كشفت مقترحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن خطة إنهاء الحرب في غزة عن خلافات كبيرة داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث تعالت بعض الأصوات للمطالبة بقبول تنفيذ الاتفاق، خاصة بعد الإعلان عن أن هذا المقترح تمت الموافقة عليه بالإجماع داخل المجلس الحربي.

المعارضة الإسرائيلية دعت لتنفيذ المقترح، وقالت إن عدم قبول الصفقة المعروضة من بايدن يعني حكما بالإعدام على الرهائن وستؤدي إلى أزمة ثقة مع واشنطن والدول الوسيطة، مؤكدة أنها ستدعم نتنياهو إذا تعنت شركاؤه من اليمين المتطرف، لكن في المقابل تعالت أصوات من حكومة نتنياهو برفض الاتفاق وهددت بإسقاط الحكومة في حال تم إنهاء الحرب في القطاع دون القضاء على حماس.

فقد أعرب وزير الأمن القومي الإسرائيلي قد إيتمار بن غفير عن رفضه القاطع لصفقة الرهائن لدى حماس، واعتبرها تنازلا عن هدف الحرب المتمثل بالقضاء على حماس.

وقال بن غفير إن استمرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بالدفع نحو إبرام الصفقة، فسيتم حلّ الحكومة.

هذا وقد أعرب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ الذي عن دعمه الكامل لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق يؤدي لإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس.

من جانبه قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن الولايات المتحدة، تتوقع موافقة إسرائيل على اتفاق إنهاء الحرب في غزة، إذا وافقت عليه حماس، مشيرا إلى أن المقترح الذي طرحه بايدن كان اقتراحا إسرائيليا.

وأضاف كيربي، أن الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل حققت معظم أهدافها في الحرب، وأن حماس لم تعد قادرة على شن هجوم آخر مثل السابع من أكتوبر.

خطة بايدن تزيد الانقسام في حكومة نتنياهو

فما هي فرص إقرار الخطة المقترحة وهل يمكن أن يوافق نتنياهو على تنفيذ المقترح وإنهاء الحرب في غزة وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحماس؟

يؤكد المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، كوبي لافي، خلال لقائه مع غرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية" على أن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن تشير إلى أن هذا الاقتراح يأتي من الجانب الإسرائيلي. ويضيف لافي أنه لا حاجة للوصول إلى توافق أو إجماع شعبي في إسرائيل حول هذا القرار، موضحاً أن الانقسامات داخل الديمقراطية أمر طبيعي ولا يمثل مشكلة بحد ذاته.

تصدع إسرائيلي تحت ضغوط الوساطة الأميركية

  • المشكلة الحقيقية تتمثل فيما إذا كان العرض الذي قدمه بايدن باسم إسرائيل سيلاقي قبولاً من الطرف الآخر.
  • لا يتماشى الاقتراح الحالي مع المصلحة الإيرانية في هذه الفترة.
  • تركز حماس على تحقيق المصالح الإيرانية في المنطقة، متجاهلةً في المقابل احتياجات ووضع الشعب الفلسطيني.
  • رفض حركة حماس لهذا الاقتراح قد يُعزز موقف إسرائيل أمام المجتمع الدولي، حيث يمكن أن تُظهر استعدادها لتحقيق وقف إطلاق النار وإبرام صفقة لتحرير الأسرى المختطفين.
  • تزايد شعبية بنيامين نتنياهو على الرغم من الضغوطات المتزايدة التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية، لا سيما من الجناح اليميني المتطرف كزعيم يتمسك بمواقفه الثابتة والمستقرة.
  • يستمد المجتمع الإسرائيلي قوته من نظامه الديمقراطي وقدرته على تقبل تعددية الآراء، إلا أن القرارات النهائية تعود في نهاية المطاف للحكومة الإسرائيلية.
  • لا يمكن للشعب الإسرائيلي، في حال إسقاطه للحكومة الحالية، إيجاد حكومة بديلة تلبي مطالبه واحتياجاته بصورة مماثلة.
  • طالما تستمر عمليات إطلاق النار باتجاه الجنود الإسرائيليين، فإن ذلك يُعد مؤشرًا واضحًا على وجود نشطاء من حماس في رفح مما يستدعي اتخاذ إجراءات مناسبة للقضاء عليهم.
  • تحرص إسرائيل على إثبات مدى قدرتها على مواجهة الإرهاب من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة للأجيال القادمة.
تصاعد الضغوط على إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب

من جهته، أوضح عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، وجود إرادة غير واضحة لدى تل أبيب. بالإضافة إلى وجود تذبذب في صورة النصر التي يرغب المجتمع الإسرائيلي وإسرائيل في تحقيقها وتشتت في توجهاتهم بين تحرير المحتجزين والقضاء على حركة حماس وبين من يعتبر تفكيك الحكومة الحالية برئاسة نتنياهو بمثابة نصر.

جهود الوساطة على المحك

  • هدد كل من وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة الائتلافية إذا وافق بنيامين نتنياهو على إبرام اتفاق بشأن غزة.
  • ساهم تهديد بن غفير وسموتريتش لنتنياهو في تعميق الأزمة غير المسبوقة داخل إسرائيل.
  • أمام التطورات الحاصلة اتضح ان جيش الاحتلال يفتقر إلى الاستعداد الكافي لمواجهة التحديات الراهنة.
  • في ظل الوضع الراهن لإسرائيل، اصبح على إسرائيل الالتزام بالشرعيات الدولية كضرورة ملحة لضمان أمنها واستقرارها. كما يعد هذا الالتزام السبيل الوحيد لتجاوز العزلة التي فرضتها على نفسها بسبب تأييد جماعات متطرفة مثل حركة "كاخ".
  • دعا الرئيس بايدن الشعب الإسرائيلي إلى ممارسة الضغوط على الجهات داخل الحكومة الإسرائيلية التي تطالب بالاستمرار في هذا المسار الذي يهدد استقرار المنطقة و التخلي عن سياسة التحركات الخطرة التي تشكل خطراً للجميع.
  • أظهرت استطلاعات الرأي أن المسار المتبع يعاني من خلل واضح، وذلك بسبب التناقضات في القرارات؛ حيث تم إرسال وفد للتفاوض في القاهرة وإرسال الدبابات لاجتياح رفح في الوقت ذاته.
  • على مدار الأشهر الماضية، دأبت إسرائيل بوصفها قوة احتلال على السعي المستمر للتخلص مما تبقى من كتائب المقاومة في رفح.
  • رفض الجانب الإسرائيلي يد السلام العربية الممدودة، وتجاهل مطالب المجتمع الدولي.

ومن جهته، أفاد رئيس مركز الدراسات المستقبلية بالقدس، الدكتور أحمد رفيق عوض، في حديث له مع غرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية"، بأن إسرائيل تمنح نفسها باستمرار الحق في تنفيذ ما ترغب فيه وفقاً لأهوائها وفي الزمان والمكان الذي تختاره دون أي اعتبار.

  • لم تبد إسرائيل رفضها أو موافقتها للمبادرة التي تم طرحها بوساطة أميركية.
  • المواقف الإسرائيلية تتسم بالغموض، وتشهد تغييرات مستمرة في الأدوار وتبايناً ملحوظاً في الأفكار والرؤى داخل الأوساط الإسرائيلية.
  • تقوم الحكومة الحالية في إسرائيل بالاستثمار في الحرب لتحقيق الإنجازات وإنقاذ نفسها من الانتخابات ومن المسائلة الداخلية والدولية وتحقيق رؤاها الأيدلوجية والسياسية والأمنية.
  • لا تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى التفاوض مع حماس لتضمن بقائها في السلطة وذلك عبر نشر المغالطات والأكاذيب.
  • لا تتحدث إسرائيل عمليا عن اليوم الثاني حتى لا تقدم خطط قد تدفع ثمنها في المستقبل وبالتالي تذهب في اتجاه الحرب باعتباره الخيار الأنسب لها على الرغم أنه قد لا يلقى قبولا في الشارع الإسرائيلي.