على الرغم من جميع الضغوط سواء الإقليمية أو الدولية، تتعهد إسرائيل بمواصلة حربها في غزة وتتجاهل التحذيرات المتكررة بشأن تصاعد أعداد الضحايا من المدنيين وسط استمرار القصف المكثف الذي بات نطاقه يتوسع بشكل يومي ليشمل مناطق جنوبي القطاع.
الولايات المتحدة أكدت على لسان وزير دفاعها لويد أوستن على أن حماية المدنيين مسؤولية أخلاقية على إسرائيل خلال عملياتها في غزة، في تكرار لدعوات مماثلة صدرت من وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
وزير الخارجية الأميركي كان قد حذر أيضا من التهجير القسري للفلسطينيين في توافق مع الموقف المصري الصارم بهذا الشأن.
فما أن فشلت مساعي تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة، حتى أطلقت إسرائيل مرحلة جديدة من عملياتها العسكرية في القطاع.
مرحلة تحمل معها مزيدا من المعاناة لسكان القطاع، ومزيدا من مخاطر اتساع نطاق الصراع.
وجهة العمليات العسكرية الإسرائيلية الجديدة، هي مدينة خان يونس، ثاني كبريات مدن القطاع.
وتعرضت المدينة والمناطق المجاورة لها لقصف عنيف، استباقا لعملية برية موسعة في شمال خان يونس على غرار ما قامت به إسرائيل في شمالي القطاع.
ووجهت القوات الإسرائيلية انذرات إخلاء لسكان خان يونس، والمناطق الريفية المحيطة بها، وطالبتهم بالتحرك جنوبا صوب رفح التي لم يبق غيرها ملجأ لسكان القطاع.
وقال سكان إن الجيش أسقط منشورات تأمرهم بالتحرك إلى مدينة رفح الحدودية أو إلى منطقة ساحلية في الجنوب الغربي.
وحذرت المنشورات من أن خان يونس منطقة قتال خطيرة. وتقول إسرائيل إنها تعمل في جميع أنحاء قطاع غزة للقضاء التام على حركة حماس.
وتفاقم عمليات الإخلاء الجديدة معاناة السكان، حيث يتكدس حوالي مليون شخص ممن نزحوا من شمالي القطاع في مناطق الجنوب وخان يونس خصوصا. ولم يتبق أمام سكان القطاع سوى مدينة رفح الحدودية مع مصر.
وتواصل إسرائيل الهجمات وطلبات الإخلاء، رغم تحذير الولايات المتحدة لها من حدوث نزوح جماعي كبير ومطالبتها بتجنب سقوط أعداد كبيرة من القتلى بين المدنيين ملثما حدث خلال عملياتها في شمالي غزة.
كما يثير الضغط الإسرائيلي على سكان غزة للنزوح جنوبا مخاوف مصر التي حذرت مرارا من عواقب محاولات التهجير القسري لسكان قطاع غزة.
فكيف ستتصرف واشنطن مع استمرار النهج الإسرائيلي في غزة؟
وخلال حديثه لسكاي نيوز عربية، قال رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور محمد عز العرب:
• إخفاق إسرائيل في تحقيق أهدافها الرئيسية هو ما يفسر عدوانيتها في الحرب واستهدافها للمدنيين.
• غياب الصرامة من الجانب الأميركي في الضغط على إسرائيل لكبح جماحها.
• تجاهل إسرائيل العلني للتحذيرات الأميركية.
• هدف إسرائيل في هذه المرحلة إطالة الحرب وتعقيد عمليات التفاوض للإفلات من المحاسبة.
• رفض مصري أردني قاطع للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة حتى لا يتحقق المخطط الإسرائيلي بالتوسع في القطاع.
• استغلال إسرائيل للانقسام الحاصل في الإدارة الأميركية لصالحها خاصة في فترة الانتخابات.
• حاجة المرشحين الأميركيين إلى كسب ما يمكن من أصوات اللوبي اليهودي لترجيح كفته والفوز بالانتخابات.
• رغبة إسرائيل في تحسين صورتها أمام المجتمع المحلي خاصة بعد الإخفاق في تحرير المحتجزين لدى حماس.
• نتائج الحرب هي التي ستحدد مستقبل نتنياهو السياسي ومدى استمراريته.
أما رئيس مركز القدس للدراسات، الدكتور أحمد رفيق عوض فأكد لسكاي نيوز عربية على:
• دعم واشنطن لتل أبيب في السعي للقضاء على حركة حماس.
• التضليل الإعلامي الإسرائيلي لما تقترفه من جرائم إبادة ضد المدنيين في غزة وعدم التزامها بالقوانين الدولية.
• الهدف الرئيسي لإسرائيل من الحرب هو تهجير المدنيين من قطاع غزة.
• تناقض الخطاب الأميركي هو ما قوى الموقف الإسرائيلي في رسم مستقبل الفلسطينيين في القطاع.
من ناحيته، أكد المدير التنفيذي لمركز السياسة الأمنية فريد فليتز خلال حديثه لسكاي نيوز عربية على وجود توتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل إثر العمليات العسكرية التي تقوم بها على المدنيين.
وأضاف فليتز:
• مواصلة الحكومة الإسرائيلية في المماطلة وعدم الالتزام بإيقاف الحرب للضغط على حماس ودفعها لإطلاق سراح الرهائن.
• محاولة إدارة بايدن من خلال تصريحاتها إرضاء الأطراف المساندة لإسرائيل من الداخل الأميركي.
• وعي الإدارة الأميركية لما يمكن أن تعود به الحرب من نتائج على الانتخابات.
• تشديد إدارة بايدن بصرامة على القرارات الإسرائيلية قد يتسبب في توتر العلاقات بين البلدين.
• رفض الإدارة الأميركية للتهجير القسري للفلسطينيين ودعوة إسرائيل بالالتزام واحترام القانون الدولي.
• قيام الرأي العام الأميركي من خلال استطلاعات الرأي بالضغط على إدارة بايدن لدفع إسرائيل لإيقاف الحرب.