في موازاة القتل المتواصل، تضغط الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق على سكان قطاع غزة. أوضاع جعلت القطاع يعاني من مجاعة غير مسبوقة، وهو ما عبّرت عنه الأونروا بالقول إن سكان غزة يعيشون جوعاً لم يسبق له مثيل، وسط ازدياد حالات الموت جوعاً.
وفيما تكثر المشاهد التي تعبّر عن الأزمة الإنسانية الحادة التي يعانيها القطاع وسكانه، يبقى مشهد التهافت على شاحنات المساعدات، دليلاً دامغاً على حجم المأساة.
الوضع الإنساني يزداد سوءا يوما بعد يوم. ولا أحد يدري إن كان سيجد غذاء له ولعائلته خلال الأيام المقبلة.
حالة من اليأس والخوف جعلت الناس ينقضون على أكياس المساعدات وكأنها فرائس قد تهرب من أيديهم في أي لحظة. بل ولم تمر دقائق على وصول شاحنات المساعدات، حتى أُفرغت عن آخرها.
وإلى حد الآن لا مؤشرات واضحة على انفراجة في القريب العاجل، لا سيما في ظل استمرار انقطاع الاتصالات الهاتفية والإنترنت. وهو أحد العوامل التي تعيق تسليم المساعدات وجهود الإنقاذ.
فوفقا لمنظمة المساعدات الطبية للفلسطينيين، انقطاع الاتصالات يصعب التواصل مع مختلف الشركاء لتقديم الخدمات الصحية الحيوية.
وسبق أن أشارت وكالات تابعة للأمم المتحدة إلى أن مستويات الجوع ارتفعت بشكل مقلق خلال الأيام الأخيرة.
وبالرغم من دخول عشرات الشاحنات عبر معبر رفح خلال يوم واحد وفتح معبر كرم أبو سالم أمام تفتيش المساعدات لأول مرة منذ اندلاع الحرب، ترى وكالة الأونروا أن هذه الإجراءات غير كافية بالنظر لضخامة حجم الاحتياجات واستمرار القصف الإسرائيلي.
كما أنها لا تستبعد انهيار النظام المدني في غزة في حال عدم التحرك الفوري لفتح المزيد من المعابر الإنسانية وتنظيم كيفية توزيع المساعدات.
إلى متى يتفرّج العالم على مأساة غزة؟
وحول هذا الوضع الإنساني المتردي والسوداوي لسكان قطاع غزة، يقول المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني الدكتور عبد الجليل حُنجل في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، إن الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد تفاقما يوما بعد يوم خاصة امام توقف خدمة المستشفيات والانقطاع الاتصالات.
ويضيف قائلا:
- تسجيل نقص في المساعدات التي لا تزيد على 10 بالمائة من الاحتياجات المنطقة.
- قيام القوات الإسرائيلية بالاستهداف والاعتداء على سيارات الإسعاف، بالإضافة إلى استهداف واستشهاد فئات محمية بالقانون الدولي مثل الصحفيين والأطباء والعاملين في المجال الصحي.
- لم يتم تسجيل دخول أي شاحنة للمساعدات من معبر كرم أبو سالم.
- تسجيل دخول 100 شاحنة فقط من معبر رفح وهو عدد غير كافي لسد حاجيات النازحين الماسة خاصة مع اشتداد موجات البرد والافتقاد لمادة الوقود.
- تتضمن شاحنات المساعدات ما يقدر بنسبة 55% من حمولتها مواد غذائية ومياه صالحة للشرب، وهذا هو أدنى مستوى من الاحتياجات.
- قد يتسبب استخدام النازحين للمواد الطبية المهملة لإشعال النار لتدفئة أنفسهم أمام نقص الامدادات في الوقود والاكتظاظ الذي تشهده مراكز الإيواء إلى المزيد من انتشار الأمراض بينهم.
- عجز المنظمات الدولية عن تقديم المساعدات أمام النقص الفادح في الإمدادات الإنسانية بسبب المعوقات التي تضعها إسرائيل أمام شاحنات المساعدات.
- اجتياح المجاعة مخيمات النازحين في غزة بسبب نقص الإمدادات الإنسانية وعجز المنظمات الدولية عن توزيع الطعام بشكل آمن ومعالجة مستوى الجوع في المنطقة.