ليست نيران الحرب وحدها ما يحاصر حياة سكان غزة. فالموت في القطاع، على أعتاب أطواره الأبطأ الموت جوعا، فأكثر من مليوني شخص يواجهون خطر المجاعة وربع سكان القطاع باتوا بالفعل على بعد خطوة واحدة فقط من الكارثة إذا لم يتغير شيء.
مجلس الأمن الدولي يبحث مسألة انعدام الأمن الغذائي في غزة وسط استمرار الصورة القاتمة والقلق المتزايد من انتشار المجاعة هناك.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أكد أن ربع سكان قطاع غزة أصبحوا على بعد خطوة واحدة من المجاعة، مضيفا أن ذلك الأمر بات حتميا ما لم يتم التوصل لوقف لإطلاق النار بشكل فوري.
فالتحذيرات الدولية تُدوي من كل اتجاه، ووسط يأسها من تدارك الكارثة برا، ورضوخ حليفتها إسرائيل لأي من مطالبها، ذهبت الولايات المتحدة لدارسة إمكانية إسقاط المساعدات جوا على غزة.
سبق الأميركيين في خيار الإنزال الجوي، الأردن، ودولة الإمارات ومصر وقطر وفرنسا، لكن المسؤولين الأميركيين يقرون بأن عمليات إسقاط المساعدات جواً سيكون لها تأثير محدود.
فالكمية التي ستسقطها طائرة عسكرية من الإمدادات، تعادل تلك المنقولة بواسطة شاحنة واحدة أو شاحنتين على أقصى تقدير، أي أن ما يمكن أن يصل إلى القطاع من إمدادات ملحة، عبر تحرك واشنطن جوا، لن يكون أكثر من نقطة في بحر.
يعترف المسؤولون الأميركيون، بأنه لا يمكن تدارك الكارثة، إلا بسماح إسرائيل بفتح مزيد من المعابر في وجه دخول المئات من شاحنات الإمدادات الإنسانية يوميا للقطاع.
فكل سكان غزة، يعتمدون على المساعدات. وواحد من بين كل 6 أطفال تحت سن الثانية في شمال القطاع، يعاني من سوء التغذية الحاد والهزال، وفق تحذيرات دولية.
ووسط كل هذه المعطيات الخطيرة، أفادت الأمم المتحدة بانخفاض كمية المساعدات التي تصل إلى القطاع بمقدار النصف هذا الشهر، مقارنة بشهر يناير. وبات من الصعب جدا على المجموعات الإغاثية مواصلة عملياتها في القطاع.
ويؤكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة هشام مهنا، في حواره لغرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية" على صعوبة الوضع الغذائي الذي يواجهه سكان قطاع غزة حيث يعاني ربع السكان من نقص شديد في التغذية.
- تقارير تفيد بوفاة عدد كبير من الأشخاص، معظمهم من الأطفال، في المستشفيات أو ما تبقى منها في شمال قطاع غزة بشكل خاص.
- تفاقم الوضع في القطاع بسبب الحصار ومنع وصول المساعدات والإمدادات الإنسانية من الغذاء والوقود والأدوية إلى شمال القطاع.
- استبدال المواد الغذائية غير المتوفرة والمعدومة بأعلاف الحيوانات لتلبية احتياجات الطعام للأطفال والنساء.
- لا مجال لمزيد السكوت على الوضع الحالي الذي يسير نحو التفاقم والمراهنة على مدى صمودهم.
- التأكيد على فشل الإنسانية أمام الوضع الذي يعيشه أهالي غزة.
- رفض رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ما يحصل في غزة ومطالبتها جميع الأطراف بما فيها حركة حماس وإسرائيل بالتراجع ووقف المزيد من قتل الفلسطينيين.
- تحمل إسرائيل، كدولة وسلطة محتلة، المسؤولية القانونية عن الوضع الصحي السيئ للمدنيين في قطاع غزة.
- الاستمرار في هذا الحصار واستمرار غياب التدبير الأمنية اللازمة للفرق الإنسانية من اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو المنظمات الأممية أو المنظمات الأخرى الإنسانية الفاعلة من شانه ان يعيق المهام الإنسانية في القطاع.
- على الجهات المسؤولة والأطراف الفاعلة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها خاصة أمام تفاقم الوضع.
- يجب من تغيير الواقع بشكل فوري في قطاع غزة وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تنفيذ مبادئ القانون الإنساني.
- الجهود السياسية الوحيدة القادرة على تغيير الوضع والواقع في غزة وليست الجهود العسكرية.
أبرز نداءات الأمم المتحدة بشأن الوضع الإنساني في غزّة
برنامج الأغذية العالمي:
- ما لم يحدث أي تغيير فإن شمال غزة يواجه مجاعة وشيكة.
- علينا أن نثابر ونتحمّل مسؤولياتنا حتى لا يحدث ذلك أمام أعيننا.
المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية:
- تفشي المجاعة لا يمكن تجنّبه تقريباً.
- ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ربع السكان، على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
- يعاني واحد من كلّ 6 أطفال تحت سنّ الثانية في شمال غزة من سوء التغذية الحاد والهزال.
- يعتمد جميع سكان غزة تقريباً على المساعدات الإنسانية غير الكافية للبقاء على قيد الحياة.
منظمة الأغذية والزراعة - الفاو:
- في السيناريو الأكثر ترجيحاً سوف ينهار الإنتاج الزراعي بحلول مايو 2024.
- تضرّر 46.2 بالمئة من الأراضي الزراعية في قطاع غزة ولم تعد 97 بالمئة من المياه الجوفية صالحة للاستهلاك البشري.
الأونروا:
- شهر فبراير شهد انخفاضاً بنسبة 50 بالمئة في المساعدات التي تدخل غزة مقارنة بشهر يناير.
المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك:
- حوالي ألف شاحنة محمّلة بـ15 ألف طن من المواد الغذائية موجودة في مصر، جاهزة للتحرك.