أطلقت جماعة الحوثي في اليمن مناورات أجرت فيها محاكاة لاقتحام مستوطنة إسرائيلية، لكن الفيديوهات المنشورة عنها أثارت جدلا عندما تضمنت وجود طفل بين القيادات في المناورة.
وأظهرت مقاطع الفيديو الصور محاكاة لعملية اقتحام مستوطنات وثكنات عسكرية إسرائيلية.
وتأتي المناورات في وقت تقترب فيه إسرائيل وحماس من إبرام صفقة تبادل تفضي إلى وقف الحرب الدائرة في القطاع منذ 4 أشهر.
وتخللت المناورات استخدام كثيف للأعلام الفلسطينية بحوزة عناصر الحوثي، بينما جرى وضع أعلام إسرائيلية على أهداف تمثل مقرات سيطرة ومستوطنات إسرائيلية.
لكن الفيديوهات وجدت ردود فعل متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تساءل البعض عن أهمية هذه المناورات التي تحاكي عمليات من "المسافة صفر"، بينما يفصل بين اليمن وإسرائيل آلاف الكيلومترات.
ولوحظ وجود أحد الأطفال في العرض الأساسي لمراحل المناورة على الخريطة الميدانية، وكان مرتديا زيا عسكريا، وهو ما أعطى انطباعا احتفاليا وليس جديا للتدريب العسكري.
واستخدمت ميليشيات الحوثي مجسمات "قماشية" لمحاكات الأهداف الإسرائيلية، واستعانت بمسيرات صغيرة لإسقاط قنابل على الأهداف.
إثبات الحضور
يرى الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء سمير فرج أن جماعة الحوثي أراد من خلال هذا العرض العسكري إرسال مجموعة من الرسائل للمنطقة والدول الإقليمية هدفها استعراض القوة وإثبات الحضور في مشهد الصراع المتأجج في الوقت الراهن.
ويقول فرج لـ"سكاي نيوز عربية" إن الجماعة اعتادت على توظيف الأطفال في مثل هذه المشاهد كنوع من استراتيجياتها التي تعتمد على تجنيد الأطفال من خلال عمليات غسيل مخ، وتنشأتهم على القتال في صفوفها.
استعراض وليس تدريبا
من جهته يقول الخبير الأمني والاستراتيجي فواز كاسب العنزي لـ"سكاي نيوز عربية" إن "الطفل اليمني البريء الذي ظهر اليوم في التدريبات العسكرية للتنظيم قد أصبح مثل الكثيرين غيره ضحية وورقة في يد الحوثي وطهران تعلب بها لأدلجته وتجنيد المزيد والمزيد من الأعضاء تحت مزاعم تحرير القدس من إسرائيل".
"كما أن ظهور طفل وسط عدد من الضباط أمام خريطة مجسمة لمراحل المناورة، يعطي انطباعا بعدم جدية التدريبات، حيث تعد حفلة دعائية لا أكثر، لا تشتمل على مراحل قتالية واقعية"، على حد تعبيره
ويرى العنزي أن مثل هذه التدريبات هي "رسالة للشعب اليمني في المقام الأول الذي يعاني ويلات الحرب منذ سنوات ويئن تحت وطأة ظروف صعبة ومن السهل خداعه بالشعارات التي يسوق لها الحوثي نظرًا لانتشار الأمية وفقر الوعي".
أيضا ينوه الكاتب والمحلل سعد عبد الله الحامد منذ سيطرة الحوثيين على اليمن وخلال الحرب التي استمرت نحو ثمان سنوات، استغلت جماعة الحوثي الأطفال في العمليات العسكرية وقد كان ذلك محل انتقاد من جانب الأمم المتحدة والجهات المعنية بالطفل على مستوى العالم.
ويرى الحامد أن الجماعة تحاول استغلال شعارات نصرة غزة في الوقت الراهن للتسويق لنفسها محليا وعربيا في حين أنها لم تنفذ أي إجراءات حقيقة تستهدف نصرة فلسطين، لكنها تحاول توظيف المشهد الإقليمي الراهن لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة، وكل ما يحدث اليوم من جانب الحوثي لا يعدو كونه بروباجندا سياسية.
مناورات استهلاكية
كذلك يرى الكاتب والباحث في العلاقات الدولية الدكتور أحمد الشهري، أن ما تقوم به جماعة الحوثي سواء في البحر الأحمر أو من تدريبات ومناورات ليس لها علاقة بفلسطين وغزة واقعياً بل هذه مجرد شعار للاستهلاك الداخلي.
ويقول الشهري لـ"سكاي نيوز عربية" إن الحوثي يحاول التمدد نحو مأرب وشبوة التي يسعى جاهداً للسيطرة عليهما وبسط نفوذه على جغرافية اليمن في ظل ضعف الشرعية وتراجع الدعم الدولي لإنهاء الحوثي واعادة الشرعية لصنعاء.
ويضيف: "من سياسة الحوثي في بسط سلطته تفخيخ عقول الأطفال وطلبة المدارس والجامعات حتى يضمن ولاء الأجيال القادمة في ظل نبذ المجتمع اليمني لفكر هذه المليشيا".