تستعد إسرائيل، في أعقاب انتهاء هدنة الأربعة أيام، إلى المرحلة الثانية من الحرب على غزة باجتياح جنوب القطاع المحاصر، بعد أن شهد شماله ومنذ 7 أكتوبر الماضي، ضربات إسرائيلية عنيفة من غارات جوية وقصف مدفعي واجتياح بري بالدبابات والآليات العسكرية المنتشرة عند حدود القطاع الشرقية.

وووسط تخوفات المنظمات الأممية والإغاثية من تفاقم الأزمة الإنسانية أكثر خصوصا مع فصل الشتاء، أمرت إسرائيل، مطلع هذا الأسبوع، وعلى مدار الأيام الماضية ، المدنيين في 4 بلدات جنوب قطاع غزة، وهي خزاعة وعبسان وبني سهيلا والقرارة على المشارف الشرقية لمدينة خان يونس، والتي تؤوي عشرات الآلاف ممن فروا من مناطق الشمال، إلى المغادرة لنيتها توسيع عملياتها العسكرية البرية في غزة حتى "تحقيق الانتصار وإعادة المخطوفين".

حماية المدنيين شرط أميركي

وحث مسؤولون بإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إسرائيل على تأجيل تصعيد عملياتها العسكرية في جنوب غزة، حتى بلورة خطط حماية الأعداد الكبيرة من النازحين من شمال القطاع بعد اجتياجه.

وقال جوناثان فاينر، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، للصحيفة:

  • يجب على إسرائيل ضمان حماية المدنيين في خططها العسكرية في العمليات المتوقعة بجنوب غزة.
  • يتعين على إسرائيل تضييق منطقة المعارك وتوضيح الأماكن التي يستطيع المدنيون اللجوء إليها هربا من القتال في جنوب غزة.

أخبار ذات صلة

هدنة إسرائيل وحماس تدخل يومها الأخير.. ومساع لتمديدها
بعد إطلاق حماس سراحهم.. كشف الحالة الصحية لرهائن تايلاند

لماذا تريد إسرائيل توسيع الحرب لجنوب غزة؟

وقبل أيام قالت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية إن إسرائيل تعتقد أن أغلب قادة حماس تحركوا جنوباً باتجاه خان يونس، ما يشير إلى تصاعد وتيرة عنف الهجمات الإسرائيلية المرتقبة.

وتُعد منطقة خان يونس أعرض مناطق غزة بنحو 12 كيلومتراً، ومن الممكن أن يُجبر هجوم إسرائيلي في جنوب قطاع غزة مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا أصلاً من اجتياح الشمال على النزوح مجدداً مع سكان خان يونس، التي يقطنها أكثر من 400 ألف نسمة.

ووفق الناطق باسم "الأونروا" كاظم أبو خلف، فإن 670 ألفاً من النازحين موجودون في 97 منشأة بمنطقة الوسط وخان يونس ودير البلح، وفي مركز تدريب خان يونس، الذي يُعد أكبر منشآت "الأونروا"، ويوجد به 21700 نازح.

ويقول الخبير الروسي فلاديمر إيغور ، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه " على مدار الأيام الماضية شهدنا تناقضا في التصريحات الإسرائيلية حول العمليات العسكرية القادمة إن انتهت الهدنة ولم يتم تمديدها، فإسرائيل أعلنت سيطرة مزعومة على شمال القطاع، بينما لم تقض على حماس ولم تجد الأنفاق التي شنت حربها بسببها ولم تحرر الرهائن إلا بموجب صفقة مع حماس.

أخبار ذات صلة

تسليم رهائن الدفعة الثالثة من قلب غزة.. ما هي رسائل "حماس"؟
خلاف على الميزانية يكشف توترا داخل حكومة الحرب الإسرائيلية

ويضيف إيغور أن المعارك في الجنوب ستمثل تحديا كبيرا أمام الجيش الإسرائيلي، الذي يدعي أن أسباب توسيع الحرب جنوبا، ترجع إلى:

  • الرهائن موجودين في جنوب القطاع وهو ذريعة لنقل الحرب لجنوب غزة.
  • قوة حماس الأساسية المكونة من 3 كتائب متواجدة في الجنوب ولم تدخل الحرب حتى الآن.
  • إسرائيل تريد تعقب قادة حماس ممن تحركوا جنوباً باتجاه خان يونس ما ينذر بتصاعد وتيرة الهجمات المرتقبة على جنوب القطاع.
الجيش الإسرائيلي يجدد تحذيره لسكان غزة بعدم التوجه للشمال

فصل الشتاء واستراتيجية إسرائيل

وفق تقارير غربية فإن إسرائيل تملك ميدانياً ما يكفي لخوض حرب على جبهتين في آن واحد، والغرب يوفّر لها الدعم الاقتصادي لتستمر في معاركها.

يقول الخبير العسكري الأميركي بيتر أليكس، لموقع "سكاي نيوز عربية":

  • استراتيجية إسرائيل في جنوب القطاع لن تختلف كثيرا عن معارك الشمال.
  • القوات الإسرائيلية خلال المرحلة الثانية من الحرب البرية بالجنوب ستتوغل في أجزاء من خان يونس والنصيرات والبريج، بهدف مطاردة الفصائل الفلسطينية.
  • هناك من يرجح إقدام إسرائيل في المراحل المتأخّرة باجتياح الشريط الحدودي في رفح، حيث المعبر مع مصر، لتسيطر بشكل كامل على الدخول والخروج من القطاع.
  • إسرائيل ستتبع سيناريو" الأرض المحروقة " مثلما حدث في شمال غزة.
  • إسرائيل تريد دفع سكان القطاع إلى النزوح عن أراضيهم وإخلاء القطاع من سكانه أو معظمهم، ما سيؤدي إلى تصعيد حدة التوتر في المنطقة.