استمرت المعارك الضارية في قطاع غزة، حيث يركز الجيش الإسرائيلي هجومه على مدينة خان يونس جنوبي القطاع، فيما تقول إسرائيل إنها تحضّر لمراحل لاحقة من الحرب.
من جانبها، تؤكد الفصائل الفلسطينية المسلحّة في غزة استعدادها للتصدي للجيش الإسرائيلي، وتقول إنها تكبّده الكثير من الخسائر في العتاد والأرواح.
هجمات عنيفة شنتها الطائرات الحربية والدبابات على مناطق واسعة من مدينة خان يونس مما تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى.
ونقلت وكالات أنباء عن شهود عيان أن خان يونس تشهد قتالا عنيفا بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس في محاور عدة، وسط تقارير عن استعداد إسرائيل لمزيد من التوغل البري.
مصادر صحفية، كشفت أن الزوارق الحربية تطلق قذائف بشكل كثيف على شواطئ دير البلح وخان يونس. فيما أعلنت الفصائل المقاتلة أن مقاتليها دكوا الحشود العسكرية الإسرائيلية بوابل من قذائف الهاون في منطقة عبسان شرق خان يونس.
ويصطدم الجيش الإسرائيلي بمقاومة شديدة في محاور القتال بخان يونس، أمر دفع تل أبيب إلى الاستعانة بألوية جديدة في الميدان. وهذا مؤشر وفق كثيرين، على نية اسرائيل في تحقيق مكاسب عسكرية، قبل نهاية موعد المرحلة الثانية التي حددها الأميركيون من الاجتياح البري، المتوقعة في الأسبوع الأول من الشهر المقبل.
منذ استئناف الهجوم في أعقاب انتهاء الهدنة، يركز الجيش الإسرائيلي عملياته في خان يونس، ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة للقوات الإسرائيلية، التي يؤكد خبراء إنه في حال سيطر الجيش الإسرائيلي على خان يونس فإن المعركة القادمة ستكون أسهل، فيما يرجح آخرون أن حماس تبقي على عدد من الرهائن الإسرائيليين الذين لم تفرج عنهم في المدينة.
قراءة عسكرية
- وفي حوار مع غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، يقدم الباحث الأمني والاستراتيجي محمد المصري قراءة عسكرية لواقع غزة بعد 85 يوما من الحرب المتواصلة ما بين قصف جوي وعمليات برية واسعة على كل قطاع غزه من شماله إلى جنوبه حيث يقول:
- لم تحقق العمليات الإسرائيلية أيا من الأهداف العسكرية المعلنة في اليوم الأول لانطلاق هذه الحرب في 7 من أكتوبر.
- لا إنجازات كبرى في هذه العملية العسكرية لإسرائيل سوى تحرير بعض الرهائن المحتجزين لدى حماس من خلال عمليات التبادل.
- الإعلان قبل بداية العمليات العسكرية عن عجز جيش الاحتلال الدخول أي معركة.
- شكل يوم 7 أكتوبر يوم صدمة ورعبٍ للجيش ترك أثره على الصعيد النفسي لهم فدخلوا الحرب منذ البداية مهزومين.
- دخول الجيش الإسرائيلي الحرب منذ يومها الأول بحالة استهانة واستعلاء دون الأخذ بعين الاعتبار قوة الفصائل الفلسطينية.
- شكلت الأنفاق عاملا مهما دفع بالقوات الإسرائيلية إلى الدخول إلى تراب غزة.
- تأزم الوضع الإنساني في قطاع غزة أمام ارتفاع عدد القتلى المعلن عنهم وغير المعلن إلى جانب الجرحى والمفقودين وتدمير البنى التحتية عمق من الوجع الفلسطيني.
- يشعر الفلسطينيون بالقلق بعد انتهاء الحرب في غزة، حينما يعود المواطن الفلسطيني إلى مسكنه ولا يجد بيته موجودا.
- من الضروري على القيادات الفلسطينية العمل على حماية أبنائها لمنع خروجهم من أرضهم ومن قطاع غزة من خلال الإيواء السريع الذي تعجز إمكانيات السلطة والفصائل الفلسطينية في توفيره.
- دعوة الدول العربية الفاعلة إلى دعم الفلسطينيين والحكومة الفلسطينية لإعادة إعمار غزة.
- وجود نزاعات داخلية بارزة داخل مجلس الحرب بين أفراد الحكومة الإسرائيلية.
- تتجلى رغبة نتنياهو الحالية في الزعم بالانتصار.
- نتنياهو يبيع الأوهام لشعبه من خلال مسألة وجود مفاوضات حول إطلاق الأسرى لكسب الوقت.
- إجماع القرار الفلسطيني بما في ذلك الفصائل والمطالب والعربية والعالمية بوقف العدوان على غزة وعلى شعبها.
كشف ملابسات هجوم 7 أكتوبر
من جهة ثانية، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تحقيقا يكشف ملابسات هجوم 7 أكتوبر وأسباب فشل الجيش الإسرائيلي في التصدي لمقاتلي حماس، لاسيما أن إسرائيل كانت على علم بأن الحركة تخطط لهجوم منذ أكثر من سنة، وفقا للصحيفة.
التقرير يأخذنا إلى صبيحة اقتحام مقاتلي حماس للحدود وصولا إلى المواقع الإسرائيلية. ووفقا للمقال الذي تم الاستناد فيه إلى مصادر مطلعة، فإن القادة العسكريين الإسرائيليين فشلوا في الاستجابة بسرعة لضربات حماس المباغتة، بالرغم من النداءات الأولية.
ويبدو أن القيادة لم تصدر تعليمات لتعزيز الدفاعات إلا بعد مرور ما يزيد على ساعة على بدء عملية التسلل.
أسباب فشل إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي كان يعاني من نقص في التعبئة والجنود كانوا خارج مواقعهم.
- الحقيقة، وفقا لتحريات الصحيفة، هي أن الجيش الإسرائيلي كان يعاني من نقص في التعبئة بل وكان عدد كبير من عناصره خارج مواقعهم.
- التواصل بين الجنود تم عبر تطبيق واتساب بطريقة غير منظمة.
- سوء التنظيم في صفوف الجيش الإسرائيل، دفع بالجنود إلى التواصل فيما بينهم على تطبيق واتساب.
- المنشورات على منصات التواصل كانت مصدر المعلومات الرئيسي.
- كما اضطر الجنود للجوء لما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات.
- الطيارون لجأوا إلى التقارير الإخبارية وقنوات تيليغرام لتحديد أهدافهم.
- وقد اعتمد الطيارون على التقارير الإخبارية وقنوات تيليغرام من أجل تحديد أهدافهم.
- القوات الخاصة الإسرائيلية تسلحت لخوض معركة قصيرة المدة فقط.
- نيويورك تايمز تقول أيضا بأن القوات الخاصة الإسرائيلية تسلحت لخوض معركة قصيرة المدة فقط.
- ضباط إسرائيليون كشفوا أن الجيش لم يحضر أي خطة للتصدي للهجوم.
- ولعل أكثر ما يثير الانتقادات فكرة أن الجيش الإسرائيلي لم يكن يملك أي خطة للرد على هجوم واسع النطاق قد تشنه حماس.
- وهذا ما أقره ضباط حاليون وسابقون داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حاورتهم نيويورك تايمز.
- مصادر عسكرية إسرائيلية أكدت أن تحركات الجنود كانت مرتجلة. وبحسب شهاداتهم، لم يكن هناك تدريب أو تجهيز لمثل هذه الضربة المفاجئة، وأيُ خطة تم تنفيذها ذلك اليوم كانت مرتجلة فقط من طرف الجنود لتدارك الموقف.
وترى الصحيفة الأميركية أن تعامل إسرائيل مع هجوم 7 أكتوبر يتعارض مع المبدأ الأساسي لعقيدتها العسكرية، الذي ينص على أن يكون الجيش دائما في وضع هجوم، علما أن الجهاز الاستخباراتي كان يملك تقارير عن مخططات حماس لشن ضربة منذ أكثر من سنة.
وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية تعهدت بفتح تحقيق بهذا الشأن لكنها أرجأت ذلك لوقت لاحق، قائلة إنها تركز جهودها الآن على درء تهديدات حماس