في زوايا الخيم، المغمورة بمياه الأمطار وتحت الدمار، يرتجف أطفال غزة، ويخترق البرد عظامهم وتتغلغل الأمراض في أجسادهم النحيلة. "أعراض غريبة" تنتشر بين سكان الخيام المبللة ومعلومات عن تفشي أمراض جلدية بين الأطفال.

وكشفت دراسة، أعدها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ونشرت يوم الثلاثاء، أن 71 في المئة من سكان قطاع غزة يعانون من مستويات حادة من الجوع، في ظل ما قال إنه "استخدام إسرائيل التجويع سلاحا لمعاقبة المدنيين الفلسطينيين"، مضيفا أن 98 في المئة من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم "يعانون من عدم كفاية استهلاك الغذاء، بينما أفاد نحو 64 في المئة منهم بأنهم يتناولون الحشائش والثمار والطعام غير الناضج والمواد منتهية الصلاحية لسد الجوع".

كما عرضت الدراسة تداعيات سوء التغذية وعدم توفر مياه صالحة للشرب، إذ قال 66 في المئة من عينة الدراسة إنهم يعانون، أو عانوا خلال الشهر الحالي، من حالات الأمراض المعوية والإسهال والطفح الجلدي.

الواقع

تقول أمال الحمدان (65 سنة) لموقع "سكاي نيوز عربية"، وهي فلسطينية من غزة مقيمة في بيروت، إنها تجد صعوبة كبيرة في الاطمئنان عن أشقائها في جنوب غزة بعد تهجيرهم من شمال القطاع.

وتضيف أمال بغصة: "أعرف القليل عن أخبارهم عبر قريبة تعيش في تركيا تتواصل مع أحدهم".

وتتابع: "أخبارهم لا تسر فأطفالهم يعانون الإسهال الحاد وتطفو على أجسادهم بثور غريبة لا يعرف مصدرها، وهي منتشرة بين نازحي الخيام في ظل تفاقم الظروف الصعبة التي نراها عبر التلفاز والتخوف من فصل العواصف والبرد".

ما أبرز الأمراض المنتشرة في غزة؟

يقول الطبيب الفلسطيني المقيم في بيروت، فرج محمد أبو راضي، الاختصاصي في أمراض الرئة، في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "أسوأ ما يعيشه سكان غزة وأفراد عائلتي وأقاربي من بينهم، هو الوضع النفسي.. وما نشهده في غزة كارثة إنسانية".

ويضيف: "هناك تبعات فورية للقصف، تشمل الوفيات والهرس الجسدي (تهتك الأعضاء) والالتهابات التي ما يزال يعاني منها الجرحى نتيجة الجروح غير النظيفة، بسبب عدم القدرة على مداواة الجروح".

ويوضح: "غياب الأدوية والوقود يفاقم الأزمة، خاصة أن الآلات والمعدات الطبية تعمل بالكهرباء، ومنها أجهزة التنفس الاصطناعي وغسيل الكلى".

أخبار ذات صلة

قبل مقتل 3 رهائن بالخطأ.. كلب للجيش الإسرائيلي وثق ما حدث
بالهدم يوميا.. كشف ملامح خطة المنطقة العازلة في غزة

ويتابع: "شقيق زوجتي طبيب في إحدى مستشفيات غزة كلما تحدثنا إليه نشعر بظروفه النفسية القاهرة فنختصر الكلام معه ليسود الصمت".

ويبرز: "من خلال متابعتنا عبر الإنترنت لبعض حالات الأصدقاء هناك، فإن الأوضاع الصحية أكثر من سيئة وتنقسم إلى فئات عدة وكلاها لا تقل خطورة عن الأخرى"، وهي على الشكل التالي:

  • إسهال ناتج عن عدة أنواع من البكتيريا ومنها" إيكولاي" و"السالمونيلا".
  • الكبد الوبائي.
  • أمراض جلدية نتيجة نقص الماء والتعقيم وخصوصا الجرب والالتهابات الجلدية.
  • أمراض الجهاز التنفسي ومنها الإنفلونزا والتهابات الرئة.
  • سوء التغذية، خصوصاً عند الأطفال الصغار الرضع.

ويشدد أبو راضي على أن خطر انتشار الكوليرا "بات أكبر من أي وقت مضى".

كما يضيف: "تفاقمت أوضاع النساء الحوامل والولادات الجديدة نتيجة انخفاض المتابعة الدورية للحوامل ونقص المستشفيات العاملة".

أعراض غريبة

من جهته، يقول طبيب الأمراض الجلدية، جمال حسن، في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية" (وهو على تواصل مع أطباء غزة)، إن "تراكم النفايات في غزة زاد من انتشار الفئران والحشرات حسب التقارير الواردة من هناك".

ويضيف: "تشير التقارير كذلك إلى أعراض غريبة أبرزها الصداع والحمى والقيء مع آلام في الظهر والجسم لدى معظم النازحين من مختلف الفئات العمرية"، سيما وأن "الصور المتناقلة تشير إلى عيش ما لا يقل عن 30 شخصا في خيمة واحدة".

ويتابع: "ثمة أمراض وأعراض غريبة قد تبدأ في الانتشار بين النازحين وقد تظهر على الجسم على شكل بثور في البداية".

ويستطرد: "بسبب مثل هذه الأعراض يمكن لحامل المرض نقل العدوى إلى غيره ما يتطلب عزل المصابين".