تتعرض مستشفيات وسط وجنوب قطاع غزة لضغوط متزايدة تهدد بخروجها عن الخدمة، وذلك بسبب القصف الإسرائيلي ونقص الإمدادات الإغاثية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها سجلت نحو 500 هجوم على منشآت الرعاية الصحية في القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وتتدهور الأوضاع الصحية والإنسانية في غزة بسرعة مع احتدام المعارك في خان يونس ودير البلح، وتزايد صعوبة إيصال الإغاثة.
مستشفى "شهداء الأقصى" في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حذر من أن القصف الإسرائيلي المكثف يهدد بانهيار المنظومة الصحية بالمستشفى، في أي لحظة في ظل وصول أعداد كبيرة من الجرحى إليه جراء الغارات، والافتقار للأدوية والمستلزمات الطبية.
وأوضح المستشفى أن عدد الجرحى حاليا يفوق 5 أضعاف الطاقة الاستيعابية لها.
ووصف المتحدث باسم المستشفى، الدكتور خليل الدقران، الوضع بـ"الكارثي"، مؤكدا وصول 50 طفلا دون سن السادسة إلى المستشفى قادمين من مخيم المغازي بعد استهدافهم من قبل الطائرات الإسرائيلية.
ويخدم المستشفى نحو 900 ألف نسمة يعيشون في المنطقة الوسطى، غالبيتهم من النازحين من مدينة غزة وشمالي القطاع.
وبينما تتفاقم الأزمة الإنسانية، أعلن مجمع ناصر الطبي، المستشفى الرئيسي في خان يونس، أن المستشفيات في غزة بلغت طاقتها القصوى في استيعاب القتلى والجرحى الفلسطينيين.
وتعرضت مستشفيات غزة للقصف وتمت محاصرة بعضها أو مداهمتها، وتظهر قاعدة بيانات منظمة الصحة العالمية وقوع 449 هجوما على منشآت الرعاية الصحية منذ أكتوبر، وتوقف الكثير منها عن الخدمة بعد نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.
وفي القطاع المحاصر، من لم تقلته الغارات فهو مهدد بالموت جراء الأمراض والأوبئة الناجمة عن ندرة المياه والصرف الصحي غير الآمن، وقد لاحظت الفرق الطبية ارتفاعا في حالات اضطرابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال والتهاب الكبد.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه سيكون من شبه المستحيل تحسين الوضع الصحي"الكارثي" في غزة حتى بعد إقرارها إدخال المزيد من الإمدادات والأطقم الطبية لقطاع غزة فورا.
ضغط من منظمة الصحة على إسرائيل
وبات توصيف الأوضاع الإنسانية والصحية في قطاع غزة بالكارثية، لازمة تتكرر على لسان الكثير من المسؤولين يوميا، فيما أهل غزة ينتظرون أفعالاً تنتشلهم من هذه الأوضاع، وسط انتشار الأوبئة والأمراض.
وفي حديث لـ"سكاي نيوز عربية، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا:
- لا وجود لأي بوادر انفراج وتوقف للأعمال العسكرية في غزة.
- ضرورة تواجد حلول سياسية لإيقاف إطلاق النار لتمكين أهالي قطاع غزة من الاستفادة من المساعدات الإنسانية المحدودة التي يتم إدخالها عبر المعابر.
- الوضع الإنساني والصحي يفوق كل الجهود المبذولة من قبل المنظمات الإنسانية المتواجدة بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
- أهمية توفير الأمن والأمان لأهالي قطاع غزة من خلال تكثيف جهود المنظمات الدولية للضغط على صانعي القرار بجميع أصنافهم.
- ضرورة التوصل إلى اتفاق يفضي إلى حماية المدنيين وتوفير المقومات الأساسية.
- ضرورة البحث والنظر في سبل عيش أهالي غزة بعد توقف إطلاق النار، خاصة في ظل تردي جميع مقومات الحياة من بنية تحتية وصحية وإنسانية.
- ضرورة توقف آلة الحرب لضمان حماية المدنيين.
تحذير عالمي
وكانت منظمة الصحة العالمية قد تبنت بالإجماع قراراً يدعو لإرسال مساعدات فورية إلى قطاع غزة لمواجهة ما وصفته بالوضع الصحي الكارثي.
فالأزمة الإنسانية تستفحل في قطاع غزة، مع انتشار الجوع والنقص الحاد في إمدادات الغذاء والماء، لكن الأمر لا يقتصر على ذلك بل يمتد إلى القطاع الطبي الذي يواجه خطر الانهيار.
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، دق ناقوس الخطر قائلا إن النظام الصحي في غزة ينهار، وأطلق تحذيرا من أن أثر الحرب على الصحة بات كارثيا. كما أكد أن هناك مؤشرات مثيرة للقلق تدل على وجود أمراض وبائية.
تحذيرات المنظمة استندت إلى معطيات رصدتها على الأرض:
- إذ تم تسجيل استمرار 14مستشفى فقط في العمل، حسب الإمكانات المتوفرة، وذلك من أصل 36، منها اثنان فقط في شمال القطاع.
- كما أن عدد الأسرة المتوفرة حاليا في المستشفيات يقدر فقط بألف وأربعمئة سرير من أصل 3500 سرير.
- ويعمل المستشفيان الرئيسيان في جنوب غزة بثلاثة أضعاف طاقتهما السريرية، مع نفاد الإمدادات، وإيوائهما آلاف النازحين.
- تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن مرافق للرعاية الصحية في غزة والضفة الغربية تعرضت منذ السابع من أكتوبر الماضي، لأكثر من 449 هجوماً.