جدد رئيس وزراء السودان السابق زعيم تحالف "تقدم" عبد الله حمدوك دعوته للأطراف المتقاتلة، من أجل وقف الحرب المستمرة في البلاد منذ منتصف أبريل من العام الماضي.
وقال حمدوك في حسابه على منصة "إكس"، "تويتر" سابقا: "خاطبت القائد العام للقوات المسلحة السودانية (عبد الفتاح البرهان) لحثه على قبول طلب الاجتماع المباشر مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، لاغتنام الفرصة التي لاحت لإيقاف الحرب التي تم التعبير عنها في إعلان أديس أبابا الموقع بين (تقدم) وقوات الدعم السريع، الذي أبدت فيه قوات الدعم السريع استعدادها التام لوقف غير مشروط للعدائيات عبر تفاوض مباشر مع القوات المسلحة".
وتابع في وقت مبكر من صباح الخميس: "هذه الفرصة للسلام يجب ألا نضيعها، وأن نعمل وسعنا لوقف الحرب وبناء سلام مستدام في بلادنا الحبيبة. إننا نمد أيادينا نظيفة من غير سوء للوصول لحل سلمي تفاوضي ونأمل أن تستجيب الأطراف المتقاتلة لذلك حتى نرفع المعاناة عن كاهل شعبنا، ونبني وطننا على أساس جديد يجعل حرب 15 أبريل آخر حروب السودان، ليعقبها سلام مستدام".
والثلاثاء قالت قوات الدعم السريع إنها مستعدة لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار عبر التفاوض مع الجيش، بعد أن وقعت إعلانا مع تحالف "تقدم" المدني ودعت الجيش إلى أن يحذو حذوها.
وتدور الحرب منذ 9 أشهر في السودان، الذي يواجه الآن أكبر أزمة نزوح في العالم، ودمرت الحرب بنيته التحتية وأثارت تحذيرات من مجاعة وشيكة.
ولم تتمخض محاولات إنهاء الصراع من خلال مفاوضات بقيادة السعودية والولايات المتحدة عن شيء حتى الآن، ولم يحترم طرفاه الاتفاقات السابقة لحماية المدنيين.
وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن الإعلان الذي يتضمن أيضا التزامات بإعادة ملايين النازحين إلى ديارهم، وإنشاء ممرات آمنة وإشراك المدنيين في محادثات السلام: "لو الجيش قدم نفس الوثيقة هذه، أنا سأوقعها الآن".
وتتهم الولايات المتحدة قوات الدعم السريع بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، واعتذر حميدتي الثلاثاء عن "انتهاكات"، وقال إنه سيتم التعامل مع مرتكبيها.
وأعلنت قوات الدعم السريع عودة الشرطة والأسواق في بعض المناطق الخاضعة لسيطرتها، لكن السكان ومراقبي حقوق الإنسان يقولون إن الجنود احتلوا منازل ونهبوها واعتقلوا مدنيين وقتلوهم في بعض الأحيان.
وميدانيا، اشتد القصف المدفعي بين الجانبين في الخرطوم في الأيام القليلة الماضية.
واتهمت واشنطن الجيش، الذي نفذ ضربات جوية واسعة النطاق، بارتكاب "جرائم حرب" أيضا، وهو ما ينفيه.
ولم يتضح بعد مدى احتمال ترحيب الجيش بالإعلان، لكنه يتهم القوى المدنية بالتحالف مع قوات الدعم السريع، وهو ما ينفيه حميدتي.
وقال حمدوك، الذي أطاح الجيش حكومته في أكتوبر 2021: "دعونا قيادة القوات المسلحة. ونتوقع ونأمل أن تستجيب لدعوتنا بالإيجاب".
وقبل البرهان وحميدتي دعوة من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) لعقد اجتماع، لكنه لم ينعقد بعد، وأشار حميدتي إلى مشكلات.