تداول رواد التواصل الاجتماعي على منصة فيسبوك الأكثر انتشارًا في موريتانيا، باستغراب وتعجب، صورة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو يحمل مظلة فوق رأس نظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وقاية من رذاذ باريس المتساقط أمام الإليزيه.

تأتي هذه اللقطة، التي لاقت صدى كبيرًا داخل الأوساط الموريتانية، في فترة تشهد فيها باريس فقدان نفوذها التقليدي في القارة السمراء، بعد أن تمكنت روسيا من إخراج فرنسا من العديد من المناطق الإفريقية.

ماكرون يمسك المظلة لرئيس موريتانيا

رواد التواصل الاجتماعي الموريتاني، في قراءاتهم وتحليلاتهم المختلفة للصورة، يرون أنها رسالة دبلوماسية من الرئيس الفرنسي لاستعطاف نظيره الموريتاني، لتوطيد العلاقات بين البلدين في ظل تنامي التنافس الدولي حول المنطقة.

وكتب الصحفي الموريتاني سعيد حبيب في حسابه عبر منصة "فيسبوك" معلقًا على الصورة: "ربما كان مستغربًا لدى البعض أن يتحلى ماكرون ببعض القيم حين يستلم المظلة بنفسه لينفرد برفعها وقاية له ولرئيس الجمهورية من رذاذ باريس المتساقط أمام الإليزيه."

وأضاف حبيب: "اليوم تحيل جزيئات المشهد إلى حفاوة بالرئيس ووقار يفرضه الموقف الفرنسي إزاء سياسة رجل لا يقبل أن يخسر أي صديق، حتى بات رقمًا تبحث عنه فرنسا كما تبحث عنه موسكو وواشنطن.. فيلتقي بالجميع بنفس مستوى طبيعة المناخ.".

فيما كتب عبد الرحمن المقري معلقًا على الموضوع: "ماكرون يحتفي بفخامة الرئيس في قصر الإليزيه."

وعلق الشيخ السالك عبر حسابه على منصة "إكس" قائلًا: "في الدبلوماسية، كل حركة لها مغزى وتعبر عن موقف معين. الصورة تعبر عن تقدير فرنسا للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وتمثل تثمينا لدوره كشريك يتمتع بثقة دولية كبيرة في منطقة الساحل التي تواجه دولها عدم استقرار ينعكس لا محالة على شعوبها."

وأضاف السالك: "الرئيس غزواني نال ثقة الآخرين بسعيه وعمله الدؤوب لنيل ثقة شعبه."

 

أخبار ذات صلة

فيديو لـ"فاغنر" تقتحم قرية موريتانية.. ومخاوف من توسع نشاطها
نجا من الموت.. موريتاني يروي تفاصيل تعذيبه في مالي

فقدان النفوذ في إفريقيا

فرنسا، التي ظلت لوقت قريب الشريك القوي للدول الإفريقية، باتت اليوم الخاسر الأكبر من الصراع العالمي الذي تشهده القارة الإفريقية بين واشنطن وروسيا والصين.

وتعتبر باريس اليوم، في ظل حكم جديد لبعض مستعمراتها السابقة في دول الساحل الإفريقي، شريكًا غير مرحب به بين تلك الدول التي أعلنت ذلك، مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وغينيا وتشاد.

وفي خضم النفور الإفريقي والابتعاد عن الحضن الفرنسي، ظلت موريتانيا تحتفظ بعلاقات وثيقة ومتطورة مع فرنسا.

ويرى مراقبون للشأن الإفريقي أن فرنسا، في ظل الوضعية الصعبة التي تعيشها الدبلوماسية الفرنسية في شبه القارة السمراء، تعمل بشكل كبير على تطوير علاقاتها مع موريتانيا.

الدول الإفريقية التي ابتعدت عن فرنسا  

شهدت عدة دول إفريقية تحولات سياسية كبيرة أثرت بشكل ملحوظ على نفوذ فرنسا في القارة.  

مالي

بدأت التوترات بين مالي وفرنسا منذ الانقلاب العسكري في أغسطس 2020، حيث اتهمت الحكومة الانتقالية الفرنسية بالتدخل في شؤونها الداخلية. وتبع ذلك طرد القوات الفرنسية من البلاد في عام 2022.

بوركينا فاسو

شهدت بوركينا فاسو انقلابين عسكريين في عام 2022، حيث تمت الإطاحة بالرئيس روش مارك كريستيان كابوري، مما أدى إلى تقويض العلاقات مع فرنسا وطلب خروج القوات الفرنسية من أراضيها. الحكومة الجديدة في بوركينا فاسو تواصلت بشكل أكبر مع روسيا على حساب فرنسا.

النيجر

في يوليو 2023، شهدت النيجر انقلابًا عسكريًا أدى إلى تدهور العلاقات مع فرنسا. الحكومة العسكرية الجديدة طالبت بخروج القوات الفرنسية من البلاد، مما يمثل تحولًا كبيرًا في السياسة الخارجية للنيجر بعيدًا عن النفوذ الفرنسي.

غينيا

في سبتمبر 2021، شهدت غينيا انقلابًا عسكريًا أدى إلى تدهور العلاقات مع فرنسا. الانقلاب أتى بعد احتجاجات واسعة ضد الحكومة، وكانت فرنسا تدعم الحكومة السابقة بشكل كبير، مما أدى إلى تزايد المشاعر المعادية لفرنسا بين الشعب.

تشاد

في أبريل 2021، بعد وفاة الرئيس إدريس ديبي، شهدت تشاد تغييرًا في القيادة. وحاول الرئيس الجديد، محمد إدريس ديبي، تقليل الاعتماد على فرنسا، عبر الاقتراب من روسيا.