دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت، استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) الجمعة ضدّ مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى "وقف إطلاق نار" في قطاع غزة، محملا إياها مسؤولية "ما يسيل من دماء".
ووصف عباس في بيان نشره مكتبه الموقف الأميركي بـ "العدواني وغير الأخلاقي" محملا واشنطن "مسؤولية ما يسيل من دماء الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين في قطاع غزة".
وأكد عباس أن هذا القرار "سيعطي ضوءا أخضر إضافيا لدولة الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة عدوانها على شعبنا في قطاع غزة، وسيشكل عارًا يلاحق الولايات المتحدة الأميركية سنوات طوال".
وأضاف "هذه السياسة الأميركية تجعل من الولايات المتحدة شريكًا في جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس".
وصوّتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار الذي طرحته الإمارات وحظي بدعم عشرات الدول غير المنضوية في مجلس الأمن، ومنظمات دولية وإنسانية.
في المقابل، امتنعت المملكة المتحدة عن التصويت، بينما عارضت الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل، المشروع واستخدمت الفيتو، ما أدى إلى إسقاطه.
واعتبر نائب المندوبة الأميركية روبرت وود أن مشروع القرار "منفصل عن الواقع" و "لن يؤدي الى دفع الأمور قدما على الأرض".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وجّه الأربعاء رسالة إلى مجلس الأمن استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له "لفت انتباه" المجلس إلى ملف "يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر"، في أول تفعيل للمادة منذ عقود.
واندلعت الحرب في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر، أسفر عن مقتل 1200 شخص معظمهم من المدنيين قضت غالبيتهم في اليوم الأول، وفقاً للسلطات الإسرائيلية. واقتادت الحركة حوالي 240 شخصاً رهائن، لا يزال 138 منهم محتجزين لديها.
وتعهّدت إسرائيل "القضاء" على الحركة، وشنت عمليات قصف مكثفة على القطاع منذ الهجوم، وبدأت بشنّ عمليات برية اعتبارا من 27 أكتوبر. وأدى القصف الاسرائيلي الى مقتل 17490 شخصا في القطاع، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.