مع دخول الحرب في غزة أسبوعها الحادي عشر تتصاعد الخلافات بين أعضاء حكومة نتنياهو بشأن إدارة إسرائيل للمعركة في ظل عدم تحقيقها للأهداف المعلنة حتى الآن.
ومع استمرار الحرب يتصاعد السخط الشعبي في إسرائيل ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يصر على مواصلة القتال رغم التكلفة الباهظة للحرب والخسائر الكبيرة في صفوف الجيش.
كما تتزايد الضغوط الدولية والإقليمية على إسرائيل في محاولة التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار، خاصة في ظل محادثات للفصائل الفلسطينية في القاهرة والحديث عن مبادرة مصرية من 3 مراحل للحل.
المبادرة المصرية
على أكثر من مسار تدور مساعي وساطة للتوصل لاتفاق هدنة إنسانية جديدة بين إسرائيل وحماس. التحركات الأحدث تجريها القاهرة هذه المرة.
فقد كشف مصدر سياسي إسرائيلي عن مقترح مصري لعقد هدنة طويلة المدى تتضمن تبادلا لأسرى ومحتجزين بين إسرائيل وحماس وفصائل فلسطينية أخرى. ولم يكشف المصدر تفاصيل إضافية.
وكانت مصادر إعلامية إسرائيلية قد ذكرت سابقا أن وفد حماس الذي زار القاهرة قبل أيام غادرها وفي حوزته مبادرة مصرية من 3 مراحل لإنهاء القتال.
- المرحلة الأولى: وقف إطلاق نار نحو 3 أسابيع وإطلاق 40 محتجزا.
- المرحلة الثانية: مباحثات فلسطينية لتشكيل حكومة تكنوقراط.
- المرحلة الثالثة: إنهاء القتال واتفاق شامل لتبادل أسرى ومحتجزين.
وشهدت وارسو قبل أيام لقاء جمع وزير الخارجية القطري ومديري الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية.
ووفقا لمصادر مطلعة على المفاوضات، أبدت الحكومة الإسرائيلية استعدادا لتهدئة العمليات العسكرية لفترة تتراوح ما بين أسبوعين إلى أربعة، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين بارزين مقابل إطلاق حماس سراح ما بين 30 إلى 40 محتجزا.
وبحسب هذه المصادر، رفضت حماس الدخول في صفقة تبادل قبل وقف إطلاق النار بشكل كامل.
لماذا تصر إسرائيل على مواصلة الحرب؟
ويقول الكاتب والباحث السياسي إيلي نيسان في حديث له لـ "غرفة الأخبار" على "سكاي نيوز عربية" حول المبادرة المصرية لحل الأزمة وإيجاد أرضية لإنهاء الحرب في المنطقة:
- المبادرة المصرية محل نقاش وتحاور في المجلس الحربي الإسرائيلي.
- عرض قسم من المبادرة المصرية في الاجتماع الذي دار مع رئيس الوزراء القطري.
- تواجد بنيامين نتنياهو اليوم بين مطرقة تهديدات بن غفير بالانسحاب من الحكومة في حال وافق نتنياهو على إنهاء الحرب وسندان الليكود من خلال انتقادات الوزير نير بركات حول مسألة خضوع نتنياهو للانتقادات الخارجية.
- يتعرض نتنياهو إلى ضغط الولايات المتحدة من خلال إصرار بايدن على المحافظة على حياة المدنيين العزل في الحرب ومزيد إدخال المساعدات من أغذية ووقود وهو ما يعارضه بن غفير.
- تقوم عائلات المختطفين بدور هام في توجيه الضغوط على نتنياهو من خلال مطالبتهم العاجلة بإعادة أبنائهم.
- رفض الحكومة الإسرائيلية مقترح الولايات المتحدة مسألة إدارة السلطة الفلسطينية للقطاع بعد الحرب.
- موافقة إسرائيل لمسألة هدنة الأسبوع أو الأسبوعين إلى حين الإفراج عن النساء والأطفال والمسنين والمرضى.
- رفض الحكومة الإسرائيلية مطالب حركة حماس بوقف إطلاق النار بشكل كامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
- الحياة السياسية لنتنياهو محسومة ونهاية الحرب ستكشف مزيدا من الصعوبات أصابع الاتهامات الموجهة إليه.
- الحرب الحاصلة الآن ليست حربا تقليدية بل هي حرب من منزل لآخر.
- إذا وافق نتنياهو على وقف الحرب، ستتفكك الحكومة بالكامل.
- وجود انتقادات حول رضوخ الحكومة للمطالب الأميركية بإدخال الوقود للقطاع والذي من شأنه أن يخدم حماس.
- قرب إنهاء إسرائيل للمرحلة الثانية والاستعداد للدخول للمرحلة الثالثة.
- إمكانية تسريح العديد من قوات الاحتياط في إسرائيل خلال المرحلة الثالثة واستمرار القوات الإسرائيلية في المراقبة خصوصاً في خان يونس، حتى يتم القضاء على القوة العسكرية لحركة حماس.
- تأكد إسرائيل من وجود أكثر من 800 كلم من الأنفاق.
- نهب حركة حماس لأموال الفلسطينيين لبناء الأنفاق.
- حرصت إسرائيل فترة الحصار على مد القطاع بالماء الصالح للشراب وإدخال أكثر من 200 شاحنة مساعدات.
نتنياهو برفض فكرة التسوية السياسية
من ناحية ثانية، يقول الوزير الفلسطيني السابق أشرف العجرمي المبادرة المصرية تأتي في ظل غياب المبادرات الإسرائيلية لإيجاد حلول للأزمة سوى مواصلة الحرب، حيث أضاف خلال حديثه لـ "غرفة الأخبار":
- تجمع المبادرة المصرية على عنصرين هامين وهما وقف إطلاق نار بشكل كامل إلى جانب تبادل الأسرى والمحتجزين ودفع مبادرة لإيجاد حل سياسي.
- رفض إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو فكرة التسوية السياسية.
- تمسك حماس بورقة الرهائن والمحتجزين كورقة رابحة لها لإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار في القطاع.
- ضرورة اقتناع نتنياهو باستحالة تحقيق أهدافه في القطاع عسكريا.
- تأكيد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من خلال ارتفاع القتلى في صفوف جنودها في المناطق التي تدعي سيطرتها عليها.
- السبيل الوحيد لإسرائيل للإفراج عن المحتجزين هو التوصل لوقف شامل ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة والبحث في اليوم التالي لما بعد الحرب.
- ضرورة الذهاب إلى تسوية وقف إطلاق النار والحرب.
- التسوية المطروحة تخدم إسرائيل، حيث سيكون بإمكانها تحقيق أهدافها الأساسية وهي تحرير المحتجزين لدى حماس ووجود سلطة فلسطينية جديدة تحكم غزة.
- إجماع العالم والمنظمات الحقوقية حول الجرائم التي يقترفها الإسرائيليون تجاه الشعب الفلسطيني.
- الإجماع عاى أنه لن يكون هناك أمن وأمان في المنطقة إلا حين يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه.
- إسرائيل أمام خيارين لا ثالث لهما إما الحرب أو السلام من خلال حل الدولتين.
هل تمثل المبادة المصرية ضغطا إضافيا على نتنياهو؟
ومن ناحيته، يقول الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية، سكوت أولينغر إن واشنطن تستحسن المبادرة المصرية المطروحة، مضيفا:
- بالرغم من دعم إدارة بايدن لإسرائيل إلا أنها في الوقت نفسه تمارس ضغوطات كبيرة على حكومة نتنياهو بعدم المساس بالمدنيين وإيقاف إطلاق النار.
- أمام تزايد الضغط الأميركي والشارع الإسرائيلي سيجد نتنياهو نفسه مجبرا على الموافقة لإيقاف إطلاق النار.
- يوجد عدم توافق بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو.
- بعد 80 يوما من الأعمال العسكرية في قطاع غزة المكاسب الوحيدة التي تم تحقيقها هي تدمير البنى التحتية لحماس وهي أهداف سهلة ومكاسب صغيرة.
- وجود انقسامات في إدارة بايدن فيما يتعلق بالدعم الأميركي لإسرائيل.
- بمناسبة اقتراب فترة الانتخابات في الولايات المتحدة، يتطلع جو بايدن إلى رؤية نهاية للصراع.
- عدم قدرة الشارع العربي والولايات المتحدة على إقناع إسرائيل بأنه قد تم تدمير حماس وما حصل في السابع من أكتوبر لن يتكرر مجددا.