بالتزامن مع تكثيف إسرائيل لعملياتها العسكرية وقصفها لمناطق من شمال القطاع حتى جنوبه، يتكثف أيضا الحراك الدبلوماسي لتجنب التصعيد.
فرغم التوتر بين مصر وإسرائيل من جراء التصعيد الإسرائيلي في رفح وإغلاق معبرها، فإن الجهود المصرية تتواصل.
مصدر رفيع المستوى يقول إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتابع عن كثب تطورات الأوضاع بغزة مع خلية الأزمة المعنية ويوجه بتكثيف الإجراءات اللازمة لمنع مزيد من التصعيد.
وتأتي التطورات مع اتساع رقعة الخلافات الإسرائيلية في ظل تقارير عن خطة لإدارة إسرائيلية مدنية لقطاع غزة لمدة قد تصل إلى سنة، بينما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي وجه انتقادات حادة إلى حكومة نتنياهو، لفشلها في صياغة خطة لمرحلة ما بعد الحرب.
ويشير المحاضر في أكاديمية الجليل الأعلى موشيه إيلعاد خلال حواره مع غرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية"، إلى امتلاك إسرائيل خطة اليوم التالي للحرب التي تواجه جملة من العراقيل والصعوبات، وقال:
- تشدد إسرائيل ألا يكون لحماس دور في مستقبل قطاع غزة في اليوم الثاني للحرب.
- من منظور إسرائيلي تعد السلطة الفلسطينية سلطة ضعيفة بالتالي فإنها تعتبر غير قادرة على إدارة قطاع غزة في أعقاب اليوم الثاني للحرب.
- إسرائيل لا تخطط للبقاء في غزة بعد انتهاء الأعمال الحربية.
- تقترح إسرائيل إنشاء تحالف يتكون من الدول العربية المعتدلة لإدارة غزة بشكل مؤقت، ومن شأن هذه القيادة المؤقتة أن تنقل السلطة لاحقا إلى سلطة فلسطينية أكثر قوة وتحصينا.
- لا تزال حماس قادرة على تشكيل تهديد وخطر لإسرائيل لامتلاكها لبقايا من القوة.
- من السابق لأوانه إعلان فشل إسرائيل خاصة أن الصراع لم ينته بعد.
- لن تستطيع الضغوطات العربية أو الغربية والأميركية إرغام إسرائيل على الانسحاب أو إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها.
وفي المقابل، شدد الكاتب والمحلل السياسي زيد الأيوبي في مداخلته، على أن المستقبل بعد الصراع يعتمد على إرادة الشعب الفلسطيني، مشيرا بوضوح إلى أنه لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة لهما دور في هذا المصير، وأوضح:
- يرغب نتنياهو الإبقاء على حركة حماس بقرار واتفاق أميركي.
- هناك اتفاق بين إسرائيل وحماس والولايات المتحدة في تحديد اليوم الثاني لما بعد الحرب.
- حاجة إسرائيل لبقاء حركة حماس في السلطة للحفاظ على الانقسام بين الشعب الفلسطيني.
- يعد بناء الميناء العائم الأميركي في القطاع ثمنا لبقاء حماس في قطاع غزة.
- يسعى نتنياهو إلى تعزيز مصالحه الشخصية من خلال استمرار وجود حركة حماس في قطاع غزة.
- تسببت حركة حماس في إعادة احتلال غزة من جديد وبناء الميناء الأميركي.
- هناك دلائل تشير إلى وجود مؤامرة يتم تدبيرها ضد الشعب الفلسطيني، كما تظهر دلائل تشير إلى وجود مؤامرة مماثلة تستهدف الاستقرار المصري.
- سكوت حماس على هذه القاعدة العسكرية المتقدمة للولايات المتحدة على مقربة من الحدود المصرية وبالقرب من حقول الغاز الفلسطينية، يؤكد حصول الحركة على ثمن بقائها في قطاع غزة كسلطة مقابل السكوت على كل ذلك.
- يسعى نتنياهو إلى تحقيق انتصار شخصي والمحافظة على منصبه كرئيس وزراء إسرائيل، والعمل على استمرارية الائتلاف الحكومي الحالي.
- ويليام بيرنز (رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية) هو مبتكر فكرة دمج الإسلام السياسي في النظام الرسمي العربي، مع التطلع إلى تطبيق هذه التجربة على جغرافية قطاع غزة بهدف التأثير على الدولة المصرية.
- رغبة تركيا في المشاركة في الهيكلة الأمنية الجديدة لمستقبل غزة حتى تصل إلى الحدود المصرية.
أما المستشار في مركز الأهرام للدراسات عمرو الشوبكي فقال لـ"سكاي نيوز عربية":
- إسرائيل مستمرة في توسيع دائرة الحرب رغم المعارضة العالمية.
- مصر حريصة على استكمال مبادرة الوساطة إلى جانب الجهود القطرية.
- هناك إشكالية حقيقية في المواقف الإسرائيلية المتناقضة.
- القاهرة توظف مجموعة من الخيارات السياسية والقانونية المتكاملة لمنع إسرائيل من التدخل في منطقة رفح، وذلك بهدف الحيلولة دون وقوع أزمة إنسانية جديدة.
- تسعى مصر جاهدة لأن تكون في طليعة الجهود المبذولة لحث إسرائيل على اتخاذ مواقف مغايرة والتراجع عن خطط الاجتياح.
- تأسيس دولة فلسطينية هو الخطوة الأمثل والوحيدة لتقويض قدرات حركة حماس والحد من أنشطتها، إذ أن اعتماد مسار سياسي واضح يشكل البديل الفعال لاستقرار المنطقة.
- هناك صعوبة كبيرة من شأنها أن تعيق مسار السلام في المنطقة.
- الحرمان والتشرد يخلقان بيئة مواتية لتفشي العنف ونمو التطرف في المنطقة.
- من الضروري أن نمنح الشعب الفلسطيني فرصته المشروعة للعيش بكرامة وتقرير مستقبله، كما هو الحال بالنسبة للدول الأخرى.