قال مسؤولان مصريان ودبلوماسي غربي، الأحد، إن "القتال في رفح قد يؤدي إلى إغلاق الطريق الرئيسي لدخول المساعدات إلى غزة".
ولوحت مصر بتعليق معاهدة السلام المبرمة مع إسرائيل في حال إرسال الجيش الإسرائيلي لقوات إلى مدينة رفح الحدودية المكتظة بالسكان في قطاع غزة.
ويأتي التهديد المصري بتعليق معاهدة السلام والتي تمثل حجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي بالمنطقة منذ ما يقرب من نصف قرن، بعد قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إرسال قوات إلى رفح "أمر ضروري لتحقيق النصر" في الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر على حركة حماس.
وفر أكثر من نصف سكان قطاع غزة - البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة - إلى رفح هربا من القتال في مناطق أخرى، وتكدسوا داخل مخيمات مترامية، وملاجئ تديرها الأمم المتحدة بالقرب من الحدود مع مصر.
وتخشى الحكومة المصرية تدفقا جماعيا لمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، والذين قد لا تسمح لهم إسرائيل بالعودة أبدا.
أين يذهب المدنيون؟
في مقابلة مع برنامج "هذا الأسبوع مع جورج ستيفانوبولوس" على قناة "أي بي سي نيوز"، أشار نتنياهو إلى أن المدنيين في رفح يمكن أن يفروا شمالا، مضيفا أن هناك "الكثير من المناطق" التي تم تطهيرها من قبل الجيش، وأن إسرائيل تعمل على تطوير "خطة تفصيلية" لنقلهم.
بيد أن الهجوم تسبب في دمار واسع النطاق، خاصة في شمال غزة، وما يزال القتال العنيف يدور وسط غزة ومدينة خان يونس الجنوبية.
ومن الممكن أن تؤدي عملية برية في رفح أيضا إلى إغلاق معبرها، ما يؤدي إلى قطع السبيل الوحيد لإيصال الإمدادات الغذائية والطبية التي تشتد الحاجة إليها.
وقامت مصر بتحصين حدودها مع غزة بشكل كبير، حيث أقامت منطقة عازلة بطول 5 كيلومترات وجدرانا خرسانية فوق وتحت الأرض.
ونفت القاهرة المزاعم الإسرائيلية بأن حماس ما تزال تدير أنفاق تهريب تحت الحدود، قائلة إن القوات المصرية تتمتع بالسيطرة الكاملة على جانب الحدود.
لكن المسؤولين المصريين يخشون من أنه إذا تم اختراق الحدود، فلن يتمكن الجيش من وقف موجة من الفارين إلى شبه جزيرة سيناء.