الحرب القائمة بين إسرائيل وحماس تدخل شهرها الثالث، وسط مخاوف حقيقية على مصير آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة.
شبح نزوح جديد، يلوح مجددا، هو النزوح الثاني بعدما دخلت الاشتباكات مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
فمن أقصى الشمال إلى الوسط، ومن الوسط إلى الجنوب. معاناة نزوح تفرضها إسرائيل على سكان غزة منذ بداية عملياتها العسكرية ضد القطاع.
والآن وصلت رحلة النزوح إلى ذروتها، بحشر ما يقرب من مليوني فلسطيني في مساحة جغرافية ضيقة للغاية، وجددت المخاوف من مخطط تهجير قسري لسكان القطاع، إلى سيناء، وهو مخطط حذرت منه مصر مرارا واعتبرته خطا أحمر لأمنها القومي.
يأتي التحذير مع استمرار هجمات إسرائيل ودفع الفلسطينيين في وسط غزة للنزوح جنوبا باتجاه مدينة رفح الحدودية.
- البداية من شمال القطاع، بإجبار سكان مدن وبلدات بيت حانون وبيت لاهيا وغزة ومخيم جباليا على النزوح والتوجه إلى الوسط ومدينة خان يونس. وبعد إجبار غالبية السكان على المغادرة، بدأت إسرائيل عمليتها البرية.
- عقب انتهاء الهدنة، انتقلت إسرائيل إلى مرحلة ثانية، لتعيد تهجير الكثير ممن سبق تهجيرهم، وإجبارهم على التوجه إلى رفح على الحدود مع مصر.
- وتعرضت مدينة خان يونس لقصف جوي ومدفعي مكثف تمهيدا لعملية برية مماثلة لما تقوم به إسرائيل في الشمال، لملاحقة من تقول إنهم قادة حماس.
- وبموجات متتالية من التهجير وإعادة التهجير، تكدست أعداد ضخمة من النازحين في رفح ومحطيها، والتي لم تسلم بدورها من قصف جوي إسرائيلي عنيف.
استمرار النزوح، والاقتراب الشديد لهذه الأعداد الهائلة من الحدود المصرية، جدد غضب ورفض القاهرة لمخططات التهجير، لتعيد التحذير من محاولات المساس بأمنها.
ومنذ اندلاع القتال في غزة، حذر كبار المسؤوليين المصريين وفي مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي من مخططات التهجير وتبعاتها على العلاقة مع إسرائيل وعلى المنطقة.
وقبل أيام وفي تصريح نادر تطرق وزير الدفاع المصري إلى تطورات الوضع في غزة، وقال إن القضية الفلسطينية تواجه منحنى شديد الخطورة، وأكد جاهزية وقدرة الجيش على حماية البلاد .
هذا الواقع والمواقف، تترافق مع تكثيف الجهود الدولية لوقف الحرب في غزّة.. فهل تنجح هذه الجهود؟
وفي حديث لـ"سكاي نيوز عربية يقول رئيس تحرير صحيفة الشروق، عماد الدين حسين حول مشاهد نزوح سكان قطاع غزة بحثا عن مكان آمن ونية إسرائيل الصريحة بتهجيرهم، وأضاف:
- رغبة إسرائيل واضحة منذ بداية الحرب على غزة خاصة إثر عرض بنيامين نتنياهو للخريطة أمام الأمم المتحدة والتي تبين بوضوح إلغاء قطاعي غزة والضفة.
- 60 بالمائة من المساكن في غزة دمرت وأكثر من 75 بالمائة من السكان تركوا منازلهم تحت الضغط العسكري الى جنوب القطاع.
- إصرار مصر على أن ما يتم من تهجير في غزة خط أحمر ولا يمكن القَبول به.
- رفض إسرائيل الإنصات إلى الردود الدولية ومستمرة نحو تنفيذ مخططها.
- الولايات المتحدة قررت أن تعطي لبنيامين نتنياهو حق قتل المواطنين وتهويد فلسطين.
- وجود خلافات على الساحة السياسية الأميركية التي تتعارض مع مواقف و قرارات بايدن.
- أي سلطة بوجود الدبابات الإسرائيلية لن يقبل بها الفلسطينيون.
- وجود حكومات قررت حماية ودعم إسرائيل.
- الدعم الأميركي سيتوقف حينما تدرك أميركا أن عبء إسرائيل أكبر من منافعها.
وأما عضو الكنيست السابق عن حزب الليكود، ميخائيل كلاين، فقال إن إسرائيل لا تعتزم ترحيل سكان غزة منها وإنما هي تسعى إلى القضاء على حركة حماس السبب الرئيس لهذه الكارثة بعد احداث السابع من أكتوبر، وقال أيضا لسكاي نيوز عربية:
- إسرائيل ستنسحب من قطاع غزة مثلما قامت به سنة 2005 حالما يتم القضاء على حركة حماس وتسليم السلطة لمن سيشرف عليها بعد انتخابه من طرف الفلسطينيين.
- إسرائيل ملتزمة بالحفاظ على معاهدة السلام مع مصر.
- كل من تم اعتقالهم في الضفة ينتمون لحركة حماس وبالتالي فإن الحرب في الضفة الغربية هي أيضا حرب ضد حماس.
- إسرائيل لا ترغب في احتلال أي ارض من الأراضي الفلسطينية وإنما هي تبحث عن تطهير غزة من حركة حماس لضمان السلم.
من جانبه، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد الحوراني إن ما تقوم به إسرائيل في القطاع هو إجرام في حق الشعب الفلسطيني الذي عانى من ويلات الاحتلال الاسرائيلي، مضيفا أنه من منظور أممي وانطلاقا من تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فإن ما تقوم به إسرائيل يعد جريمة حرب ضد الفلسطينيين.
وأكد الحوراني في تصريحات لغرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية على:
- ضرورة تصعيد المواقف العربية إلى جانب الموقف المصري والأردني ليكون جدارا ساندا للقضية الفلسطينية.
- التصريحات الإسرائيلية المبررة لعملياتها العسكرية بضرب أهداف لحركة حماس يعد تضليلا للرأي العام للاستمرار في تنفيذ مخططاتها.
- بات الرأي العام العالمي يعي هول الجرائم التي يقوم بها الإسرائيليون في حق الشعب الفلسطيني.
- على إسرائيل أن تعلم أنه لا يمكن السيطرة على الفلسطينيين بالقوة.
- ما يحدث في الضفة الغربية هي حرب مصغرة قبل إشعال نار الحرب في كامل المنطقة.
- ضرورة وضع خط أحمر للمخططات الإسرائيلية.
- وجود الاحتلال الإسرائيلي هو الإشكال الجوهري قبل أحداث 7 أكتوبر.
- يعمل نتنياهو جاهدا على منع قيام دولة فلسطينية.
- الفلسطينيون قادرون حتى تحت الاحتلال على إقامة الانتخابات باعتباره الولي الأصلي في هذه المسالة.
- الدعوة إلى ضرورة إنهاء الاحتلال.
- سيخرج بنيامين نتنياهو من الباب المظلم للتاريخ.
من جهة أخرى، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون بواشنطن إدموند غريب لسكاي نيوز عربية:
- عرقلة الولايات المتحدة وبعض حلفائها للجهود التي يقوم المجتمع الدولي لإيقاف مأساة غزة.
- دعوة مارتن غريفث لإيقاف ما يحدث لسكان غزة إلى جانب فتح معبر أخرى لمزيد إدخال المساعدات.
- استهداف القصف الإسرائيلي لكل المنشآت والمساجد والمدارس وحتى المستشفيات.
- الإجماع على أن الهدف الرئيس لإسرائيل تدمير البنية التحتية لغزة ودفع سكانها إلى المغادرة.
- يعد قرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس باستخدام المادة 99 والمتعلق بوقف إطلاق النار لدواع إنسانية هام، خاصة أمام استمرار القتال الذي يهدد الأمن والسلام الدوليين.
- الحاجة الماسة لهدنة دائمة للتمكن من إيصال المساعدات إلى السكان.
- لا يقوم غوتيريش بالضغط فقط على إسرائيل وانما أيضا يقوم بالضغط على واشنطن الداعم الرئيس لإسرائيل.
- واشنطن غير مستعدة لإيقاف مساعداتها لإسرائيل في الوقت الحالي.
- التماس وجود تغيير في موقف الاتحاد الأوروبي الضاغط على واشنطن لما يحدث في غزة.
- تعرض واشنطن إلى الضغط من المعارضين لسياستها الداعمة لإسرائيل ومن اللوبيات اليهودية.
- وجود انقسام داخل البيت الأبيض خاصة من قبل الشباب الذي بدأ يعترض على قرارات بايدن المؤيدة للموقف الإسرائيلي.
- تسجيل تراجع لشعبية بايدن قبل بداية الانتخابات الأميركية.
- تعرض واشنطن للضغط من قبل بعض اليهود الذين لا يعترفون بدولة إسرائيل و يستنكرون وحشية هذه الحرب.
- لا يزال أصدقاء إسرائيل أقوياء رغم الضغوطات التي تمارس عليهم.