أظهرت إسرائيل تفوقها العسكري على خصمها إيران في ضرباتها الدقيقة التي أصابت أهدافا عسكرية ونووية في وسط البلاد، ولم تواجه سوى القليل من التحدي الكبير من دفاعات إيران وزودت العالم برؤى جديدة حول قدرات الجيشين.
وأعرب المجتمع الدولي وإسرائيل وإيران عن أملهم في أن تنهي الغارات الجوية، الجمعة، سلسلة خطيرة من الهجمات والهجمات المضادة استمرت 19 يوما، وهو اختبار علني للغاية بين خصمين عتيدين لم يصلا في السابق إلى حد المواجهة المباشرة.
وبدأ التحرك نحو القتال المفتوح في الأول من أبريل بقيام إسرائيل بقتل جنرالين إيرانيين في مبنى القنصلية الإيرانية في سوريا.
وقد أدى ذلك إلى قيام إيران بشن هجوم انتقامي، السبت، استخدمت فيه أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة ساعدت الولايات المتحدة وإسرائيل والشركاء الإقليميين والدوليين في إسقاطها دون أضرار كبيرة في إسرائيل.
وبعد ذلك جاءت الضربة الإسرائيلية الواضحة يوم الجمعة.
أداء الجيش الإسرائيلي
مع قيام جميع الأطراف بتقييم الوضع، توقع خبراء الأمن الإقليمي أن تخرج حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة وحلفاء البلاد من هذه الغارة منتشية بالأداء الراقي للجيش الإسرائيلي.
ولكن، استجابة للنداءات الدولية، بدا أن كلا من إسرائيل وإيران تحجمان عن استخدام قوتهما العسكرية الكاملة طوال أكثر من أسبوعين من الأعمال العدائية، بهدف إرسال رسائل بدلا من التصعيد إلى حرب واسعة النطاق.
الأهم من ذلك، حذر الخبراء أيضا من أن إيران لم تشرك في المعركة أكبر ميزة عسكرية لها في مواجهة إسرائيل - حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى المتحالفة مع إيران في المنطقة.
فحزب الله على وجه الخصوص قادر على إجهاد قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها، وخاصة في أي صراع متعدد الجبهات.
ويقول تشارلز ليستر، وهو زميل بارز وباحث منذ فترة طويلة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن إن "الدرس الكبير الذي يجب استخلاصه هو أنه ما لم تستخدم إيران قدراتها الكاملة دفعة واحدة، فإنها مجرد داوود، وليست جالوت، في هذه المعادلة".
بصرف النظر عن تلك الميليشيات التابعة لإيران، "يتمتع الإسرائيليون بكل المزايا على كل الجبهات العسكرية"، وفقا لليستر.
في هجوم يوم الجمعة، قال التلفزيون الرسمي الإيراني إن بطاريات الدفاع الجوي الإيرانية أطلقت النار في عدة محافظات بعد ورود تقارير عن هجمات بطائرات مسيرة.
وقال قائد الجيش الإيراني الجنرال عبد الرحيم موسوي إن الطواقم استهدفت عدة أجسام طائرة.
قال ليستر إنها كانت على ما يبدو مهمة واحدة قام بها عدد محدود من الطائرات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن هذه الطائرات أطلقت بعد عبورها المجال الجوي السوري صاروخين أو ثلاثة صواريخ جو-أرض من طراز بلو سبارو على إيران، على الأرجح من موقع مواجهة في المجال الجوي للعراق المجاور لإيران.
قالت إيران إن دفاعاتها الجوية أطلقت النار على قاعدة جوية رئيسية بالقرب من أصفهان، التي تشكل موطنا لمواقع مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك موقع التخصيب تحت الأرض في نطنز، والذي تم استهدافه مرارا بهجمات تخريبية إسرائيلية مشتبه بها.
لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجمات التي وقعت في الأول من أبريل أو يوم الجمعة.
فاعلية الضربة الإيرانية
سارع المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، ومقره واشنطن، والذي يروج للعلاقات الإسرائيلية الأميركية إلى الإشارة إلى أن الضربة الصغيرة التي وقعت يوم الجمعة أكدت قدرة إسرائيل على إلحاق ضررا أكبر بكثير "إذا قررت شن ضربة أكبر ضد المنشآت النووية الإيرانية".
على المقابل، يبدو أن القصف الإيراني بداية الأسبوع الجاري قد استنفد معظم صواريخها الباليستية طويلة المدى البالغ عددها 150 والقادرة على الوصول إلى إسرائيل، على بعد أكثر من 1600 كيلومتر، حسبما قال الجنرال المتقاعد فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية السابق للقوات المسلحة الأميركية.
وأشار ماكنزي، إلى أن المسافة الواسعة ومدى سهولة قيام الولايات المتحدة وآخرين بتتبع عمليات نشر الصواريخ بواسطة أجهزة استشعار فضائية علوية ورادارات إقليمية، "فمن الصعب على إيران إطلاق ضربة مفاجئة ضد إسرائيل".
وقال أليكس فاتانكا، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط، إن الإسرائيليين، من جانبهم، "أظهروا قدرة إسرائيل الآن على ضرب إيران من أراضيها بالصواريخ، وربما حتى طائرات مسيرة".
وأوضح فاتانكا أن أداء إيران يوم الجمعة ربما أثار الشكوك حول قدرتها على الدفاع مثل هذا الهجوم. وأشار إلى أن حجم إيران يبلغ حوالي 80 ضعف حجم إسرائيل، وبالتالي لديها مساحة أكبر بكثير للدفاع عنها".
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت إسرائيل قدرتها على حشد الدعم من الدول الإقليمية والدولية القوية، العربية والغربية على حد سواء، للدفاع ضد إيران"، كما قادت الولايات المتحدة عملية مساعدة إسرائيل على إسقاط الهجوم الصاروخي والطائرات المسيرة الذي شنته إيران في 13 أبريل.