هجمات عسكرية إيرانية في أكثر من دولة، تعقد وتربك حسابات المشهد الأمني في المنطقة التي باتت معبئة بالتوتر.
ففي باكستان نفذت إيران هجمات بواسطة الصواريخ وطائرات مسيرة واستهدفت جيش العدل في منطقة بلوشستان جنوب غرب باكستان،
وسط تنديد من الخارجية الباكستانية التي قالت إن ماحدث انتهاك غير مبرر.
وقبل ذلك، شن الحرس الثوري الإيراني هجمات صاروخية على مدينة أربيل في كردستان العراق ضد مواقع يقول إنها لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، لكن سلطات الإقليم تنفي ذلك وتؤكد أنها مواقع مدنية.
أما سوريا المجاورة جغرافيا للعراق، فقد شن الحرس الثوري أيضا هجمات على أماكن قال أنها تتبع تنظيم داعش، لافتا إلى أن القصف يأتي في سياق الرد، على تفجيرين انتحاريين وقعا في كرمان جنوب إيران.
وبحريا، فإن البحرية الأميركية احتجزت سفينة قبالة سواحل الصومال متجهة للحوثيين من إيران على متنها رؤوس حربية لصواريخ إيرانية.
ومع هذه الضجة العسكرية التي أحدثتها إيران فإنها فإن تصريحات مسؤوليها حملت تناقضا، فبينما يقول وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان، إن طهران تسعى إلى الاستقرار في المنطقة ولا ترحب بتوسع نطاق الصراع، يؤكد وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا أشتياني إن بلاده لا تضع أي حدود في الدفاع عن مصالحها.
ويبقى التذكير بالمواقف الايرانية السابقة المنددة بأي ضربات تركية أو للتحالف الدولي في سوريا والعراق بحجة انتهاك السيادة.
لماذا ترد إيران بمحيط الأهداف الأميركية؟
وفي حوار له لغرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية" يقول مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الإيرانية مصدق بور حول العملية التي قام بها للحرس الثوري على مدينة أربيل:
- وجود اختلاف بين الروايتين العراقية والإيرانية حول دواعي وأسباب الاستهداف.
- استغلال واستفادة إيران للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة بحق كل دولة الدفاع والرد على مصادر التهديد.
- وجود معلومات استخباراتية تؤكد أن المنزل الذي تم استهدافه لم يكن سكنيا، وإنما ثالث أهم مقر للموساد بالمنطقة.
- يعتبر هذا الاستهداف ردا من إيران عن العمليات التي تم فيها استهداف وكلائها في المنطقة.
- ما قامت به إيران هو ردة فعل لما تقوم به إسرائيل في المنطقة.
- تعد القضية الفلسطينية القاسم المشترك بين إيران ومحاور المقاومة في اليمن والعراق ولبنان.
تصفية الحسابات
من جهته، يؤكد الكاتب والباحث السياسي نجم القصاب في حواره لغرفة الأخبار تحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات بين إيران، مضيفا:
- على إثر عزل إيران دوليا وإقليميا من قبل الولايات المتحدة باتت العراق أرضا لتصفية الحسابات بينهم.
- تأكيد رئيس اللجنة المكلف من قبل رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، أن المنزل المستهدف ليس له أي صلة بالرواية الإيرانية ولا انتماء له للموساد الإسرائيلي.
- الإقرار باستمرار إيران في اعتداءاتها على السيادة العراقية.
- إيران لا تملك الحق في تجاوز السلطات العراقية في استهداف منزلها، إذا تم إثبات اتهاماتها.
- استغلال إيران للخلافات بين إقليم كردستان، والحكومة العراقية لتأجيج الرأي العام في العراق.
- مفاجأة الحكومة العراقية الجميع بتجاوبها ودعمها لحكومة أربيل، متجاوزة كل التوقعات.
- القوة الأميركية الحالية ليست مثلما كانت في فترة الجمهوريين.
- لا يمكن استخدام القوة بتعلة الوقوف مع القضية الفلسطينية والزج بالعراق في حروب جانبية.
اليمن الأكثر توترا
ويضيف رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذحجي:
- تعتبر اليمن المنطقة الأكثر توترا بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.
- توفر الأراضي اليمنية الظروف المطلوبة لإيران لتنفيذ تجاربها الاستراتيجية والتكتيكية في تحديها للولايات المتحدة، وهذا ما لا يتوفر في المناطق الأخرى التي تقع تحت سيطرتها.
- تحكم إيران في ثاني أهم مضيق في المنطقة مما تسبب في أزمات تجارية واقتصادية دولية الى جانب جرها للولايات المتحدة للاشتباك.
- الوضع في اليمن غير عادي ومُخيف على المستوى العالمي، بسبب قدرة الحوثيين على التصدي للضربات الجوية والتعامل الفعال مع تفاصيل الأحداث. والتعامل مع التضاريس المعقدة للمنطقة.
- تدير إيران لعبة واسعة النطاق بعيدًا عن أراضيها في ظل التحولات الخطرة التي تشهدها المنطقة وتعثر مسارات التسوية السياسية في المنطقة لكي تستفيد في مفاوضاتها.
- تأكيد قوة التحالف بين الحوثي وإيران في المنطقة، مما جعلهما قوة متواجدة ومؤثرة في الساحة السياسية والعسكرية.
- سعي الولايات المتحدة إلى عدم توسيع نطاق الحرب.
- تواتر عديد الظروف جعلت من الحوثي خطرا في المنطقة تهدد الأمن.
- الحوثيون سيذهبون حتى الخطوة الأخيرة في عملياتها وهو ما يجعلها خطرا استراتيجيا حول العالم يجب التعامل معه.