وصفت إسرائيل الإثنين دعوة جنوب إفريقيا أمام أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات طارئة لمواجهة "المجاعة" في غزة، بأنها "مشينة" و"بغيضة أخلاقيا".
وطلبت بريتوريا في مطلع مارس من محكمة العدل الدولية فرض "إجراءات مؤقتة" لوضع حد لـ"المجاعة الواسعة النطاق" التي تحدث نتيجة هجوم إسرائيل العسكري في غزة.
وقالت إسرائيل في دفاعها الذي صدر الإثنين إن جنوب إفريقيا "متورطة في الاستغلال التعسفي لإجراءات المحكمة".
وبحسب إسرائيل، فإن جنوب إفريقيا "تأمل على ما يبدو بأن تؤدي طلباتها المتكررة في نهاية المطاف إلى رضوخ المحكمة وتلبية مطالبها".
ولا تفسر ذرائع بريتوريا "المتكررة" كيف يمكن التوفيق بين هذه الأعمال "والإبادة الجماعية المتعمدة" كما جاء في الرد الإسرائيلي.
وطلبت إسرائيل من المحكمة عدم اتخاذ إجراءات طارئة جديدة لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، وقالت إن طلب جنوب إفريقيا "يقوم على تحريف الواقع ومحاولة مثيرة ومهووسة لاتهام إسرائيل بارتكاب أبشع الجرائم، بغض النظر عن القانون أو الوقائع".
وفي رد أرسلته الجمعة، دانت إسرائيل "اللهجة العدائية والمهينة" لجنوب إفريقيا ونفت اتهاماتها "نفيا قاطعا".
وشددت إسرائيل على أنها "مصممة" على احترام التزاماتها القانونية الدولية، وأكدت أنها اتخذت إجراءات عدة لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق شنته عناصر من الحركة تسللت من غزة إلى جنوب إسرائيل، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية إسرائيلية.
وردا على ذلك شنت إسرائيل حملة جوية واسعة النطاق أعقبها في 27 أكتوبر هجوم بري خلف حتى الآن 31726 قتيلا في غزة معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
وحذرت وكالات متخصصة في الأمم المتحدة الإثنين من أن نصف سكان قطاع غزة يعاني وضعا غذائيا كارثيا، خصوصا في الشمال حيث يتوقع أن تنتشر المجاعة بحلول مايو في غياب إجراءات "عاجلة".
شكوى جنوب إفريقيا
رفعت جنوب إفريقيا شكوى إلى محكمة العدل الدولية في نهاية ديسمبر متهمة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وهي تهمة نفتها إسرائيل بشدة.
وأمرت المحكمة في يناير إسرائيل ببذل كل ما في وسعها لمنع الإبادة الجماعية خلال هجومها على غزة، وقضت بأنه على إسرائيل أن تسمح بدخول المساعدات إلى غزة.
وبعد أسابيع، طلبت جنوب إفريقيا اتخاذ المزيد من التدابير، مستشهدة بتقارير عن توغل معلن في رفح وهو طلب رفضته المحكمة.
ونبّهت بريتوريا إلى أن طلبها قد يكون "الفرصة الأخيرة المتاحة لهذه المحكمة لإنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة الذي يموت من الجوع، والآن صار "على بعد خطوة من المجاعة".