تتكثف المساعي الإقليمية والدولية للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة خاصة بعد خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أعلن فيه عن مقترح إسرائيلي من عدة مراحل يؤدي لوقف الحرب وينهي أزمة الرهائن.
الفصائل الفلسطينية أبدت جهوزيتها للتعامل بإيجابية مع المقترح مشترطة وقفا كاملا للحرب وانسحابا إسرائيليا شاملا من القطاع.
وفيما كان العالم يترقب هدوءا على جبهة غزة اشتعل التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل وسط تهديدات إسرائيل بالانتقال إلى مرحلة الحرب الشاملة.
يأتي ذلك، فيما قال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن ما وصفها بجبهة المقاومة هي صاحبة القرار في المنطقة، مشيرا إلى أن كل عنصر من عناصر هذه الجبهة يحتفظ باستقلاليته وهيكليته.
فهل تتجه هذه الفصائل إلى التهدئة أم التصعيد؟
يقول مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث الدكتور رمضان أبو جزر، خلال مداخلته مع غرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية":
- أسوأ ما في هذا المقترح هو إعلان بايدن بأن المقترح هو مقترح إسرائيلي وأن هذا الإعلان يعكس عدم جدية من الجانب الأميركي، وخصوصاً من الرئيس بايدن الذي يواصل القيام بدور غير مقبول في هذه الحرب عبر توفير غطاء للجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة.
- تمتلك الولايات المتحدة القدرة على وقف هذه الحرب، وفرض رؤيتها لوقف القتال على حكومة نتنياهو.
- يعد الهدف الرئيسي للعديد من المبادرات الأميركية هو توفير غطاء دبلوماسي لإسرائيل، بدلاً من تحقيق وقف حقيقي للأعمال الحربية.
- لا يثق الفلسطينيون في الولايات المتحدة ورئيسها، خصوصا في ظل فرض الولايات المتحدة عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب مساعيها لملاحقة مجرمي الحرب في إسرائيل.
- حماس تأخرت بشكل كبير في تقديم الردود الضرورية، بالرغم من أن الشعب الفلسطيني بأمس الحاجة حالياً لوقف إطلاق النار، حتى ولو كان مؤقتاً.
- على حماس أن تحاول منح الخيار التفاوضي إلى جهات عربية موثوقة أو إلى منظمة التحرير الفلسطينية للخروج من الأزمة.
- قرار تمديد الحرب كان بيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحده، وقد اتُخذ فورًا بعد أحداث السابع من أكتوبر.
- تحدث نتنياهو ومعظم المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك أفراد المعارضة، عن أن هذه الحرب ستؤدي إلى تغييرات جوهرية في المنطقة بعد تحقيق جميع أهدافها واستهداف كافة مناطق قطاع غزة.
- ما تقوم به إيران في المنطقة يؤذي القضية الفلسطينية ويأتي في توقيت يخدم إسرائيل من جميع النواحي.
- يسعى خامنئي إلى التغلب على الأزمات الداخلية التي تواجهها إيران عبر تصعيد القضية الفلسطينية، بهدف تعزيز وتأكيد دور بلاده في المنطقة.
- يتسم التدخل الإيراني، حينما يتعلق الأمر بإسرائيل، بالمرونة وتبادل الأدوار، على الرغم من استهداف مقاتليها وضباطها و رجالها الدبلوماسيين في مناطق قريبة.
- تعد إسرائيل المستفيد الأكبر من الدور الإيراني في المنطقة.
- ما تبذله الدول العربية من جهود ومحاولات في الوقت الحالي يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، إلا أنها تواجه معوقات تتمثل في المناورات الإيرانية والتعنت وجرائم الحرب الإسرائيلية، فضلاً عن التستر السياسي الأميركي.
- حماس قدمت يوم السابع من أكتوبر كهدية لإسرائيل بفضل إيران ومن يدفع ثمن هذه الهدية هو الشعب الفلسطيني.
- تُبدي إيران قلقها تجاه تحقيق الاستقرار في المنطقة، وذلك بغية تمكينها من تحقيق هدفها المتمثل في تصدير الثورة.
- يدفع الشعب الفلسطيني اليوم ثمن أخطاء حماس السياسية والعسكرية ويدفع ثمن تحالفٍ استراتيجي بين ما تقوم به إيران وإسرائيل على حساب الأرواح الفلسطينية.
- معيار الانتصار من وجهة نظر المكون الإيراني يختلف عن المعايير الواقعية التي يعتمدها العالم.
- كان دور إيران في المنطقة على مدى الأربعين عامًا الماضية مشوبًا بعدم النزاهة، حيث تبنت موقفًا عدائيًا تجاه التجمع العربي ولم تتخذ أي إجراء فعلي يزعج إسرائيل.
- تتحمل السلطة الفلسطينية مسؤولية ما يحدث من دمار نتيجة تساهلها مع تجاوزات حركة حماس على مدار السنوات الماضية.
من جهته، يوضح الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية، الأستاذ مهند العزاوي، خلال مداخلته أن الولايات المتحدة تواجه حالياً غموضاً استراتيجياً ملحوظاً.
- تمارس الولايات المتحدة ضغوطًا على إسرائيل فيما يخص المبادرة الأميركية، وتستخدم أكثر من وسيلة لتحقيق ذلك بترك كثير من الأمور دون حل كوسيلة ضغط.
- الولايات المتحدة الأميركية ليست الجهة الوحيدة التي تتبع نهج الغموض السياسي؛ إذ إن إيران كذلك تمارس مستويات عالية من الغموض الاستراتيجي.
- هيمنة الصراع والحرب بين إسرائيل وحزب الله وإسرائيل وحركة حماس، تضعف فرص المبادرة السياسية لتحقيق النجاح المحدودة.
- إن الأجواء المليئة بضجيج المدافع لا توفر أرضية مناسبة للمضي قُدمًا في المبادرات السياسية ونجاحها.
- تشهد غزة تحولاً جوهريًا في الواقع السياسي والأمني والعسكري.
- على الرغم من أن حركة حماس لاتزال متواجدة، إلا أن البنى التحتية السياسية والعسكرية والأمنية والاجتماعية في القطاع قد تعرضت لانهيار كامل.
- من خلال النظر إلى الخارطة بمنظور أوسع، يتضح أن التركيبة التي بُنيت عليها منطقة حوض غرب آسيا، والتي تشهد تنافساً دولياً، ترتكز على قوتين متصارعتين هما إيران وإسرائيل.
- هناك عامل جيوستراتيجي رئيسي يؤثر على المنطقة بشكل كبير، وهو خارج نطاق سيطرة نتنياهو.
- في أعقاب الزلزال العسكري الذي شهدته إسرائيل في السابع من أكتوبر وسقوط نظامها الدفاعي، أصبحت إسرائيل أكثر شراسة ورفضاً لأي شكل من أشكال الهدنة.
- من المتوقع أن تشهد المرحلة القادمة، وفقًا للعقيدة الإسرائيلية، تصعيدًا مع حزب الله في لبنان بالتزامن مع العمليات الجارية في قطاع غزة من خلال استخدام عقيدة "الجيش الصغير الذكي".
- تدخل إسرائيل في نوعين مختلفين من الحروب، الأولى حرب داخلية مع حماس تقوم على سياسة "الأرض المحروقة" يختلف نمطها في التعاطي مع حزب الله.
- وصل الصراع مع حزب الله إلى نقطة اللاعودة.
- في حال استمرار الوضع كما هو عليه، قد تتصاعد الأحداث إلى مستوى حرب إقليمية، وستكون الولايات المتحدة طرفاً حاضراً في تلك النزاعات.
ويضيف مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية، توم حرب:
- كل ما يسعى إليه الرئيس الأميركي جو بايدن في الوقت الحالي هو الحفاظ على منصبه حتى الانتخابات في نوفمبر القادم، سواء كان الأمر يتعلق بغزة ومحاولته وقف الحرب، أو بموضوع الهجرة غير القانونية حيث يصدر قرارات رئاسية، وأن كل جهوده تنصب حول اتخاذ إجراءات قد تأخذه والحزب الديمقراطي إلى بر الأمان في الانتخابات والحفاظ على حزب الديمقراطيين في المنافسة الانتخابية القادمة.
- تفتقر الإدارة الأميركية الحالية إلى القدرة على ممارسة الضغوط على أي طرف كان.
- وجود انقسام داخلي واضح داخل الولايات المتحدة، يتجلى بين الشعب الأميركي وإدارة الرئيس بايدن، وكذلك بين الكونغرس وإدارته.
- استعداد نتنياهو لزيارة الكونغرس الأميركي، حيث أن 90 بالمئة من أعضاء الكونغرس يدعمون إسرائيل في مواجهتها ضد حماس وحزب الله.
- الصراع في المنطقة قد يمتد إلى عام 2025، خاصةً في ظل الوضع الحالي الذي تشهده غزة وسيطرة الجيش الإسرائيلي على مساحات كبيرة من أراضيها وعلى جميع المعابر.
- تشهد الدول العربية تحولًا مهمًا من صراعات عسكرية دامت 70 عامًا وسببت مشاكل داخلية كبيرة، إلى مرحلة جديدة من السلام تركز فيها على التنافس الدولي في الاقتصاد والازدهار، بهدف بناء مستقبل أفضل لأبنائهم.
- يدعم الكونغرس الأميركي نتنياهو في توسيع نطاق العمليات في المنطقة، حيث لا تقتصر هذه العمليات على مواجهة حزب الله فقط، بل تتضمن أيضاً التصدي لإيران ونفوذها الإقليمي.
- لا تسعى إدارة بايدن إلى توسيع الحرب وتقوم بالتفاوض على قرار 1701 لفك الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله.
- الجيش اللبناني مستمر في الحفاظ على موقفه المحايد منذ أحداث عام 2006.
- في حال اعتلى دونالد ترامب الرئاسة من جديد للولايات المتحدة سيضع قيودا كبيرة على إيران وسيفرض على حزب الله تنفيذ القرار 1559 وسيفوض أمر حكم غزة إلى أهلها بدعم عربي بعد إخراج حماس.
من جهته يقول الكاتب والباحث السياسي صالح القزويني:
- إيران منذ بداية عملية "طوفان الأقصى" أعلنت بوضوح عن موقفها بأنها لا تسعى إلى توسيع نطاق هذه الحرب. كما حذرت من عواقب استمرار النزاع، مشيرة إلى احتمال توسع القتال حال استمراره.
- تجسد هذا التوسع بالفعل مع دخول حزب الله والفصائل العراقية والحوثيين لدعم الفلسطينيين في هذا الصراع.
- أعلنت ايران بوضوح عدم رغبتها في توسيع دائرة النزاع، كما تؤكد أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تجاوزات وجرائم نتنياهو.
- لا يمكن وصف المقاومة التي تدعم الشعب الفلسطيني بأنها أذرع لإيران، إذ إنها تناضل نيابة عن جميع العرب والمسلمين.
- العالم يستنكر السكوت والصمت العربي والإسلامي تجاه ما يجري في غزة.
- لا يزال كل من إسرائيل وحزب الله ملتزما بقواعد الاشتباك.
- حزب الله جاهز لأي اجتياح إسرائيلي محتمل لأراضيه، لا سيما في ظل الحالة المتدهورة والمعنويات المنخفضة التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي.
- تمتلك الدول العربية عدداً من الأساليب والوسائل التي يمكنها استخدامها للضغط على إسرائيل لوقف العدوان، ومن بينها قطع العلاقات معها.