يعيش قرابة مليون ونصف فلسطيني في رفح في ظروف صعبة وسط تخوّف من التهديدات الإسرائيلية بمواصلة شنّ هجماتها في المنطقة الواقعة جنوبي قطاع غزة، خلال الأيام المقبلة ومع اقتراب شهر رمضان، إذا لم تفرج "حماس" قبل ذلك الوقت عن الرهائن المحتجزين لديها.
وتتوالى التصريحات الإسرائيلية عن اجتياح وشيك لرفح رغم تنديدات المجتمع الدولي الذي عبّر أكثر من مرة عن مخاوفه من تداعيات أي هجوم بري مُحتمل على رفح، التي يتكدّس بها مئات الآلاف من النازحين الذي يعيشون في ظروف قاسية للغاية على وقع موجات نزوحهم من مناطق شمال ووسط غزة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر الماضي.
وزادت توالي تلك التصريحات من الخوف بين النازحين الفلسطينيين، الذين باتوا مُجبرين على النزوح مجددا من رفح، وسط مخاوف من مضي تل أبيب في تنفيذ تهديدها، في الوقت الذي حذرت فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، من أن أي عملية عسكرية واسعة في رفح ستُخلّف "كارثة إنسانية كبرى".
وتزامنت تلك التصريحات مع تحذير "الدفاع المدني" في قطاع غزة، الإثنين، من أن طواقمه ستكون عاجزة عن تلبية استغاثات المواطنين إذا وسعت إسرائيل هجومها على رفح.
انفجار مُحتمل
أوضح المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن العملية العسكرية التي هددت بها الحكومة الإسرائيلية ستؤدي لتقليص مساحة العمل الإنساني المحدودة بالمقام الأول في قطاع غزة نتيجة للارتفاع كبير في الاحتياجات الإنسانية، فضلا عن الوضع الإنساني المتدهور بالفعل، وبالتالي ستكون مهمة الاستجابة الإنسانية مستحيلة.
وحدد مهنا الموقف الراهن في رفح وسط تلك المخاوف من الاجتياح الإسرائيلي في عدد من النقاط، قائلا:
• قبل السابع من أكتوبر كان يقطن في محافظة رفح قرابة 300 ألف مواطن، حيث تُشكل مساحتها 20 بالمئة فقط من المساحة الكلية لقطاع غزة.
• مع ارتفاع حدة الأعمال العدائية واتساع رقعة العمليات العسكرية خاصة في محافظة خان يونس شهدنا حالات نزوح بشكل كبير على مدار الأسابيع الماضية، مما جعل هناك أكثر من 1.4 مليون نازح يتكدسون في محافظة رفح، ويعيشون في ظروف إنسانية بائسة داخل خيام أو شبه خيام.
• النازحون منعزلون عن الوصول التام للخدمات الأساسية كالمياه والصرف الصحي، وسط تفشّ للأمراض المعدية، فضلا عن برودة الجو والأمطار، وصعوبة يومية في الحصول على الغذاء، والذي حال توافره يكون بأسعار مرتفعة جدا بسبب التضخم الكبير نتيجة للحرب.
• على الرغم من استمرار العمليات العدائية ومحدودية الدعم الإنساني الذي يدخل إلى قطاع غزة وغياب التدابير الأمنية اللازمة لنقل هذا الدعم الإنساني لمختلف أنحاء القطاع في الشمال والجنوب، يأتي الحديث عن عملية عسكرية في رفح، والذي لن يؤدي سوى إلى مزيد من الضحايا، وكارثة وشيكة.
مناشدة الدفاع المدني
ناشد الدفاع المدني بغزة، المجتمع الدولي بإغاثة آلاف المواطنين النازحين في منطقة رفح بعد تعرض كثيرين منهم لأمراض معدية في ظل ظروف إيواء سيئة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل في بيان حصل موقع "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه إن "المواطنين النازحين يعانون الأمرين في منطقة رفح، حيث يعيشون بين برودة الطقس وشح الغذاء والخوف من القصف الإسرائيلي"، محذرا من ارتكاب إسرائيل مزيدا من الجرائم الإنسانية في رفح التي تأوي مئات آلاف النازحين.
وشدد على أن طواقم الدفاع المدني ستكون عاجزة عن تلبية نداءات واستغاثات المواطنين الأمر الذي ينذر بسقوط آلاف الضحايا من المواطنين في ظل تدمير إسرائيل معظم قدرات الدفاع المدني وانعدام وجود المستشفيات والمؤسسات التي تقدم الخدمات والرعاية الصحية.