تارة تهدد، وتارة تترك الباب مفتوحا للوساطة والدبلوماسية. مناورات تأمل من خلالها إسرائيل في إيجاد طريق لإبعاد حزب الله عن حدودها الشمالية.
فالتوتر الأمني على الحدود مع لبنان وتبادل القصف والاستهداف يتطور بشكل متسارع ويقرب إسرائيل من سيناريو الاشتباك المباشر، في ظل تهديدات مباشرة للقيادة الإسرائيلية بشن عمليات عسكرية لدفع حزب الله لما وراء نهر الليطاني.
تطورات دفعت باريس لإيفاد وزيرة الخارجية كاترين كولونا إلى تل أبيب وبيروت، فيما ترى إسرائيل أن فرنسا يمكن أن تلعب دورا مهما على صعيد خفض التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وتحاشي تحول الحرب في غزة إلى حرب إقليمية.
المعلومات تفيد بأن باريس تطرح آلية لتنفيذه، وتلحظ دوراً لقواتها جنوبي لبنان، وصحيفة النيوزويك، تضع التهديدات الإسرائيلية بالحرب على جنوب لبنان، في إطار إعطاء فرص أكبر لاشتعال صراع إقليمي قد يؤدي إلى جر إيران والولايات المتحدة للحرب.
جهود لتوفير الأمن والاستقرار في جنوب لبنان، يرى مراقبون إنها تصطدم بموقف حزب الله ومدى استعداده لسحب مقاتليه وأسلحته من المنطقة القائمة بين الحدود ونهر الليطاني.
المساعي الفرنسية
وعن مساعي فرنسا الدبلوماسية لاحتواء الازمة و الاستقرار يقول الكاتب الصحفي، جان بيير بيران أن زيارة وزيرةُ الخارجية الفرنسية كاترين كولونا تعد الثانية من نوعها في المنطقة و تأتي في ظل إعادة التواجد الفرنسي فيها.
- وجهت فرنسا خلال لقاء كاترين كولونا رسالة إلى إسرائيل بعدم مواجهة حزب الله.
- تخوف فرنسي من اتساع رقعة الحرب والدخول في صراع بين حزب الله وإسرائيل.
- العلاقات اللبنانية الفرنسية علاقات متينة وتاريخية.
- وجود ضغوطات على فعلية على إسرائيل لإيقاف إطلاق النار على غزة والمطالبة بسلام دائم.
- تركيز الجهود الدولية حول إشكالية سيطرة الحوثيين على باب المندب.
- يمكن أن يؤثر الوضع في البحر الأحمر على سياق النزاع في قطاع غزة.
- العمل على تجنب تحويل لبنان إلى غزة ثانية.
نيران التصعيد تصل البحر الأحمر
نيران التصعيد في قطاع غزة تتجاوز حدود المنطقة ليصل مداها إلى البحر الأحمر. هجمات الحوثيين على السفن تتكثف عند مضيق باب المندب،
آخرها، تعرض سفينةَ سوان أتلانتيك التي تملكها شركة نرويجية، لهجوم صاروخي.
ويقول مسؤولون أميركيون إن الناقلة تعرّضت للهجومٍ جنوبي البحر الأحمر من مناطقَ يسيطر عليها الحوثيون.
ما تشهده مياه البحر الأحمر منذ أسابيع دفع شركات عملاقة إلى تعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر.
وفي مقابلة مع سكاي نيوز عربية، أوضح الدكتور سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي، أن أعمال الحوثيين في البحر الأحمر تعقد الأمور بشكل أكبر، نظرًا لاعتبار ان الامر له علاقة بالأمن الدولي محملا بذلك المسؤولية للولايات المتحدة، حيث قال:
- رفع الولايات المتحدة في فترة ولاية بايدن اسم الحوثيين من قائمة الجماعات الإرهابية بعد أن قامت بتبنيهم لفترة ضمن سياسة الاحتواء.
- سعي الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف دولي جديد لمواجهة نشاط الجماعات الحوثية العسكرية ضد الناقلات في منطقة البحر الأحمر.
- بالرغم من تضرر مصر من الهجمات الحوثية، إلا أنها لم تعلن بعد انضمامها للحلف الدولي.
- إعلان رئيس هيئة قناة السويس توقف ما يقارب عن 50 سفينة نقل كبيرة عن الملاحة والمرور عبر قناة السويس.
- مراوحة الولايات المتحدة في استراتيجيتها بين سياسة الاحتواء او المواجهة المباشرة مع الحوثيين ولن تنتقل الى مرحلة المعاقبة.
- الولايات المتحدة لن تغير في موقفها في تبني حق إسرائيل الدفاع عن نفسها.
- وصول مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز الى وارسو دليل على تقدم المفاوضات في الاتجاه الإيجابي.
- دعوة إسرائيل إلى خفض مستوى العمليات العسكرية ومراجعة خططها جنوب غزة.
- على الولايات المتحدة برهنة أهليتها لقيادة المنطقة.
- يحتمل أن تتطور الجبهات الحربية وتصل إلى لبنان، وأن يكون التدخل الدولي أفضل وأكثر فعالية في الحد من النزاع.
هجمات الحوثيين على السفن تتكثف
ومن ناحيته صرح يوني بن مناحم، الكاتب والباحث السياسي في حديثة لسكاي نيوز عربية، أن إيران هي من تدير المعركة في البحر الأحمر وأن الحوثيين ليسوا سوى وسيلة لذلك.
- الاعتداءات التي يقوم بها الحوثي في البحر الأحمر لا تمس حركة السفن الإسرائيلية فقط وإنما أيضا تمس السفن الأجنبية وبالتالي تمس المصلحة الدولية.
- وجود تنسيق مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة، وذلك يتجلى في زيارة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.
- تدور محاور الزيارة حول سيطرة الحوثيين على البحر الأحمر، بالإضافة إلى تأسيس التحالف الدولي لمواجهة هذه الجماعات.
- تخشى الولايات المتحدة أن تقوم إسرائيل باستهداف الهجمات الحوثية بشكل فردي.
- تركز إسرائيل حاليًا اهتمامها على الصراع في قطاع غزة بدلاً من الاهتمام بالحوثيين.