نُصبت خيمة أسرة أبو مصطفى أمام السياج الخرساني والمعدني المرتفع، الذي يفصل قطاع غزة عن مصر في مدينة رفح، وهي آخر مكان آمن نسبيا في القطاع الفلسطيني الذي دمره الهجوم العسكري الإسرائيلي، إلا أنها ربما تتعرض أيضا لهجوم الآن.
وأفراد أسرة أبو مصطفى من بين أكثر من مليون فلسطيني يتكدسون حاليا في المنطقة المحيطة برفح، ويخشون من أنه لم يبق أمامهم أي مفر داخل القطاع الصغير الذي تحول على نطاق كبير إلى أنقاض ولا يزال القتال مستعرا فيه.
وقالت ليلى أبو مصطفى: "يعني نحن كل يوم متشحططين ونازحين، والنزوح هذا صعب عليَ يعني عشان عندي بنتين معاقات وما أقدرش أحمل وأودي وأجيب، ولا عندي سيارة".
وأضافت: "إذا هناك نزوح أنا مش طالعة من هون".
وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوضع خطة لإجلاء المدنيين المحتشدين في رفح سواء في خيام بالشوارع أو في مناطق خالية أو على الشاطئ أو، مثل أسرة أبو مصطفى، على الشريط الرملي الممتد بطول الحدود المصرية.
وتقول وكالات إغاثة إن أي هجوم على المدينة سيكون كارثيا في حرب أحدثت بالفعل مآسي لا تُوصف.
خطة إجلاء المدنيين
كرر نتنياهو في مقابلة من المزمع إذاعتها على شبكة إيه.بي.سي الأميركية الأحد أن القوات الإسرائيلية ستهاجم رفح لكنه قال إنهم يعدون "خطة تفصيلية" للمكان الذي يمكن أن يتوجه إليه المدنيون هناك.
وقال نتنياهو "سنفعل ذلك. سنجد كتائب حماس الإرهابية المتبقية في رفح".
وأضاف: "سنفعل ذلك مع توفير ممر آمن للسكان المدنيين".
عائلة أبو مصطفى
وأمام السياج الحدودي الذي تعلوه أسلاك شائكة، تعلّق أسرة أبو مصطفى ملابسها المغسولة بين الخيام. وتطهو الأسرة أي قدر ضئيل من الطعام يحصلون عليه في عبوات صفيح فارغة فوق نار على الرمل.
وقالت مريم إن الخوف من شن هجوم على رفح هو الشغل الشاغل في كل حوار بالمدينة المكتظة. ومريم امرأة فرت من منزلها في مدينة غزة في أوائل الحرب مع أبنائها الثلاثة، خمسة وسبعة وتسعة أعوام.
وأضافت مريم: "مش قادرة أوصف شعوري، حاسة إنه في عاصفة جوات راسي، وأولادي كل شوي يسألوني، إسرائيل بدها تجتاح رفح؟ طب وين نروح؟ راح نموت؟ وما عندي إجابات".