كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن عدد القتلى الفلسطينيين من جراء حرب إسرائيل على غزة، الذي تعلنه السلطات الصحية في القطاع، قد يكون أقل بكثير من العدد الحقيقي.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن عدد القتلى في القطاع منذ أكتوبر الماضي يزيد على 34 ألف شخص، أي ما يقترب من 1.5 بالمئة من إجمالي عدد السكان قبل بدء الحرب.
لكن السلطات الصحية في غزة لم تعد قادرة على إحصاء جميع القتلى، فالمستشفيات وخدمات الطوارئ والاتصالات تعمل بالكاد، كما يعد انتشال الجثث من العدد الهائل من المباني المنهارة مهمة ضخمة وصعبة مع استمرار الحرب.
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم الوزارة مدحت عباس، قوله إن انهيار النظام الصحي برمته في قطاع غزة أدى إلى غياب الدقة في تقدير عدد القتلى.
وقال: "في البداية كانت لدينا أنظمة ومستشفيات. فرق الدفاع المدني كانت تتمكن من انتشال العالقين تحت الأنقاض. ثم انهار النظام برمته".
وأوضح عباس أنه "لتقدير عدد القتلى، تعتمد الوزارة الآن بشكل كبير على مصادر أخرى للمعلومات، مثل شهادات أقارب القتلى ومقاطع فيديو لآثار الغارات وتقارير المؤسسات الإعلامية".
وحسب السلطات الصحية وشهود العيان والأمم المتحدة، سيستغرق ظهور الصورة الحقيقية بشأن الخسائر البشرية في الحرب وقتا طويلا، حيث تشير التقديرات إلى أن الآلاف ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض وفي قبور لا تحمل علامات مميزة.
وفي بداية الحرب، كانت إسرائيل تشكك في أعداد الضحايا التي تعلنها سلطات غزة الصحية، لكن هذه الأعداد أصبحت مقبولة على نطاق واسع من قبل خبراء الأمم المتحدة والمسؤولين الأميركيين وحتى بعض المسؤولين العسكريين الإسرائيليين.
وفي شهر مارس الماضي، عندما وصلت التقديرات الفلسطينية إلى مقتل نحو 30 ألف شخص، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن "هذا الرقم قد يكون صحيحا تقريبا".
وتابع في حديثه للصحفيين: "أنا لا أتراجع. أنا لا أشكك في الرقم 30 ألفا"، لكنه شكك في أن الغالبية العظمى منهم كانوا من النساء والأطفال.
ويقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون آخرون، إن لا أحد من الجانبين يعرف عدد القتلى الحقيقي من الفلسطينيين في الحرب.