أربعة أيام مضت على اقتحام مستشفى الشفاء، لم تقدم إسرائيل خلالها أدلة قاطعة حول استخدام المجمع الطبي الأكبر في غزة كمركز لعمليات حماس، فيما تتزايد الضغوط الدولية على تل أبيب، وسط تساؤلات عن طبيعة الأهداف المقبلة للعملية العسكرية داخل القطاع، وطبيعة التحرك في الساعات اللاحقة.
وبحسب مراقبين تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية"، تبدو الأهداف الإسرائيلية مشتتة والتحركات غير مدروسة إلى حدٍ كبير.
ولم يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوى القليل من المعلومات حول خطته العسكرية في غزة، ومرارا أكد أن الهدف هو تدمير حماس واستعادة أكثر من 200 رهينة اختطفتهم الحركة في 7 أكتوبر.
الجيش الإسرائيلي لا يملك خطة
يقول دانيال ليفي، رئيس مشروع الولايات المتحدة والشرق الأوسط المختص بالبحث والدراسة في القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، إن الجيش الإسرائيلي دخل إلى الحرب دون أي خطة واضحة، مضيفا:
- وحتى اليوم، تبدو أهداف العملية العسكرية داخل قطاع غزة مشتتة، ولا يمكن الجزم بالخطوات المستقبلية للقوات الإسرائيلية لكن يمكن القول إنها في مجملها ستركز على إيجاد البنية التحتية لحماس وتدميرها كما كان معلن منذ بداية الأزمة.
- لكن إسرائيل تواجه اليوم ضغوطا دولية شديدة لاسيما من جانب الحلفاء وفي مقدمتهم الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي دعمت تل أبيب في البداية لكنها تشعر اليوم بالإحراج الشديد، خاصة مع ارتفاع حصيلة الضحايا من المدنيين، واقتحام المشافي دون داع.
ماذا تحقق من أهداف تل أبيب؟
بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني عزام شعث أنه بعد مرور قرابة 50 يوما على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم تتحقق الأهداف المُعلنة من المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل.
ويقول شعث إن أكثر ما حققته إسرائيل في عدوانها هو استهداف آلاف المدنيين الفلسطنيين في القطاع، واستهداف المنشآت والأعيان المدنية والمستشفيات المحمية بموجب قواعد القانون الإنساني الدولي، وتطبيق سياسة "الإبادة الجماعية والتهجير القسري" من مدينة غزة وشمالها إلى جنوب القطاع، مع ما خلفه ذلك من تفاقم للأوضاع الإنسانية لأكثر من مليون ونصف المليون نسمة من سكان المدينتين.
بحسب الخبير الفلسطيني، ما تزال إسرائيل تواجه تحدي تحقيق أهدافها ميدانيا، فهي وإن تمكنت من استهداف بعض قيادة الجهازين السياسي والعسكري لحركة حماس منذ انطلاق هجماتها العسكرية في القطاع، ما تزال تُواجَه بهجمات للمقاومة الفلسطينية في المناطق التي توغلت فيها بريا في شمال وشرق قطاع غزة ضمن هجومها البري المحدود.
مفاوضات الأسرى حجر زاوية
في وقت سابق من الأسبوع الماضي، قالت مصادر إن إسرائيل تدرس اقتراحا يقضي بإطلاق حماس سراح جزء من الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة مقابل وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة إلى خمسة أيام.
وكجزء من الاقتراح، يمكن أيضا إطلاق سراح عدد غير معلوم من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين حاليا في السجون الإسرائيلية، حسبما قال مسؤول مطلع على المفاوضات لشبكة "سي بي إس نيوز".
وفي مؤتمر صحفي مساء السبت، أشار نتنياهو إلى أنه يتلقى "ضغوطا شديدة" من الولايات المتحدة وزعماء العالم الآخرين للموافقة على وقف إطلاق النار.
وقال: "لقد ضغطوا علينا للموافقة على وقف كامل لإطلاق النار - لقد رفضنا، وقد أوضحت: لن نوافق إلا على وقف مؤقت لإطلاق النار وفقط مقابل عودة الرهائن لدينا".
حل الدولتين
من جهته، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، في مقال افتتاحي السبت في صحيفة "واشنطن بوست"، إلى حل الدولتين.
وكتب أنه "يجب على المجتمع الدولي تخصيص الموارد لدعم شعب غزة في أعقاب هذه الأزمة، بما في ذلك التدابير الأمنية المؤقتة، وإنشاء آلية لإعادة الإعمار لتلبية احتياجات غزة على المدى الطويل بشكل مستدام".