كشف تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية أن معاودة اقتحام مستشفى الشفاء تظهر تراجع قبضة الجيش الإسرائيلي على شمال غزة، وأن المناطق التي يفترض أنها تم تطهيرها من مقاتلي حماس هي "أكثر هشاشة" مما ادعى القادة السياسيون في تل أبيب.
وسبق أن روجت مصادر إسرائيلية عديدة لخطابات تفيد بـ"تطهير" شمالي القطاع من عناصر حماس.
ووفقا للصحيفة البريطانية فإن "القتال حول مستشفى الشفاء والاستيلاء عليه في نوفمبر الماضي، كان بمثابة لحظة الذروة لما سماه الجيش الإسرائيلي بالمرحلة الأولى من الهجوم على غزة".
"غير أن العملية العسكرية، التي شهدها المجمع الطبي والإعلان عن تصفية قيادي وعناصر من حماس، كشفت أن سيطرة إسرائيل على مناطق يفترض أنها تم تطهيرها من مقاتلي حماس، هي "أكثر هشاشة بكثير" مما ادعى القادة السياسيون في تل أبيب"، حسب الصحيفة البريطانية.
واعتبر تقرير "الغارديان" عودة جبهة الشمال إلى الواجهة، "اعترافا ضمنيا بأن السيطرة الإسرائيلية على مناطق الشمال قد تراجعت على ما يبدو".
كيف ذلك؟
ووفق الصحيفة، فإنه على الرغم من تكبد حماس خسائر فادحة، إلا أنها لا تزال تمتلك العدد الكافي من مقاتليها ومراكز قيادة كافية، لشن هجمات متفرقة على القوات الإسرائيلية عندما تكون الظروف مناسبة.
وأضافت: "إسرائيل أيضا سرحت معظم جنود الاحتياط لديها ونقلت وحدات نظامية رئيسية إلى حدودها الشمالية أو الضفة الغربية المحتلة".
أما المرحلة الحالية من الهجوم على غزة فتتضمن، حسب خبراء عسكريين، ضربات وغارات محددة الأهداف بدلا من العمليات الواسعة.
وذكر التقرير: "لأسباب اقتصادية وسياسية، لم يكن لدى المخططين الإسرائيليين سوى خيارات قليلة، فهناك عدد قليل من القوات بشكل دائم على الأرض في شمال غزة.. ويقتصر معظمها على ما يسمى بـ-الحصون- على مشارف المراكز السكانية أو في نقاط استراتيجية مثل تقاطعات الطرق".
وكان تقييم التهديد السنوي لمجتمع الاستخبارات الأميركي توقع أن تواجه إسرائيل مقاومة مسلحة متواصلة من حماس لسنوات قادمة، فيما ستتواصل جهود تحييد البنية التحتية تحت الأرض لحماس، والتي قد تسمح للحركة بالاختباء واستعادة قوتها.