اشتدت حدة الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدد من المناطق خصوصا حول سلاح المهندسين والأحياء القديمة في مدينة أم درمان غرب العاصمة السودانية الخرطوم. كما قصفت طائرات تابعة للجيش عدد من المناطق في مدينة "الضعين" بشرق دارفور مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى وسط دمار كبير في الأسواق والأحياء السكنية.
وبعد نحو ثلاثة ايام من إعلان الجيش استعادة السيطرة على المناطق المتاخمة لسلاح المهندسين الاستراتيجي؛ نشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو تظهر مجموعات مقاتلة تابعة لها أمام إحدى البوابات الرئيسية لمقر سلاح المهندسين.
وتواصلت المعارك أيضا في بابنوسة في ولاية كردفان في ظل ضبابية شديدة تحيط بأوضاع المدينة التي يعاني ما تبقى من سكانها من تدهور كبير في الاوضاع الإنسانية والصحية.
وتتزايد المخاوف من خروج الأوضاع الإنسانية عن السيطرة خصوصا في إقليم دارفور؛ وسط ارتفاع كببر في معدلات الجوع مما ادى إلى وفاة أكثر من 120 طفلا خلال فبراير الحالي في معسكرات النازحين بسبب أمراض سوء التغذية الحاد؛ وفقا لعبدالعزيز عبدالكريم الناشط في مجال العمل الإنساني والقيادي في الجبهة الثورية السودانية.
ومع استمرار الحرب في الإقليم يواجه أكثر من 4 ملايين نازح -70 في المئة منهم أطفال ونساء - ظروفا إنسانية وصحية بالغة التعقيد في ظل صعوبة توصيل المساعدات الإنسانية وخروج معظم المؤسسات الصحية عن الخدمة تماماً وتعطل الموسم الزراعي نتيجة تردي الأوضاع الأمنية.
وقال عبدالكريم لموقع سكاي نيوز عربية إن أكثر من 8 اطفال يموتون داخل المعسكرات في ظل شح كبير في المواد الغذائية والخدمات العلاجية. واضاف "وصلت أوضاع النازحين في المعسكرات المنتشرة في الإقليم والبالغ عددها 79 معسكرا لمرحلة خطيرة تنذر بمجاعة وكارثة انسانية كبيرة، حيث انعدمت الاحتياجات الأساسية بسبب الحرب الدائرة في البلاد".
وخلفت الحرب الحالية في السودان أسوا كارثة نزوح على مستوى العالم حيث يشكل النازحون السودانيون نحو 12 % من مجمل النازحين في العالم؛ بحسب منظمة الهجرة الدولية.
وحذر برنامج الأغذية العالمي من عدم قدرته على تقديم المساعدات الغذائية بانتظام إلا إلى واحد من كل 10 أشخاص يواجهون مستويات الطوارئ من الجوع في مناطق النزاع الساخنة؛ بما في ذلك الخرطوم ودارفور وكردفان ومؤخراً الجزيرة.
وارتفعت نسبة المتعطلين عن أنشطتهم اليومية إلى أكثر من 60 في المئة من سكان البلاد المقدر تعدادهم بنحو 42 مليون نسمة.
وناشدت الأمم المتحدة مجتمع المانحين بتوفير 4.1 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة لأكثر من 25 مليون سوداني تضرروا من الحرب المستمرة منذ 10 أشهر وأدت إلى تشريد نحو 10 ملايين عبر 1.5 مليون منهم الحدود إلى بلدان مجاورة.