نفى الجيش الإسرائيلي قصف مخيم غربي مدينة رفح بعد أن قالت السلطات الصحية في غزة إن قصف الدبابات الإسرائيلية أدى إلى مقتل 21 شخصا على الأقل في منطقة كانت إسرائيل قد أعلنت أنها آمنة لانتقال المدنيين إليها.
وفي وقت سابق، وفي تحد لأمر من محكمة العدل الدولية، تقدمت الدبابات الإسرائيلية إلى قلب رفح للمرة الأولى بعد ليلة من القصف العنيف، في حين اعترفت إسبانيا وأيرلندا والنرويج رسميا بدولة فلسطينية في خطوة زادت عزلة إسرائيل دوليا.
وبعد يومين من غارة جوية إسرائيلية على خيام في واقعة أخرى أثارت تنديدات عالمية، قال الدفاع المدني الفلسطيني في غزة إن أربع قذائف دبابات أصابت مجموعة من الخيام في المواصي الواقعة غربي مدينة رفح والتي سبق أن نصحت إسرائيل المدنيين في رفح بالانتقال إليها كمنطقة آمنة.
وقال مسؤولو الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس إن من بين القتلى 12 امرأة على الأقل.
لكن الجيش الإسرائيلي قال في وقت لاحق في بيان "خلافا للتقارير الواردة في الساعات القليلة الماضية، لم يقصف جيش الدفاع الإسرائيلي المنطقة الإنسانية في المواصي" والمعلن أنها آمنة للمدنيين.
ووقعت حادثة المواصي الثلاثاء في منطقة أعلنت إسرائيل أنها آمنة للمدنيين. وكانت إسرائيل قد حثت المدنيين الفلسطينيين في رفح، ومن بينهم نحو مليون شردتهم الحرب المستمرة منذ نحو ثمانية أشهر، على الذهاب إلى هناك حين بدأت هجومها البري في أوائل مايو.
وذكر شهود لرويترز أنهم رأوا دبابات ومدرعات تعلوها مدافع الرشاشة قرب مسجد العودة وهو أحد المعالم الرئيسية بوسط رفح. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تواصل عملياتها في منطقة رفح دون أن يعلق على تقارير تقدمها إلى وسط المدينة.
غضب وقلق دولي
تحول القلق الدولي إزاء الهجوم الإسرائيلي على رفح المستمر منذ ثلاثة أسابيع إلى غضب بعد أن أدى هجوم وقع يوم الأحد إلى إشعال حريق في مخيم للنازحين أودى بحياة 45 فلسطينيا على الأقل.
وقالت إسرائيل إنها كانت تستهدف اثنين من قيادات حماس ولم تكن تنوي التسبب في سقوط قتلى ومصابين من المدنيين.
وقال زعماء من أنحاء العالم إنهم شعروا بالفزع من الحريق الذي اندلع في منطقة مصنفة على أنها "منطقة إنسانية" لجأت إليها عائلات بعد نزوحها من أماكن أخرى في غزة بسبب القتال، ودعوا إلى تنفيذ أمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في احتمال أن تكون ذخائر مخزنة بالقرب من مجمع استهدفه قصف جوي يوم الأحد قد اشتعلت وأدت إلى الحريق.
وقال سكان إن منطقة تل السلطان، مسرح الهجوم المميت يوم الأحد، لا تزال تتعرض لقصف عنيف.
وقال أحد السكان لرويترز عبر تطبيق للتراسل "قذائف الدبابات بتسقط في كل مكان في تل السلطان، والعائلات طول الليل بتنزح من بيوتها تحت إطلاق النار".
وضم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الثلاثاء صوته إلى جوقة الإدانة لهجوم يوم الأحد وحث إسرائيل مرة أخرى على "الإيصال الفوري والآمن للمساعدات الإنسانية بلا عوائق إلى المحتاجين وضرورة فتح جميع المعابر".
وقال مسؤولان أميركيان إنه في ضربة أخرى لجهود الإغاثة، انكسر جزء من الرصيف العسكري الأميركي قبالة ساحل غزة، بسبب سوء الأحوال الجوية فيما يبدو، مما جعله غير صالح للعمل مؤقتا. ونقلت الأمم المتحدة 137 شاحنة مساعدات من الرصيف منذ بدء عمله قبل أسبوعين.
وقالت إسبانيا والنرويج وأيرلندا إنها تأمل أن يؤدي قرارها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى تسريع الجهود التي تستهدف ضمان وقف إطلاق النار في الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة حماس والتي حولت معظم الأراضي المكتظة بالسكان إلى أنقاض.
وساطة مصرية
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية عن مسؤول كبير قوله إن وفدا أمنيا مصريا يكثف جهوده "لإعادة تفعيل اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة".
وأضاف المسؤول أن مصر "أكدت موقفها الثابت تجاه عدم التعامل في معبر رفح إلا مع الأطراف الفلسطينية والدولية، ولن تعتمد التنسيق مع الجانب الإسرائيلي".
وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن نحو مليون شخص فروا من الهجوم الإسرائيلي على رفح منذ أوائل مايو.
دبابات في رفح
منذ بدأت إسرائيل توغلها بالسيطرة على معبر رفح الحدودي مع مصر قبل ثلاثة أسابيع، تجوب الدبابات أطراف رفح ودخلت بعض مناطقها الشرقية لكنها لم تدخل المدينة بشكل كامل بعد.
وفي الأيام القليلة الماضية، تقدمت الدبابات الإسرائيلية باتجاه الأحياء الغربية واتخذت مواقع على قمة تل زعرب في غرب رفح. وأفاد شهود الثلاثاء بوقوع معارك بالأسلحة النارية بين القوات الإسرائيلية ومسلحين من حماس في منطقة زعرب.
وقال شهود في وسط رفح إن الجيش الإسرائيلي استخدم على ما يبدو مركبات مدرعة تعمل عن بعد وليس هناك دلالة حتى الآن على وجود أفراد داخلها أو حولها. ولم يعلق المتحدث العسكري الإسرائيلي بعد.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه نفذ عمليات الليلة الماضية على امتداد محور فيلادلفيا الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر، وإن قواته شاركت في قتال عن قرب مع مسلحين وعثرت على فتحات أنفاق وأسلحة وبنى إرهابية.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 36 ألف فلسطيني قتلوا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة. وأطلقت إسرائيل هجومها على القطاع بعد أن هاجم مسلحون من حماس تجمعات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر مما أدىوفقا لإحصائيات إسرائيلية إلى مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأجنبي واحتجاز 250 رهينة.
وتقول إسرائيل إنها تريد القضاء على مسلحي حماس المتحصنين في رفح وإنقاذ الرهائن الذين تقول إنهم محتجزون في المنطقة.