اتهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إسرائيل بالسعي الى "تخريب المفاوضات" الجارية في الدوحة للتوصل الى هدنة، من خلال إطلاقها فجر الإثنين عملية شملت تطويق واقتحام مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة.
وقال هنية في بيان إن "ما تقوم به قوات الاحتلال الصهيوني في مجمع الشفاء الطبي... يعكس مسعى قادة الاحتلال لتخريب المفاوضات التي تجري في الدوحة" عبر وسطاء قطريين ومصريين.
وقال هنية إن الهجوم على المجمع الطبي الأكبر في القطاع "يؤكد أن هذا العدو يحارب عودة الحياة إلى قطاع غزة ويسعى إلى تدمير كل مقومات الحياة الإنسانية. كما أن استهدافه لضباط وعناصر الشرطة والأجهزة الحكومية الإدارية في القطاع يوضح محاولته نشر الفوضى وإدامة سفك الدماء لأبناء شعبنا في غزة الصابرة".
وأضاف "وإننا نؤكد أن كل ذلك لن ينجح في تحقيق هذا المخطط الإجرامي وستبقى الحركة متمسكة بحقوق شعبنا ومطالبه الواضحة في وقف العدوان والانسحاب وعودة النازحين".
وواصل الجيش الإسرائيلي الثلاثاء عملية بدأها فجر الإثنين في مجمع الشفاء الذي طوقه بالدبابات، حيث قال إنه قتل "أكثر من خمسين" مقاتلا اشتبك معهم، واعتقل نحو 180 "مشتبهًا بهم". لكن وزارة الصحة التابعة لحماس قالت إن بين المعتقلين "كوادر طبية ومصابين ومرضى" في المستشفى.
وأكد الجيش الإثنين قتل فائق المبحوح الذي قال إنه "رئيس العمليات الخاصة في جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس".
واعتبرت الحركة أن "اغتيال مدير عمليات الشرطة في قطاع غزة وهو على رأس عمله في مستشفى الشفاء جريمة مكتملة الاركان، لخلق حالة الفوضى وغياب القانون في شمال القطاع".
وتعرضت أحياء محيطة بالمجمع مثل الرمال والنصر لوابل من القصف من الطائرات الحربية والدبابات والمسيرات، حوّل عشرات المنازل إلى ركام وأرغم المئات من ساكنيها ممن لم ينزحوا على الفرار، وفق ما أفاد شهود عيان ومراسل لوكالة فرانس برس.
ويأتي ذلك في وقت تستمر المفاوضات في الدوحة للتوصل إلى هدنة في غزة.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء إن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع "غادر الدوحة"، لكن "الفرق الفنية تجتمع بينما نتحدث"، وتبحث تفاصيل اتفاق محتمل بعدما ناقش المفاوضون الأساسيون "القضايا الرئيسية".
وأضاف "لا أعتقد أننا وصلنا إلى لحظة يمكننا فيها القول إننا قريبون من التوصل إلى اتفاق. نحن متفائلون بحذر لأن المحادثات استؤنفت، لكن من السابق لأوانه الإعلان عن أي نجاحات".