تتزايد المخاوف من التداعيات الانسانية والصحية والاقتصادية الخطيرة التي يمكن أن تنجم عن خروج نحو 95 في المئة من مناطق السودان من تغطية شبكات الاتصالات والإنترنت لليوم الرابع على التوالي.
وتوقفت يوم الأحد خدمات شركات الاتصالات الثلاث "سوداني" و"ام تي ان" و "زين" في معظم مناطق السودان؛ مما تسبب في شلل شبه كامل لأنشطة المصارف وبعض خدمات التحصيل الضريبي والجمركي في موانئ البلاد؛ كما أعلنت سفارات سودانية في الخارج عن وقف أجزاء من خدماتها القنصلية؛ وسط اتهامات متبادلة من طرفي القتال - الجيش والدعم السريع - حول مسؤولية قطع الشبكة.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل تتعرض العديد من مرافق البنية التحتية والمباني العامة لدمار هائل بسبب عمليات القصف الجوي والأرضي من قبل طرفي القتال.
وحذرت 4 منظمات مدنية الخميس من أن يؤدي انقطاع خدمات الاتصالات إلى زيادة معاتاة السكان خصوصا في أوساط العالقين في مناطق القتال.
واعتبرت منظمة "حاضرين" والجمعية الطبية السودانية الأميركية ومبادرة نساء القرن الأفريقي أن قطع شبكات الاتصالات يهدد حياة المدنيين الذين يعتمدون بصورة شبه كلية على التطبيقات البنكية والحلول الأخرى التي توفرها شركات الإتصالات في تعاملاتهم اليومية، كما أنها تُعيق وصول المساعدات الإنسانية، مما يهدد حياة ملايين المدنيين في مختلف بقاع البلاد.
ومن جانبها؛ قالت لجان الطوارئ التي تقدم الخدمات والمساعدات الصحية والإنسانية للعالقين في مناطق القتال في الخرطوم إن قطع شبكات الاتصالات تسبب في تعطيل توصيل الأدوية المنقذة للحياة، وأغذية الأطفال والعناصر المهمة التي تستخدمها النساء للمحافظة على صحتهن الإنجابية والبدنية.
وأوضحت "درج شابات و شباب المحليات في عملية جمع المساعدات وتوزيعها على المتضررين بتكوين مبادرات غرف الطوارئ؛ لكن منذ أيام حدث تذبذب في خدمات الإنترنت والاتصالات، ثم تم قطع الإنترنت والاتصالات نهائيا عن كافة أرجاء البلاد مما تسبب في صعوبة التواصل وعقد الوضع الإنساني في مناطق القتال حيث ظل الآلاف من المواطنين محتجزين".
ويعتمد المتطوعين على شبكة الإنترنت في عملية تواصل المنسقين من اللجان الميدانية وممثلي الأحياء والمانحين.