فيما تحتدم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، تتواصل الجهود الإقليمية والدولية، على أمل التوصل إلى حل يوقف إطلاق النار، لا سيما مع تزايد أعداد الضحايا من المدنيين الفلسطينيين في القطاع، من جراء القصف الإسرائيلي الكثيف. أو التوصل لاتفاق تبادل بين حماس وإسرائيل من خلال هدنة إنسانية جديدة.
وخلف هذه الجهود، تلوح في الأفق مؤشرات تمهد الطريق نحو هدنة، إذ أعلنت الخارجية الأميركية عن إمكانية التوصل لهدنة إنسانية ممتدة في غزة، في حال وافقت حماس على إطلاق سراح المحتجزين بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وتأتي هذه المؤشرات الجديدة، عقب تأكيد مصادر مصرية وقطرية، بانفتاح كل من إسرائيل وحركة حماس على مفاوضات بشأن هدنة جديدة، وحديث وسائل إعلام إسرائيلية بحصول رئيس الموساد على ضوء أخضر، لإجراء صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
موقع والا الإسرائيلي هو الآخر ونقلا عن سياسيين إسرائيليين ومصدر غربي مطلع، كشف عن عرض قدمته حكومة نتنياهو على حركة حماس عن طريق قطر، يقضي بهدنة تمتد لمدة أسبوع على الأقل، لقاء الإفراج عن 40 محتجز إسرائيلي.
من جهتها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل باتت مستعدةً لإطلاق أسرى فلسطينيين وصفتهم بالمهمين، حتى ممن أدينوا بعملياتٍ أسفرت عن مقتل إسرائيليين.
بالمقابل علمت سكاي نيوز عربية من مصادر مصرية مطلعة أن وفدا من حركة حماس يضم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، سيزور مصر الخميس المقبل لإجراء مباحثات مع رئيس جهاز المخابرات العامة وكبار المسؤولين.
وحسب المصادر، ستتناول المباحثات إيقافا شاملا لإطلاق النار في قطاع غزة، وتحرير أسرى من قيادات حماس لدى الجانب الإسرائيلي، وإطلاق سراح جميع المحتجزين، وانسحاب للآليات العسكرية إلى حدود غلاف غزة، إلى جانب بحث مستقبل القطاع في إطار سلطة فلسطينية موحدة.
ويبدو من هذه التحركات، أن إسرائيل تواجه ضغطا داخليا متزايدا خاصة من عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس، لإبرام صفقة تبادل جديدة، وإطلاق سراح من تبقى في قطاع غزة، في ظل فشل الخيار العسكري حتى الآن في تحرير الرهائن.
هل ترضخ إسرائيل لهذه الضغوط؟
وردا على ما قيل إزاء صفقة التبادل يقول الكاتب والباحث السياسي أشرف العكة، في لقاء مع سكاي نيوز عربية:
- يتحتم على إسرائيل أن تتحمل عواقب فشلها العسكري، في إطلاق سراح الرهائن عبر الضغط العسكري.
- اعتماد إسرائيل مقاربة فاشلة في حربها على غزة لإنقاذ الرهائن مما أدى إلى تعرضها لضغوط من الشارع الإسرائيلي.
- أصبح ملف الرهائن أهم ملف يؤرق الجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية وأهم من أهداف الحرب الكبرى التي يتحدث عنها نتنياهو وقادة الجيش.
- ضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لتغيير طريقة التعامل الميداني مع الحرب وتقليص حدتها.
- الحاجة الماسة لإسرائيل لإجراء الصفقة لإعادة تموضعها.
- إمكانية تنازل حماس عن بعض الشروط من أجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين لهم وزن خاص على الساحة الوطنية الداخلية.
- الإفراج عن مروان البرغوثي ومجموعة من كوادر حركة فتح سيدخل تغييرا كبيرا في المشهد السياسي الفلسطيني.
- المشهد الفلسطيني سيشهد تغيرات كبرى وحراك داخلي كبير بالاتجاه ما يسمى بالسلطة المتجددة.
- تعتمد الولايات المتحدة على استخدام المناورة والتفاوض في مجلس الأمن لتحسين الأوضاع السياسية.
- وجود تغيرات كبرى في داخل المشهد السياسي الفلسطيني على كل المستويات وإقامة حالة توافق وطني فلسطيني والبحث في مستقبل غزة.
- الحاجة الماسة في فلسطين إلى قيادات جديدة في هذه المرحلة.
- تعزيز إسرائيل ضرباتها العسكرية أمام صمود الشعب الفلسطيني لتعزيز تموقعها في القطاع.
- تعمل إسرائيل على تنفيذ المطالب الأميركية والانتقال إلى المرحلة الثانية عن طريق فتح ممرات وإنشاء حواجز أمنية واحتلال غزة بنفس الطريقة التي تفعلها في الضفة الغربية.
- حماس قامت بتصنيف المحتجزين لديها ما بين مدنيين وعسكريين ومجندات، ويتم دفع ثمن محدد لكل فئة.
- وجود جهود أميركية وإقليمية من أجل إنجاح الصفقة وفق مراحل تدريجية.
هل تنجح الدبلوماسية؟
من جهته، يقول يوحنان تسوريف كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إن لتل أبيب هدفين رئيسيين وهما، القضاء على القدرة العسكرية لحماس، وتحرير المحتجزين لديها، مضيفا أنه لتحقيق النجاح في إحدى هذين الهدفين، يجب أن يتم دفع ثمنًا باهظًا.
ويضيف في هذا الصدد قائلا:
- وجود ضغوطات كبيرة من جانب المجتمع الاسرائيلي وخاصة من جانب عائلات المحتجزين.
- دفع الضغوطات الداخلية والخارجية إسرائيل إلى الوصول الى اتفاق حول صفقة جديدة مع حماس.
- إسرائيل مستمرة في الحرب لكنها في الآن ذاته سوف تسلم الرهائن المحتجزين لديها المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإسرائيليين.
- الحديث عن فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها سابق لأوانه كون الحرب ستكون طويلة الأمد.
- صعوبة الوصول إلى اتفاق بين الطرفين حول قائمة الأسرى المطالب تحريرهم من الجانب الفلسطيني.
- استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية الى حين الوصول إلى صفقة ترضي الطرفين أو وجود تغيرات جديدة قد تغير مجرى الأمور.
- الهدنة الجديدة ستكون مرتبطة بجهود حماس في إطلاق سراح الأسرى.