قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن إسرائيل أعادت النظر في عملياتها العسكرية في رفح بعد مناقشات مكثفة مع مسؤولين أميركيين لتجنب تجاوز الخط الأحمر لإدارة الرئيس جو بايدن وإثارة أزمة في العلاقات مع أقرب حلفائها.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، أرجأت إسرائيل خطتها الأصلية لعملية عسكرية تشنها فرقتان في رفح، وهي العملية التي كان البيت الأبيض يخشى أن تؤدي إلى تصعيد في الخسائر، وبدلا من ذلك اختارت إسرائيل حملة عسكرية تركز على إغلاق الحدود بين غزة ومصر بالإضافة إلى الغارات على رفح.
واستخدم بايدن مصطلح الخط الأحمر مارس الماضي في مقابلة مع قناة "إم. إس. إن. بي. سي".
ويقول جوناثان بانيكوف، ضابط الاستخبارات الأميركي السابق الكبير الذي يعمل في مؤسسة "أتلانتيك كاونسل" البحثية: "بالنسبة للعديد من الناس في العالم العربي، تم تفسير المصطلح على أنه محظور على إسرائيل القيام بعملية عسكرية في رفح، لكن بالنسبة للعديد من الأشخاص في الإدارة، لم يكن ذلك المقصود، المقصود هو القول إن إسرائيل لا تستطيع إجراء العملية كما فعلت في مدينة غزة أو خان يونس والتي أسفرت عن خسائر فادحة في الأرواح والدمار".
وعندما سأل أحد محاوري القناة بايدن عما إذا كان "غزو إسرائيل لرفح" سيتجاوز "الخط الأحمر" الذي حدده، أجاب الرئيس: "إنه خط أحمر، لكنني لن أترك إسرائيل أبداً، إن الدفاع عن إسرائيل لا يزال بالغ الأهمية".
وتابع بايدن: "لكن هناك خطوط حمراء إذا تجاوزها"، ولم يكمل الجملة، ثم أضاف: "لا يمكن أن نسمح بقتل 30 ألف فلسطيني آخرين".
وخلف الأبواب المغلقة، نوقشت خطط إسرائيل لعملية رفح على نطاق واسع في المجموعة الاستشارية الاستراتيجية، التي تتألف من كبار المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين الذين يجتمعون بانتظام عبر مؤتمرات الفيديو وشخصيا.
وقال مسؤول إسرائيلي: "لم يستخدموا عبارة الخط الأحمر، بل قالوا افعلوا ذلك بطريقة مختلفة تخفف من الأضرار الجانبية والمخاطر التي يتعرض لها السكان، هذه هي الطريقة التي تحدثوا بها".
وأضاف: "ليس الأمر أننا قمنا بتعديل خطتنا لإرضاء الأميركيين دون تحقيق هدفنا، لم نتخل عن هدف هزيمة حماس في رفح".
وقال مسؤول إسرائيلي آخر إن "الجيش كان يحرص، استناداً إلى قيمه الخاصة ، على الحد من الخسائر بين المدنيين أثناء عملية رفح حتى ولو لم يطلب الأميركيون منه ذلك".