أعلن الجيش الإسرائيلي، عن تنفيذ عملية إنزال جوي لإمدادات ومعدات لعناصر من قواته في مدينة خان يونس التي تشهد اشتباكات عنيفة مع مسلحي حركة حماس. العملية هي الأولى للقوات الإسرائيلية في القطاع، والأولى لها على الإطلاق منذ حرب لبنان عام 2006.
وذكر بيان للجيش، أنه تم إسقاط قرابة 7 أطنان من الدعم اللوجستي لأفراد القوات الخاصة في خان يونس.
- وغالبا ما يتم اللجوء للإنزال الجوي في العمليات العسكرية، في الحالات التي يصعب فيها الوصول إلى المناطق المستهدفة، أو تكون الطرق البرية إليها غير آمنة تماما.
- وقد يكون ذلك أحد الأسباب، خاصة وأنه من الواضح أن إسرائيل لم تحكم سيطرتها على شمالي قطاع غزة. وربما يكون الإنزال قد تم لمعدات وتجهيزات مطلوبة لمهمة عاجلة لا تحتمل التأجيل، وتحتاج إسرائيل لكسب الوقت لتنفيذها.
- احتمال آخر، أن تكون الإمدادت تجهيزات خاصة للجنود لمواجهة الطقس البارد في غزة، خاصة بعد انتشار صور لجنود يحرقون مساعدات وتبرعات تم إرسالها إليهم، وبرروا ذلك، بأنهم كانوا اشعلوا النار للتدفئة بسبب تدني درجات درجات الحرارة.
اتجاهات المعركة
وخلال حديثه لـغرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية، قال الخبير في الشؤون الاستراتيجية، محمد عبد الواحد، إن إسرائيل تراهن على كسب معركة غزة، مضيفا:
- بعد 66 يومًا من العمل العسكري، لم تحقق إسرائيل أي نجاح في العمليات العسكرية بغزة على الرغم تفوقها الجوي والبري والبحري.
- وجدت إسرائيل في خان يونس ملاذا لتحقيق البعض من استراتيجياتها التي كانت ترغب فيها.
- تقوم إسرائيل بإجبار سكان قطاع غزة على النزوح إلى رفح بعد القيام بتدمير جزء كبير من خان يونس.
- على الرغم من عدم النجاح في تفكيك القدرات القتالية لحماس اعتبرت إسرائيل أن ضرب خان يونس بمثابة فرصة لضرب قيادات حماس.
- تسعى إسرائيل من خلال الدفع بالسكان إلى النزوح نحو رفح للضغط على مصر لاستقبال النازحين أو لتدفع بمصر للضغط على حماس للدخول في صفقة جديدة من المفاوضات بخصوص عملية تبادل الرهائن.
- خان يونس لا تعد معقلا لحماس فقط، وإنما أيضا تضم فصائل وكتائب أخرى.
- قيام إسرائيل بعمليات الإنزال وإمدادات بالمظلات لقوات خاصة متمركزة قادرة على الاستمرار لمدة أكبر في عمليات القتال.
- تسجيل تفوق لحماس على القوات الإسرائيلية من خلال خبرتها بطبيعة المنطقة والإطار المكاني لعملياتها العسكرية.
- ستشهد إسرائيل خسائر فادحة في الفترة المقبلة إن لم تغير في استراتيجيتها الحربية.
- التصعيد في الحرب مستمر ومرهون بدوافع بنيامين نتنياهو وحكومته للانتقام من حماس.
- استمرار الحرب في القطاع سبيل لإفلات نتنياهو من المحاكمة.
- احتمال تخلي إسرائيل عن مواصلة الحرب إذا ما استمر الضغط الداخلي والخارجي عليها.
- تسير إسرائيل عكس ما ترمي إليه من مشاريع للسلام والتطبيع في المنطقة.
صعوبات في إيصال الإمدادات
من جهته يؤكد المحاضر في أكاديمية الجليل الغربي موشيه العاد أن القوات الإسرائيلية تعمل منذ بداية عملياتها العسكرية في غزة وفق مخططات منسقة بين قواتها البرية والجوية والبحرية، مشيرا إلى أن:
- الخطط الإسرائيلية تتقدم بحسب ما تم رسمه من قبل إسرائيل.
- يعتبر الإنزال الجوي للإمدادات العسكرية إحدى العمليات التي تتم وفق الخطة الموضوعة.
- ما يعيق مزيد تقدم القوات الإسرائيلية في خان يونس الكثافة السكانية والتزام إسرائيل بعدم الخلط بين المسلحين والمدنيين.
- تم خلال عمليات خان يونس استهداف ما يقارب عن 70% من قادة حماس.
- إعادة المختطفين والقضاء على حماس من اهم الأهداف الإسرائيلية.
وعن التقدم المحرز في خطة إسرائيل والنجاح الاستراتيجي الذي حققته، يقول الكاتب والباحث السياسي أحمد زكارنة إن:
- فقدان إسرائيل للسيطرة على إدارة الصراع منذ 7 أكتوبر وسيطرة القياد الأميركية على غرفة العمليات.
- وجود لعبة دعائية تتبادل فيها إسرائيل وأميركا الأدوار.
- توافق الأهداف الأميركية والإسرائيلية على تهجير الفلسطينيين.
- العمل على الضغط على المدنيين للتنقل نحو رفح وبالتالي وضع مصر أمام موقف إنساني يدفعها للقبول بالمهجرين من باب إنساني.
- قدرة المقاومة على التحكم في زمن العمليات لاعتمادها على اللامركزية.
- وجود عدة عوامل اقتصادية واجتماعية ضاغطة تؤكد عجز إسرائيل عن مواصلة عملياتها.
- لدى إسرائيل أطماع اقتصادية في غزة.
- يسعى بنيامين نتنياهو إلى إطالة امد الحرب للإفلات من المحاكمات التي تنتظره.
ضراوة المواجهات في خان يونس
ويأتي الكشف عن عملية الإنزال وسط تقارير عن معارك شرسة تدور في خان يونس بين قوات إسرائيلية ومسلحي حماس، وعن خطط إسرائيلية لمواصلة القتال لفترة طويلة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل 7 من جنوده في غزة، لترتفع حصيلةُ قتلاه إلى 104 منذ بدء الهجوم البري في القطاع.
وتشهد خان يونس، معارك ضارية، مع زيادة ملحوظة في الخسائر البشرية في صفوف القوات الإسرائيلية.
فقد أعلنت حماس عن استهداف آليات عسكرية إسرائيلية خلال اليومين الماضيين، وشوهدت حركة كثيفة لطائرات هليوكبتر إسرائيلية تقوم بعمليات إخلاء لمصابين.
وتحاول دبابات وآليات إسرائيلية شق طريقها لوسط خان يونس، التي تقول إسرائيل إن قيادات من حركة حماس تختبئ داخلها.