نقل موقع "أكسيوس" الإخباري عن مسؤول أميركي وآخر إسرائيلي قولهما، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تضغط على إسرائيل للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بنفس مستويات ما قبل انتهاء الهدنة.
جاء ذلك في ظل تحذير منظمات الإغاثة، من أن استئناف القتال سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع بشكل كبير.
فبعد انتهاء الهدنة وفشل جهود تمديدها، وإثر استئناف المعارك في قطاع غزة، الولايات المتحدة تؤكد ضرورة تزويد القطاع بالمساعدات بالشكل المعتاد في فترة الهدنة.
وأضاف الموقع نقلا عن مسؤول أميركي، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي كان في طريق عودته إلى الولايات المتحدة من المنطقة، اتصل الجمعة بوزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وشدد على أن إسرائيل يجب أن تسمح بدخول المساعدات بنفس المستوى الذي كانت عليه خلال الحرب.
وأضاف المصدر أنه بعد وقت قصير من المكالمة، سمحت إسرائيل لنحو 50 شاحنة محملة بالمساعدات بدخول جنوب غزة، لكنها لم تسمح بدخول الوقود إلى القطاع.
كما قال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل سمحت السبت لنحو مائة شاحنة مساعدات بدخول غزة، بما في ذلك شاحنتان محملتان بالوقود.
وتحذر منظمات الإغاثة من أن استئناف القتال خاصة في جنوب غزة حيث يوجد مليونا فلسطيني سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع بشكل كبير.
كما تحذر منظمات الإغاثة من أن أكبر كمية من المساعدات دخلت غزة خلال الهدنة المؤقتة ليست إلا جزءا ضئيلا جدا من احتياجات القطاع.
وكانت إسرائيل سمحت ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، بزيادة عدد الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية إلى غزة لتبلغ حوالي مائتين يوميا.
كما سمحت إسرائيل لأربع شاحنات محملة بالوقود وأربع شاحنات تحمل غاز الطهي بالعبور إلى القطاع يوميا خلال فترة وقف القتال، لكنها أوقفت دخول شاحنات المساعدات والوقود بعد انهيار محادثات تمديد وقف إطلاق النار.
مشاهد القتل والدمار تعود إلى القطاع
ميدانيا، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن 7 أشخاص قُتلوا في قصف إسرائيلي على منزل في رفح جنوب قطاع غزة صباح اليوم.
وكانت مصادرُ طبية في القطاع قد أفادت، بمقتل أكثر من 150 مواطنا في حي الشجاعية، حيث تم قصفُ مربع سكني كامل قرب ديوان منتهى بعشرات القنابل.
ويواصل الجيش الإسرائيلي، استهداف خانيونس جنوب القطاع بشكل عنيف، حيث قُتل وأصيب عشراتُ المواطنين جراء القصف.
وفي مخيم النصيرات، قُتل وأصيب عشراتُ المواطنين في غارات إسرائيلية، مساء السبت.
نزوح قسري.. والوجهة مجهولة
القصف الإٍسرائيلي على جنوب غزة بدأ يثير مخاوف من أن تقدم إسرائيل على تطبيق سيناريو الشمال فيه مما يعني دمارا هائلا وخسائر كبيرة في صفوف المدنيين، والخوف الأكبر هو من إجبار الفلسطينيين على النزوح خارج أراضي القطاع.
ورغم الحديث المتكرر عن منطقة آمنة في جنوب غزة، إلا أن الفلسطينيين هناك يقولون إنه لا مكان آمن في القطاع في ظل القصف الذي يطال جميع المناطق.
واللافت أن عدد القتلى مستمر في الارتفاع رغم ما أعلنه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن تلقيه تعهدات من الجانب الإسرائيلي بتقليل الأضرار في صفوف المدنيين والتركيز على الأهداف العسكرية، وهو ما يدفع الجانب الفلسطيني إلى التأكيد بأن ما يتعرض له القطاع هو إبادة جماعية شاملة.
وتتواصل موجةُ النزوح القسري من خان يونس في اتجاه رفح تحت القصف الإسرائيلي. ووسط أزمة إنسانية متفاقمة في الشوارع انتشر النازحون حاملين معهم بعضَ الأغراض، يبحثون عن ملجئ يَقيهم القصف والبرد، بينما قال معظمُهم إنهم لا يعلمون إلى أين يلجؤون.
فمنذ بدء الحرب نزح نحو مليوني شخص يمثلون 80% من سكان القطاع. ويثير تدفق الآلاف جنوبا وتكدسُهم قلق المنظمات الإنسانية بشأن مراكز الإيواء التي لا تتحمل مزيدًا من النازحين، ما دفع الكثيرين إلى افتراش الأرصفة والشوارع في ظل عدم وجود أماكن إقامة.
وتهدد موجة النزوح المستمرة بمفاقمة الأوضاع الصحية والبيئية الكارثية وسط شح الغذاء والماء والدواء.
وبعد أن تحولت حياتهم إلى كابوس واقعي يطالب المدنيون الفلسطينيون المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف حربها على قطاع غزة.