يتوقع خبراء أن عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري أن يؤذن بانتقال حرب غزة إلى مرحلة اعتماد إسرائيل على "انتصارات الاغتيالات".
هذا التوجه الإسرائيلي، وفق تعليق محللين سياسين لموقع "سكاي نيوز عربية"، قد يعني أيضا المخاطرة بأن يكون رد فعل الفصائل الفلسطينية مساويا بأن تشن عمليات اغتيال تستهدف إسرائيليين في الخارج، كما يهدد مساعي لم الشمل بين الفصائل الفلسطينية والتي كان يؤيدها العاروري.
وأسفرت غارة إسرائيلية على منزل في منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية ببيروت عن مقتل العاروري واثنين من كتائب عزب الدين القسام، الذراع العسكري لحماس، الثلاثاء، وفق ما أفاد به تلفزيون الأقصى التابع لحماس.
وجاء هذا بعد قليل من جولة قام بها وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت في قطاع غزة، الثلاثاء، لتقييم لأوضاع القوات الإسرائيلية هناك، وقال فيها: "الإحساس لدى البعض أننا في طريقنا لوقف القتال هو إحساس خاطئ، فبدون انتصار واضح لن نستطيع العيش في الشرق الأوسط".
اتساع الحرب
لا يستبعد المحلل السياسي محمود جابر أنه بعد هذه العملية، فإن حزب الله سيدخل المعركة وبقوة على أساس الدفاع عن نفسه أمام إسرائيل التي تستهدف مناطق تواجده.
كما قد تذهب إسرائيل إلى توجيه ضربة لقلب طهران لتقول للعالم إنها دولة قوية، إلا أنه يؤكد أنه حتى لو نجحت في تجاوز غزة، فإن ذلك لن يعني انتصارا لها، ولن يرد الاعتبار لسمعتها كذراع طولى في المنطقة؛ بل سيكون مجرد رد فعل على ما تلقته في هجوم 7 أكتوبر ضدها.
ويتفق المحلل السياسي اللبناني، فادي عاكوم، في أن اغتيال أحد قادة حماس في الضاحية الجنوبية يذهب بحزب الله إلى أتون المعركة والتصعيد مع إسرائيل، ويعني توجه تل أبيب لتنفيذ عمليات الاغتيالات ضد قادة حماس في الدول التي يتواجدون بها، وليس لبنان فقط.
اختراق حماس
من ناحية أخرى، يصف المحلل السياسي الفلسطيني، زيد الأيوبي، ، اغتيال العاروري، والذي يصف بـ "قائد أركان حماس" ومهندس عملية طوفان الأقصى"، بأنه ضربة قوية للحركة؛ نظرا لدوره الكبير في عمليات التسليح والتخطيط العسكري والتمويل.
كما اعتبر أن الاغتيال يكشف أمورا، منها وجود اختراق كبير للحركة وكذلك لحزب الله، قائلا: "إن قيادي بمثل حجم ودور العاروري يعني أن يكون أكثر تأمنيا، في ظل إعلان مجلس الحرب في اسرائيل عزمة تنفيذ عمليات اغتيالات ضد قادة حماس وخاصة القادة العسكريين للحركة".
كذلك الاغتيال "يطرح التساؤل عن قدرة حماس على إدارة المعركة بعد غياب العاروري الذي يعد خسارة عسكرية مدوية لها"، وبجانب ذلك، فإن غيابه "يعني نهاية لصوت الوحدة ولم الشمل بين الفصائل الفلسطينية الذي يمثله أمام توجه عدد من قيادات حماس التي تعارض هذه الوحدة".
والعاروري، من مؤسسي كتائب "عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، في تسعينيات القرن الماضي، واعتقلته إسرائيل عدة مرات.
مارس نشاطه في سوريا قبل أن يغادرها إلى لبنان، وشارك في صفقات لتبادل الأسرى مع إسرائيل، أشهرها صفقة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط عام 2011 بوساطة مصرية.