يعاني مالكو مزارع الزيتون في الجزائر من تراجع محاصيلهم وضعف جودة الزيت في السنوات الأخيرة. يأتي ذلك رغم سعي الدولة لزيادة المساحات المزروعة بهذا النوع من الأشجار المثمرة. ويُرْجِعُ المختصون هذا التراجع إلى التغيرات المناخية والحرائق وشح الأمطار.
في إحدى القرى بولاية تيبازة غرب العاصمة الجزائر، استثمر محمد رفقة زوجته في مشروع أشجار الزيتون.
ومع بداية موسم قطف الزيتون في الشهرين الأخيرين من نهاية السنة يداوم محمد وزوجته لأيام وساعات طوال. فأشجار الزيتون ليست لكسب العيش فقطـ وإنما هي أيضا موروث ثقافي وحضاري، غير أنها تأثرت بالتغير المناخي والكوارث الطبيعية المصاحبة له.
ويقول التقني في الفلاحة، عواد محمد، في حديثه لسكاي نيوز عربية: "قررنا عدم استخدام الأسمدة والمواد الكيميائية، حيث ندرك الأضرار الجسيمة الناجمة عن هذه المواد، ولذا قمنا بتبني عملية التدوير إلى جانب عملية الجني بسبب قلة الأمطار والجفاف الذي أثر على مناطق شمال البحر الأبيض المتوسط والتي نعتمد عليها، لذا اضطررنا للتكيف مع تلك التحولات المناخية".
ووفقا لإحصائيات رسمية، فان المساحة الإجمالية لشعبة زراعة الزيتون تفوق النصف مليون هكتار في البلاد، بما يقارب السبعين مليون شجرة، أما الاستهلاك الفردي فيفوق اللترين للمواطن الواحد سنويا، لتحتل بذلك الجزائر المرتبة الثالثة عربيا من حيث الاستهلاك الذي ناهز السبعين مليون لتر سنويا.
ويقول حميش محمد، وهو صاحب معصرة:"كان والدي يعمل في هذه المعصرة المتواجدة منذ 1898 وقد ورثتها عنه.. نحن نستخدم الآلات والطرق التقليدية لاستخراج زيت الزيتون، حيث نستخدم الماء البارد والحصائر القديمة في عملية العصر".
ويقول مختصون أن التغيرات المناخية الحاصلة تضعف جهاز مناعة أشجار الزيتون رغم متانتها وقوتها، وهو ما دفع بالسلطات إلى تبني مخطط يقضي بزيادة توسيع مساحة هذه الشعبة إلى واحد مليون هكتار مع الانخراط في برنامج تطويرها بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي بغية الوصول الى التقنيات الحديثة التي تمكن من التكيف مع التقلبات العالمية للمناخ حتى لا يتأثر الإنتاج.
ويرى مختصون أن أشجار الزيتون بحاجة إلى عناية حقيقة حتى لا تصبح فريسة سهلة للتغيرات المناخية التي أثرت الفترة الأخيرة في إنتاج الزيت وحتى جودته ونوعيته.