تتوالى تداعيات الهجوم الإيراني على عاصمة إقليم كردستان العراق، أربيل، حيث استدعى العراق سفيره لدى إيران، الثلاثاء "للتشاور"، بعد الضربات الصاروخية التي شنتها طهران الثلاثاء.
وأكدت الخارجية العراقية، في بيان أنها "استدعت سفير جمهورية العراق لدى طهران نصير عبد المحسن، لغرض التشاور على خلفية الاعتداءات الإيرانية الأخيرة على أربيل، والتي أدت إلى سقوط عدد من الشهداء والمصابين".
لجنة تحقيقية
أكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، الذي وصل أربيل على رأس وفد أمني رفيع من بغداد، أن ادعاءات استهداف مقر للموساد في أربيل لا أساس لها من الصحة.
وقال الأعرجي، في تدوينة على منصة إكس "أطلعنا ميدانيا وبرفقة أعضاء اللجنة التحقيقية، على منزل رجل الأعمال المستهدف ليلة أمس في أربيل، وتبين أن الادعاءات التي تتحدث عن استهداف مقر للموساد لا أساس لها من الصحة".
وأضاف "نواصل الاجتماعات مع الأجهزة الأمنية في الإقليم، وسنرفع التقرير للقائد العام".
وفي وقت سابق، استدعت الخارجية العراقية القائم بالأعمال الإيراني في بغداد وسلمته مذكرة احتجاج أعربت فيها عن إدانتها واستنكارها الشديدين للاعتداء الذي تعرضت له عدد من المناطق في أربيل.
وسبق ذلك صدور بيان عن وزارة الخارجية العراقية أدانت فيه "العدوان" الإيراني على أربيل الذي أدى لسقوط ضحايا من المدنيين في مناطق سكنية، وذلك بعدما قال الحرس الثوري الإيراني إنه هاجم "مقر تجسس" إسرائيليا في إقليم كردستان العراق.
وجاء في البيان أن الحكومة العراقية ستتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد هذا السلوك الذي تعتبره انتهاكا لسيادة العراق وأمن شعبه، بما يشمل تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي.
ما خطورة هذا الاستهداف؟
يحذر خبراء ومراقبون من أن هذه الضربات التي استهدفت أربيل، تشكل معطى خطيرا على أن مرحلة جديدة من التصعيد في المنطقة قد بدأت.
وحذر الخبراء من تحويل العراق إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية دولية، وطالبوا بموقف عراقي موحد من هذا الهجوم الذي ينذر بجر البلاد لأتون صراعات واسعة.
يقول رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية رائد العزاوي، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية:
- هذا الهجوم هو تحول خطير وعلامة فارقة في مسلسل الاستهدافات الإيرانية، وهو اعتداء صارخ على سيادة العراق وسلامة مواطنيه ووحدة أراضيه.
- إيران تدفع، كما هو واضح، نحو إشعال المنطقة برمتها من العراق للبحر الأحمر، عبر حجج واهية وغير منطقية كما هي الحال في الهجوم على أربيل، حيث أن الأهداف التي ضربت هي مدنية بحتة.
- هذا الهجوم يرقى لإعلان حرب على العراق، وهو لن يعجل في الانسحاب الأميركي من البلاد كما تعتقد طهران، ولهذا فالضغط بهذه الطريقة لن يجدي نفعا كون وجود قوات التحالف الدولي هو وفق اتفاقات أمنية مع بغداد.
- ردود الفعل العراقية الحازمة مهمة في التصدي لهذا الهجوم، والتي رفدتها ردود فعل دولية رافضة لهذا الاعتداء الذي يشكل "حماقة كبرى"، وقد تقود لانزلاق الأوضاع في عموم المنطقة نحو المزيد من التصعيد والتوتر.
- ما علاقة ضرب مدنيين أبرياء عراقيين في أربيل، بدعم غزة المزعوم؟ وما علاقة ذلك بالرد على هجمات كرمان التي تبناها تنظيم داعش؟!
- من الضروري عدم ترك هذا الهجوم دون ردود فاعلة دبلوماسيا واقتصاديا وسياسيا، ومن المهم هنا إشارة بيان الخارجية العراقية لرفع المسألة لمجلس الأمن الدولي.
من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي طارق جوهر، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية:
- مع الأسف إيران وتركيا تواصلان بشكل منتظم انتهاك السيادة العراقية، وخاصة من بوابة إقليم كردستان، واستهداف مناطق واسعة منه، ولا سيما في المناطق الحدودية، لكن الخطير هذه المرة، ورغم أنها ليست أول ضربة من نوعها، هو استهداف مناطق مدنية وسكنية في عاصمة الإقليم.
- الطريق إلى غزة لا تمر من أربيل، وهذا الهجوم المدان يجب أن يدفع بغداد وأربيل لاتخاذ موقف صارم منه، وجعله مناسبة لوضع ملف الاعتداءات الإيرانية والتركية المتواصلة على رأس الأجندة العراقية، وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة.
القصف على أربيل
يشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني كان قد شن هجوما صاروخيا، في وقت متأخر من يوم الاثنين، على ما أسماه "مقر تجسس" إسرائيلي في حي راق بالقرب من مجمع القنصلية الأميركية مترامي الأطراف في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، وعلى أهداف مرتبطة بتنظيم داعش، شمالي سوريا.
وقال الحرس في بيانه، الثلاثاء، إنه أطلق 4 صواريخ من طراز "خيبر" على مواقع تنظيم داعش في إدلب بسوريا و11 صاروخا باليستيا دقيقا على إقليم كردستان العراق، حيث قال إنه أصاب مركزا للموساد، وكالة الاستخبارات الإسرائيلية.
ونفى مسؤولون عراقيون ان يكون المبنى مرتبطا بالموساد.
وقال مسرور البرزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان العراق في مؤتمر صحفي بدافوس، حيث يحضر فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي يوم الثلاثاء "لا سبب يدعو لشن هذه الهجمات. وهي لن تمر دون رد".
أدى الهجوم في أربيل إلى مقتل 4 أشخاص على الأقل، من بينهم بشرو دزيي، وهو رجل أعمال محلي بارز يمتلك شركات للعقارات والخدمات الأمنية، إلى جانب أفراد من عائلته.