اتهم مسؤول كبير في الأمم المتحدة إسرائيل بمواصلة منع وصول مساعدات الأمم المتحدة إلى قطاع غزة، في حين حذرت سيندي مكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي من وجود "مجاعة شاملة" في شمال القطاع.
ورغم أن تصريح مكين، الذي جاء في مقابلة مع شبكة (إن.بي.سي) بثت الأحد، لم يكن إعلانا رسميا بحدوث مجاعة، فقد قالت إنه استنادا إلى "الرعب" على الأرض "توجد مجاعة، مجاعة شاملة، في الشمال، وهي تتحرك في طريقها جنوبا".
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي هيئة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية مكلفة بتنسيق عمليات توصيل المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية، إن إسرائيل واصلت تعزيز جهودها لزيادة المساعدات لغزة.
وأضافت الوحدة في منشور على منصة إكس "خلال محادثات بين ممثلين عن إسرائيل والأمم المتحدة، منهم ممثلون لبرنامج الأغذية العالمي، لم يشر أي كيان إلى خطر حدوث مجاعة في شمال غزة".
وتابعت "بعد ملاحظة تحسن الوضع، ذكرت منظمات دولية الأسبوع الماضي أنه يجب تخفيض حجم البضائع المنقولة إلى شمال غزة لأن الكميات كبيرة للغاية بالنسبة لعدد السكان".
واتهم المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني إسرائيل بالاستمرار في منع وصول مساعدات الأمم المتحدة إلى غزة مع سعي المنظمة لتجنب المجاعة.
وقال لازاريني في منشور على إكس "في الأسبوعين الماضيين فقط، سجلنا 10 حوادث شملت إطلاق النار على القوافل، وإلقاء القبض على موظفين بالأمم المتحدة، بما في ذلك التنمر، وتجريدهم من ملابسهم، والتهديدات بالسلاح، والتأخير الطويل عند نقاط التفتيش مما أجبر القوافل على التحرك أثناء الظلام أو إلغاء (مهمتها)".
ودعا لازاريني حركة المقاومة الإسلامية "حماس والجماعات المسلحة الأخرى إلى وقف أي هجمات على المعابر الإنسانية والامتناع عن تحويل مسار المساعدات والتأكد من وصول المساعدات إلى جميع المحتاجين".
وأعلن مسلحون مسؤوليتهم اليوم الأحد عن هجوم أدى إلى إغلاق معبر المساعدات الإنسانية الرئيسي إلى غزة.
يموتون بالفعل
أفاد تقرير مدعوم من الأمم المتحدة نُشر في مارس بأن المجاعة وشيكة ومن المرجح أن تحدث في شمال قطاع غزة بحلول مايو ويمكن أن تنتشر في أنحاء القطاع بحلول يوليو.
وإعلان المجاعة يحدث عندما يكون 20 بالمئة على الأقل من السكان يعانون من نقص حاد في الغذاء، وعندما يعاني طفل من كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية الحاد ويموت شخصان من كل 10 آلاف شخص يوميا بسبب الجوع أو سوء التغذية والمرض.
ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة إنه في الوقت الذي يُعلن فيه بوجه عام عن وقوع مجاعة رسميا في مكان ما، يكون قد فات الأوان بالفعل لإنقاذ الكثير من الأشخاص.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأسبوع الماضي إن الأشخاص الأكثر ضعفا في شمال غزة "يموتون بالفعل من الجوع والمرض".
وتشكو الأمم المتحدة من عدم وصول المساعدات الإنسانية خلال الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
وقال جوتيريش إن المنظمة الدولية تحاول تجنب "مجاعة من صنع الإنسان يمكن تفاديها كلية" في شمال غزة.
وشنت إسرائيل حملة عسكرية عقب هجوم حماس على بلدات في جنوبها في السابع من أكتوبر تشرين الأول، وهو ما تشير إحصاءات إسرائيلية إلى إنه تسبب في مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن إسرائيل قتلت أكثر من 34600 شخص في غزة منذ ذلك الحين.
وتولت حماس السلطة في غزة عام 2006 بعد انسحاب الجنود والمستوطنين الإسرائيليين في 2005، لكن الأمم المتحدة لا تزال تنظر إلى القطاع باعتباره محتلا من إسرائيل.
وباعتبارها القوة المحتلة، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن إسرائيل ملزمة بتوفير الغذاء والرعاية الطبية للسكان وتسهيل عمل المنظمات الإغاثية التي تحاول توصيل المساعدات.