تفرط أبدا في مسألة قيام دولة فلسطينية بأي ثمن.
من جهته، ذكر محرر الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" جاك خوري، لـ"سكاي نيوز عربية":
- الحسابات الإسرائيلية الحالية لا ترتبط بالبعد الأمني القومي والسياسات على مستوى الشرق الأوسط.
- هناك قناعة في إسرائيل أن ما يبحث عليه نتنياهو حاليا هو إطالة أمد الحرب وإطالة عمره السياسي.
- نتنياهو يفكر في الحرب وتأثيرها عليه سياسيا وانتخابيا وداخليا.
- بايدن عرض خارطة طريق لوقف الحرب ولم يتحدث عن أفق سياسي متكامل وواضح.
- في ظل تواجد الحكومة الحالية، أعتقد أننا في مرحلة بعيدة عن الحديث عن أفق سياسي.