اقترحت الجبهة الثورية، التي تضم حركات دارفورية محايدة في الحرب الحالية، على المبعوث الأميركي توم بيريللو العمل على اقناع طرفي القتال بهدنة إنسانية لمدة 3 أيام لإخراج المدنيين العالقين بالفاشر إلى مناطق آمنة خارج المدينة.
واستمرت المعارك العنيفة في الفاشر لليوم الخامس على التوالي، حيث شهدت شوارع المدينة وعدد من مناطقها اشتباكات دامية أدت إلى سقوط العشرات من القتلى.
وتبادل طرفا القتال الادعاء بإحراز تقدم في عدد من أجزاء المدينة، ونشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو تظهر جنودا تابعين لها داخل محطة الكهرباء الرئيسية، في حين قالت قوات الجيش والحركات المسلحة إنها تمكنت من صد هجمات الدعم السريع.
وقال الهادي إدريس، عضو مجلس السيادة المقال ورئيس الجبهة، إنهم أكدوا خلال اجتماع عقدوه مع بيريللو في العاصمة الأوغندية كمبالا، أمس الثلاثاء، تعهد الحركات المحايدة بحماية قوافل المساعدات الإنسانية الموجهة للمتأثرين بالحرب.
وأكد إدريس أن الحركات، التي اتخذت موقف الحياد، مستمرة في رفضها للحرب وطالب بإبعاد أطراف الصراع إلى خارج المدينة لوقف الخسائر البشرية.
وفي ذات السياق حذر محمد إسماعيل محمد كاس، الأمين السياسي لحركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي، من خطورة التطور الحالية في الفاشر والتدهور المريع في الأوضاع الإنسانية في أوساط المدنيين العالقين في مناطق القتال.
وقال كاس، لموقع سكاي نيوز عربية، إن الأطراف المحايدة تبذل مساعي متواصلة من أجل اتخاذ خطوات عاجلة لإنقاذ المدنيين.
ومع تفاقم القتال، تتدهور الأوضاع الإنسانية في المدينة، التي تأوي أكثر من مليون ونصف من السكان والنازحين، وسط مخاوف من نقص حاد في الغذاء والخدمات الصحية.
ويتبادل الطرفان مسؤولية الأزمة الطاحنة التي تواجهها المدينة.
ويتهم الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه الدعم السريع بقطع جميع خطوط وطرق الإمداد عن الفاشر والتسبب في الشح الكبير في المياه والغذاء والدواء والوقود في المدينة، لكن قوات الدعم السريع وصفت تلك الاتهامات بالمضللة، وأكدت حرصها على حماية المدنيين.
وقالت في بيان "موقفنا تجاه قضية الفاشر معلوم، وقد آثرت قواتنا منذ بداية الحرب تجنب أي صدام مسلح تطال أثاره المواطنون، واستجبنا لتفاهمات سابقة في ذات المنحى".
وحمل البيان الغارات الجوية التي يشنها طيران الجيش بزيادة معاناة سكان الفاشر، وأوضح "نفذ الطيران الحربي سلسلة غارات جوية موثقة، راح ضحيتها مئات الأبرياء بين قتيل وجريح، فضلاً عن تدمير المنشآت العامة والخاصة".