أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها قادت السبت مهمة إلى مستشفى الشفاء في غزة الذي بات هدفا للغارات الإسرائيلية، مشيرة إلى أنها تعمل على وضع خطط لإخلاء المستشفى الذي قالت إنه أصبح "منطقة موت".
وقالت المنظمة في بيان إنها تعمل مع شركائها على "وضع خطط عاجلة للإجلاء الفوري للمرضى المتبقين والموظفين وعائلاتهم"، مضيفة أن 291 مريضا و25 من مقدمي الرعاية كانوا لا يزالون السبت في المستشفى، حسبما نقلت "رويترز".
وضم الفريق الذي زار المستشفى خبراء في مجال الصحة العامة ومسؤولين لوجستيين وموظفين أمنيين من مختلف إدارات الأمم المتحدة.
وأضافت المنظمة أنه بسبب المخاطر الأمنية لم يتمكن الفريق من قضاء سوى ساعة واحدة داخل المستشفى ووصفها بأنها "منطقة موت".
وجاء في بيان المنظمة أن الفريق شاهد مقبرة جماعية عند مدخل المستشفى، وقيل له إن أكثر من 80 شخصا دفنوا هناك.
وكتب الأمين العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عبر منصة إكس: "رأى الفريق مستشفى لم يعد قادرا على العمل: لا ماء ولا طعام ولا كهرباء ولا وقود، والإمدادات الطبية استنفدت".
وأضاف "نظرا الى هذا الوضع المؤسف وحال الكثير من المرضى، بمن فيهم الأطفال، طلب موظفو الرعاية الصحية المساعدة في إجلاء المرضى الذين لم يعد بإمكانهم تلقي الرعاية الحيوية في الموقع".
وذكرت منظمة الصحة العالمية في بيانها أن الغالبية العظمى من المرضى الذين ما زالوا في المستشفى يعانون كسورا معقدة وبترا لأطراف وحروقا وصدمات في الصدر والبطن، مشيرة الى أن 29 مريضا يعانون إصابات خطرة في العمود الفقري ولا يستطيعون الحركة بلا مساعدة طبية، كما يعاني مصابون كثر التهابات حادة بسبب نقص المضادات الحيوية وسوء ظروف النظافة، وفقما نقلت "فرانس برس".
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن بعثات عدة ستُنظّم في الأيام المقبلة لإجلاء المرضى المتبقين على نحو عاجل إلى مستشفى ناصر والمستشفى الأوروبي في غزة، رغم أن هاتين المؤسستين الطبّيتَين "تعملان أصلا بما يفوق طاقتهما".
وخرج مئات الأشخاص، السبت، من مستشفى الشفاء بأمر من الجيش الإسرائيلي وفق ما أفاد صحافي في وكالة "فرانس برس"، فيما قالت وزارة الصحة في غزة إن "120 جريحا والأطفال الخدج لا يزالون فيه".
وأكدت الوزارة: "نحن على اتصال مع الصليب الأحمر بشأنهم" من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وقال الطبيب أحمد المخللاتي الموجود داخل مستشفى الشفاء، في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، إن "العديد من المرضى غير قادرين على مغادرة المستشفى لأنهم في أسرة العناية المركزة أو داخل حاضنات الأطفال".
وأضاف "أنا وخمسة أطباء آخرين سنبقى في مستشفى الشفاء مع 120 مريضا"، مطالبا اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية "باتخاذ خطوات لحماية الطاقم الطبي والمرضى في مستشفى الشفاء".
وشوهدت دبابات وناقلات جند وغيرها من الآليات الإسرائيلية المدرعة في محيط المستشفى بينما حلقت فوق المنطقة طائرات مسيّرة.
وأصبح مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع، محورا للعملية التي تنفذها إسرائيل وسط اتهامها حماس باستخدام المستشفى مركزا قياديا، وهو ما تنفيه الحركة.
وأعلن مدير مستشفى الشفاء بغزة محمد أبو سلمية في اتصال مع "سكاي نيوز عربية"، الجمعة، وفاة كل المرضى في قسم العناية المركزة بالمستشفى، وبذلك بسبب الحصار الإسرائيلي على المجمع الطبي.
وأفاد أبو سلمية بأن أكثر من 54 شخصا في العناية المركزة توفوا منذ بدء الحصار الإسرائيلي.
ونوه بأن السمة الوحيدة الآن في مستشفى الشفاء هي الموت، حيث لا يتوفر العلاج والماء والأكسجين في المستشفى، بسبب الحصار المفروض على المجمع الطبي منذ أكثر من أسبوع.