يعاني العاملون بالهلال الأحمر الفلسطيني والأطقم الطبية من كابوس المرور أمام نقاط التفتيش في قطاع غزة، بسبب المضايقات المتكررة التي يتعرض لها الجميع سواء الأطباء والموظفين أو المصابين على يد القوات الإسرائيلية، وفقا لعبد الجليل حنجل، المتحدث باسم الهلال الأحمر.
ودعت منظمة الصحة العالمية في بيان رسمي، مساء الثلاثاء، إلى ضرورة حماية الرعاية الصحية والمساعدات الإنسانية في غزة بعد تأخيرات في نقاط التفتيش العسكرية، واحتجاز شركاء الصحة، أثناء نقل مرضى الحالات الحرجة، وتسليم إمدادات صحية إلى أحد المستشفيات في شمال غزة.
ويقول حنجل لموقع "سكاي نيوز عربية": "تواجه فرق الهلال الأحمر الفلسطيني معاملة سيئة عند المرور من نقاط التفتيش، وتأخر شديد في التحرك من المكان نظرًا لقيام القوات الإسرائيلية بفحص جميع الأفراد بجانب المصابين في فترة زمنية كبيرة، وهو ما يُسفر أحيانا عن وقوع أزمات كبرى".
ويضيف حنجل: "حدثت كارثة خلال الساعات الأخيرة عقب إيقاف قافلة كانت تقل 11 مصابا من مستشفى المعمداني إلى جنوب قطاع غزة، حيث طالت مدة التفتيش لأكثر من 4 ساعات، مما تسبب في وفاة أحد المرضى داخل سيارة الإسعاف".
ويؤكد المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني أن المريض الذي يبلغ من العمر 30 عاما كان في حاجة ماسة لنقله إلى مستشفى في جنوب غزة لتلقي الرعاية الصحية اللازمة سريعا، قبل أن تتدهور حالته الصحية، لكنه لم يتحمل الساعات الطويلة التي مرت داخل نقطة التفتيش".
وأشارت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق، إلى قيام القوات الإسرائيلية بإنزال معظم المرضى من سيارات الإسعاف للتفتيش الأمني، وخضوع الحالات الحرجة لتفقد من جنود مسلحين، منوهة إلى ضرورة حماية الحيز الإنساني في غزة.
ويوضح حنجل لموقع "سكاي نيوز عربية" أن أحد أفراد الهلال الأحمر الفلسطيني جرى احتجازه في نقطة تفتيش وادي غزة تحت قوة السلاح، فضلا عن إجباره على تجريده من ملابسه، ومعاناته مع ظروف غير آدمية، أثناء مدة الحبس قبل إطلاق سراحه بعد جهود من الأمم المتحدة.
يسترسل المتحدث باسم الهلال الأحمر"الفترة الأخيرة شهدت أيضًا اختطاف 3 مسعفين داخل سيارات إسعاف تابعة لوزارة الصحة الفلسطينية خلال الانخراط في أداء عملهم بقطاع غزة ولم يتمكن المسؤولين من الوصول إليهم حتى الآن رغم المساعي الحثيثة للعثور عليهم".
ويُشير إلى القبض على مدير إسعاف خان يونس، الذي يعمل في الهلال الأحمر الفلسطيني، خلال مرور قافلة لإجلاء مرضى منذ 22 يوما من شمال غزة إلى منطقة الجنوب على نقطة تفتيش، وعدم استجابة القوات الإسرائيلية للمطالبات المختلفة لسرعة الإفراج عنه.
ويحذر المتحدث باسم الهلال الأحمر من الاستهداف المستمر لسيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، الذي يعرقل جهود إنقاذ الجرحى خلال الحرب الممتدة منذ شهر أكتوبر بعد توقف عدد من العربات عن الخدمة.
وينوه حنجل إلى أن 12 سيارة إسعاف دُمرت بالكامل خلال الأيام الماضية، فضلا عن تعرض 19 عربة لتلف جزئي من بينها سيارة واجهت مؤخرا وابلا من نيران الدبابات الإسرائيلية، أثناء دخول منطقة في قطاع غزة للتعامل مع الحالات المرضية.